يمر اليوم 14 عاما على رحيل فارس السينما النبيل أحمد مظهر، أحد الرموز المضيئة فى تاريخ السينما المصرية الذى تخرج فى الكلية الحربية عام 1938 وهى نفس دفعة زعماء مصر الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات. اتجه للسينما فى النصف الثانى من الخمسينيات، جذب الجميع فى أول أدواره على شاشة السينما عندما جسد شخصية الأمير علاء فى فيلم «رد قلبى» عام 1957، ليدخل سريعا عالم النجومية وقام ببطولة عدد كبير من الأفلام الناجحة مع نجمات السينما منها أفلام: «دعاء الكروان، طريق الأمل، الزوجة العذراء، الطريق المسدود» مع فاتن حمامة و«النظارة السوداء» مع نادية لطفى، وفى عام 1962 قدم أشهر أفلامه على الإطلاق، «الناصر صلاح الدين» وهو أضخم إنتاج فى تاريخ السينما المصرية حيث جسد فيه شخصية صلاح الدين بشكل رائع. تنوعت أدواره بعد ذلك ما بين الرومانسية والكوميديا أحيانا، فى أفلام «غرام الأسياد» مع لبنى عبدالعزيز و«غصن الزيتون» مع سعاد حسنى و«لن أعترف» مع فاتن حمامة، و«لوعة الحب» مع شادية وعمر الشريف و«الأيدى الناعمة» مع صباح ومريم فخر الدين و«لصوص لكن ظرفاء» وهو فيلم كوميدى. وفى حقبة السبعينيات قلت أعماله نسبيا، لكنه قدم مجموعة من الأدوار المتميزة فى أفلام «كلمة شرف» و«العمر لحظة» و«جنون الحب» و«إمبراطورية ميم». وفى حقبة الثمانينيات والتسعينيات قدم مجموعة قليلة من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية نذكر منها أفلام: «حكاية فى كلمتين» و«النمر الأسود» و«سيدة الفندق» كما شارك فى بطولة مسلسلات «ليالى الحلمية» و«محمد رسول الله» و«ضمير أبلة حكمت». يبقى أحمد مظهر حالة متفردة فى تاريخ السينما المصرية فارسًا بمعنى الكلمة، فجميع أدواره كانت متميزة جمع بين الرومانسية والفروسية والقيادة. كان يتمتع بالوفاء لأقصى درجة، رفض بشدة المشاركة فى فيلم «الكرنك» حتى لا يسىء لعصر جمال عبدالناصر الذى كانت تربطه به علاقة خاصة، رحم الله فارس السينما الذى رحل عن دنيانا يوم 8 مايو 2002.