«هى من نوعية المحارب الشرس، تسعى للوصول إلى هدفها، مهما تكون العقبات، فى كلامها تشعر أنك أمام شخصية مغامرة، تعرف ماذا تريد، تستمد قوتها من حماسها» هكذا انطباعى عنها.. رنا عدوى، العضو المنتدب لشركة «أكيومن» لإدارة الأصول، الاستثمار لديها قرار يتخذ فى ظروف طبيعية وليست فى مشهد غامض.. عام مضى تملكها القلق، لكن انقلب الحال إلى تفاؤل، فى ظل مؤشرات جيدة تحمل الأمل والتفاؤل للمستقبل. «السفينة لو مشيت لا تهزها، ولكن اتركها تسير» مثل إنجليزى تؤمن به «عدوى» فى حياتها العملية لكن ما يقلقها أحياناً يحدث فى كل المجالات بقرارات غير مدروسة تهدد الإصلاح والبناء. «عكس الناس متفائلة وعملى علمنى قراءة الغد وليس الماضى، أو حتي الحاضر، والبورصة تقرأ المستقبل، فهى ليست مرآة الاقتصاد فقط وإنما مرآة الحالة العامة لأنها تتأثر بالسياسة والاقتصاد، والمستجدات الاجتماعية، بخيرها وشرها» هكذا كانت عباراتها عند مدخل مكتبها، استقبلتى بوجهها المتفائل قائلة: «تفاؤلى ليس كلام بس، لو كنا تحدثنا العام الماضى كانت نظرتى سوف تتغير، هذا العام لدى تفاؤل، حيث إن كل السلبيات ظهرت على السطح، وتعاملنا معها». في غرفة مكتبها بالحى الهادى تحلل المشهد الاقتصادى بأنها تنبأت بتراجع النقد الأجنبى وتسربه. وكذلك أزمة سعر العملة فى الشهر الثاني من الثورة، وفقاً لتقارير البنك المركزي التي أشارت وقتها إلى تراجع معدلات الاحتياطي بصورة كبيرة، ونفس الأمر في عملية الاستيراد «السداح مداح»، وكان الملف يتطلب إدارة أكثر احترافية، لكن لم يحدث. قاطعتها قائلاً: هل كان المطلوب سياسة تقشفية؟ «لا ليس الهدف الاتجاه إلى سياسات تقشفية، ولكن أرقام الاستيراد كانت كبيرة، ومبالغ فيها، إلا أن تصريحات البنك المركزي مؤخراً التي تشير إلى أن الاحتياطي النقدي سوف يشهد طفرة ويتجاوز 20 مليار دولار يدعو للتفاؤل، خاصة أن السوق يقوم بإعادة تصحيح نفسه مع الوقت». في جعبة «العضو المنتدب» الكثير حول المشهد الاستثمارى، فالاستثمار لديها له قواعده وأصوله، وباعتبارها مستثمراً تحدد رؤيتها من الدولة وهي خطة واضحة تدعم المستثمر، والعمل على تكاتف، بين الوزارات المعنية أو المجموعة الاقتصادية، بحيث يجمع بين وزرائها لغة وأهداف مشتركة». لا يزال المستثمر منسياً من وجهة نظرها، وبعيداً كل البعد عن الاهتمام في ظل بطء القرارات التي تهدم الاستثمار، خاصة قانون الاستثمار الجديد لم يضيف جديداً.. تقول «عدوي»: «كان لدينا قانون الاستثمار السابق ونجح في استقطاب 36 مليار دولار، ولو استمر الوضع لوصل إلى 100 مليار جنيه، وهذا يؤكد أن لدينا سوء إدارة وليس موارد، فالعديد من الدول ليس لديها موارد ولكن تستفيد من حسن إداراتها». كسر صمت الغرفة صوت عامل البوفيه، لكن سرعان ما عادت قائلة: «خطط الحكومة جيدة ولكنها لا تخرج من الغرف المغلقة ولا تصل إلى الشارع». لابد، وفقاً لقولها، أن كل قطاع يتحدث عن مشاكله والعمل على التواصل، ويكفي ما يحدث فى ضريبة الأرباح الرأسمالية التي لم يحسم أمرها، الصورة الذهنية لمستثمر البورصة تعتبره الحكومة مضارب، وهذا غير مقبول، صغار المستثمرين عانوا الأمرين وهم ضحايا قرارات العشوائية، والحكومة بدأت مؤخراً الحديث عن البورصة نتيجة لحاجتها إليها باعتبارها مصدراً منخفض التكلفة للتمويل، فالبورصة «تغشش» المستثمر الأجنبى حالة الاقتصاد والسياسة بالبلد، والعمل على جذب الاستثمار، ولابد للبنك المركزي تكون لديه رؤيته، ليس لحماية البنوك فقط، ويكون لديه رؤية اقتصادية، ويبعد عن الأنانية واحتكاره لإصدار السندات وتداولها، خاصة أن دور البنوك ليس عمل أرباح بل تسليف المستثمرين، وغير مقبول أن يكون 5 ملايين جنيه فى البورصة عميل كبير، وفي البنك صغير. «عدوى» سيدة أعمال من نوع خاص، لوالدها بصمات في حياتها، فهو الذي شجعها لتكون هكذا، ومنحها ثقة كبيرة، لتتمرد على حياتها وتحقق ذاتها، فهى ترى أن الطروحات وسعر اكتتاب الشركات مبالغ فيه بدرجة كبيرة، وهو سر فشل الاكتتابات مؤخراً، وعلى الدولة أن تراعى سعر الطرح، بحيث يكون مغرياً للشراء حتي يستقطب شريحة من المستثمرين، وعلى الشعب أن يغير الصورة الذهنية بمفهوم الخصخصة، لأنها نقل ملكية من الدولة إلى الشعب، وهذه لا تعد خصخصة. «العضو المنتدب» لديها مقترحات للقضاء على التلاعبات فى الأسهم بضرورة تفعيل آلية الشورت سيلنج «البيع على المكشوف»، وهى تسليف أسهم من صانع السوق ومن خلالها يتم عملية ضبط السوق، ومواجهة التلاعبات والمضاربات، وتقل مشاكل السوق، ومعها تحدث كفاءة السوق. «طالما فى طبق أكلك كفاية خلصه قبل أن تمد يدك إلى شىء آخر»، هكذا تصيغ فلسفتها، فهى لها رؤية محددة فى إدارة شركتها ومركزه على إدارة الأصول، تسعى إلى تقديم المزيد إلى السوق، هدفها تحقيق أعلى عائد للمستثمرين، مع التميز في الأداء، والحافظ على ثرواتهم وتعظيمها، فالمستثمر لديها لابد أن يجد استثمارات متنوعة ومختلفة. بادرنى سؤال وقبل طرحه أجابتني مبتسمة وكأنها قرأت ما بداخلى قائلة: «1.2 مليار جنيه حجم الأصول المدارة بالشركة، تستحوذ الأسهم منها على 97%، ولدى استراتيجية استثمارات متنوعة فى إدارة الأصول، متميز بالأداء، لدى 3 أنشطة السمسرة، وإدارة الأصول، وإدارة صناديق الاستثمار العقارى بالمناصفة مع بلتون للاستثمار المباشر». «عدوى» دفعها القدر إلى مجال البيزنس غير نادمة على أنها ضحت بكلية الطب من أجل «البيزنس»، تسعى إلى أن تكون شركتها «مارد قادم» مع العام القادم، فى ظل اتجاهها إلى الاندماج مع واحدة من الشركات العاملة بالسوق، إذ أنها تؤمن بالكيانات الكبرى القادرة على المنافسة. تظل «عدوى» لديها طموحات وأحلام كبيرة فى قيد أسهم شركتها بالبورصة تمهيداً لطرحها، فالتوسع فى إدارة الأصول شغلها الشاغل وتستطيع من خلالها أن تخدم السوق، فهى لديها نية أيضاً بالحصول على رخصة الاستشارات المالية. «عدوى» تستمد من اللون الأخضر فلسفة النمو والوصول إلى قمة النجاح والحفاظ عليها، فهى تسعى دائماً إلى التخطيط والتركيز فى الوصول إلى هدفها وتحويل شركتها إلى كيان كبير، فهل تحقق ذلك؟