قالت صحيفة ديلي بيست الأميركية إن عمليات البحث تحت الماء عن الحطام تتطلب مُعِدات وفرقًا متخصصة، وقد يستغرق الأمر أكثر من أسبوع لجمعها والوصول إلى المنطقة التي شهدت سقوط الطائرة، التي تبعد نحو 180 ميلاً إلى شمال مدينة الإسكندرية. فالطريقة الوحيدة لتحديد موقع حطام الطائرة الغارقة بقاع البحر هي الكشف عن الأصوات التي يرسلها جهاز الإرشاد اللاسلكي المُسجل لبيانات الرحلة FDR، (التي هي في الواقع نبضات فوق صوتية يستحيل الكشف عنها بالأذن البشرية)، ولكن جهاز الإرشاد اللاسلكي ذو مدى محدود للغاية، ويمكن لسفينة على سطح المياه الكشف عن تلك الأصوات، بشرط أن تكون على مسافة تقل عن ميلٍ واحدٍ من موقع جهاز الإرشاد اللاسلكي، وحتى في هذه الحالة؛ تتعرض الإشارات الصادرة عن الجهاز للتشويش نتيجة للتيارات المائية ودرجة حرارة المياه. فعندما يستقر الحطام في قاع المياه العميقة - مثلما حدث لبقايا الطائرة 804- فإن أفضل ما يمكن الحصول عليه في نطاق جهاز الإرشاد اللاسلكي المحدد للمواقع يتم عبر استخدام مركبات البحث تحت الماء؛ فتُستخدم في تلك الحالة، إما المركبة من طراز ROV التي تعمل عن بعد، أو المركبة ذاتية التحكم تحت الماء من طراز AUV. وقد يستغرق الأمر أسابيع لإيجاد وتفعيل استخدام تلك المعدات، في حين أن عُمر بطارية جهاز الإرشاد اللاسلكي يمتد فقط 30 يوماً، بدءاً من اللحظة التي تصطدم فيها الطائرة بالماء. وكانت الحالة الأخيرة الوحيدة التي شهدت عملية كشف ناجح عن حطام طائرة، في غضون العمر الافتراضي لجهاز الإرشاد اللاسلكي، خلال عام 2006؛ عندما خرج قبطان طائرة إيرباص A320 التابعة لشركة الطيران الأرمنية "أرمافيا" عن مسار الطائرة إلى منتجع سوتشي بالبحر الأسود، لتتحطم الطائرة في البحر، ما أسفر عن مقتل 113 شخصًا كانوا على متنها. ويعزى السبب في ذلك إلى أن موقع حطام الطائرة آنذاك كان يبعد أقل من أربعة أميال من السواحل، وعلى عمق يبلغ 500 متر فقط، لذا كانت الإشارات الصادرة عن جهاز الإرشاد قوية، وتم العثور على حطام الطائرة. كان ذلك أفضل سيناريو ممكن، وفي مثل تلك الظروف الجيدة نسبياً يتضح كم أن ذلك النظام ليس كافياً لأنواع البحار التي تُعد موقعاً مُعتاداً لحوادث الطائرات، مثلما هو الحال مع البحر الأبيض المتوسط.