عزفت الموسيقى... اشتعل المسرح تصفيقا... لمعت فلاشات الكاميرات... ظهرت فى فستان جذاب جعلها كالفراشة على المسرح... انحنت لهم فى خجل لتحيى الجماهير. حلمت كثيرا بالوقوف على خشبة المسرح، املا فى ان يكتشفها مخرج او منتج يتبنى موهبتها الفنية ويقدمها كبطلة فى احد افلامه. ثم تتزاحم عليها العروض وتصبح نجمة شباك.. الجميع يشاور عليها ويتمنى التقاط الصور الفوتوغرافية معها. طارت «منى» كالفراشة على خشبة المسرح... تناست أنه الظهور الأول لها... شعرت كانها فى بيتها وانها تجسد شخصيتها فى هذا الدور... فلم يكن من الصعب عليها تأديته بكفاءة.. عيناها شاخصتان فى الفضاء تسرد احلامها... ليدخل عليها «نادر» محقق الأحلام.. ويتأملها فى صمت وهى تحدث نفسها... ويفاجئها بصوت هادئ. نادر: أحلامك جميلة مثلك فى ذهول تتحول عينيها سريعاً الى مصدر الصوت منى: من انت ومتى جئت نادر: انا محققك احلامك اذا لم تعترضى منى: ماذا تعنى فانا لا افهمك نادر: إننى مصباحك السحرى تنظر له بتعجب ممتزج بسعادة ويدور فى مخيلتها مائة سؤال وقالت لنفسها بصوت خافت هل من الممكن ان يستجب لى الله بهذه السرعة. قاطع «نادر» شرودها محاولا انتشالها من بحر التساؤلات وبنبرة جادة يقول لها. نادر: انا نادر زوجك المستقبلى منى: زوجى كيف ونحن لم نتقابل.. وبكبرياء تابعت ومن قال لك إننى سوف أوافق عليك هتوافقى أنا متأكد منى: ما هذا الغرور الذى يمتلكك نادر: هذه ثقة كما أننى أعرفك أكثر من نفسك منى: هل تقابلنا من قبل أشعر بانك لست غريبا ولكنى لم أتذكرك نادر: ليس من الضرورى ان تعرفى الاجابة الان ولكنك ستوافقين على تقبل حبى مقابل تحقيق احلامك تغلق الستار ليعلن عن انتهاء الفصل الاول ليترك الجمهور فى حالة تشويق ويتساءل مع منى من هذا الشخص الذى ظهر فجأة أمامها. ترفع الستار من جديد على منظر كافتيريا يجلس فيها بعض الاشخاص وعلى احدى الطاولات تظهر منى بملابس كاجوال بسيطة تجلس مع شخص يظهر عليها علامات الغضب والاضطراب فى حين يحاول الاخر تهدأتها والتوسل لها. منى: خلاص انا مش قادرة اتحدث معك تانى.. محمد إحنا مش هنقدر نكمل مع بعض كفاية 3 سنين ضاعت من عمرى معاك. محمد: انت اتغيرتى فى حاجة غريبة فيكى دى مش لغتك فين كلامك عن الحب والكفاح. هى: أنا اكتشفت ان ده كلام أفلام.. وفى الفترة الاخيرة أصبحنا. تخلع منى دبلة الخطوبة وتضعها على الطاولة وتقف وتتركه دون توديع.. لتغلق الستار على مشهد محمد وهو يجلس وحيدا منكسرا على ضياع حب حياته. تفتح الستار على مشهد تظهر فيه وهى ترتدى فستان فرح ويظهر نادر من جديد مرتديا بدلة العرس وفى غرفة النوم يجلسان على طرف السرير. هى: أنا مش عارفة ازاى خلال اسبوعين بس اتجوزتك. ضاحكا: أصل أنا ساحرتك. تضحك منى وتذكره بوعوده لها قائلاً ولكنى لن انسى كلامك لى بانك ستجعلنى سعيدة دائما وتحقق لى جميع أحلامى. هو: أكيد يا حبى أنا نسيت كل الكلام ده أصل... انا عندى زهايمر. فيضحكا سويا ويتابع... أكيد طبعاً سوف اجعلك اكبر ممثلة فى العالم مش فى مصر بس ده انا بفكر وبخطط من زمان لهذا. لتتوالى احداث المسرحية التى شهدت ذروة الأحداث بعدما انتج لها فيلم فيديو لم يعرض ليوهمها بانه جاد فى وعوده لتفاجأ فيما بعد بانه يقوم بتصويرها بالمنزل دون ان تدرى وهى ترتدى ملابس النوم وهى عارية لينتج منها افلام بورنو ثم يختفى من حياتها دون ان تعلم اين اراضيه وفى المشهد الاخير تظهر منى وهى تقوم بدور الراوى وتقول «بعت الدهب بالتراب.. وجريت وراء الشيطان وتركت ملاكى.. فى احلام بتضيع أصحابها لو اختيار الطريقة السهل والسريع «لتغلق الستار لتعلن عن انتهاء المسرحية لينتقل أبطال المسرحية الى أرض الواقع. تدخل منى غرفة تبديل الملابس، فيطرق على بابها أحد الأشخاص ويطلب مقابلتها لامر هام.. فتسمح له بالدخول. منى: أهلاً بحضرتك أيمن: أشكرك على موافقتك بالمقابلة واحب اعرفك بنفسى انا مخرج جديد درست الاخراج فى اوروبا ورجعت مصر منذ اسبوع فقط منى: حمد الله على سلامتك نورت بلدك.. وحظنا حلو انك شاهدت المسرحية أيمن: لهذا اردت ان اتحدث معك فانت موهبة ومتميزة واريد ان يكون اول عمل لى فى مصر معك لم تصدق منى نفسها هل تتحقق المسرحية على أرض الواقع.. فبعد ان اغتمرتها الفرحة بدأ القلق يقتحم عقلها... وشعر أيمن بهذا فحاول إن يمزح معها قائلا.. ولكننى لن أكون مثل نادر فى المسرحية ضحكت منى ثم ترك لها ايمن كارته الخاص قائلا: اتصلى بى حتى نتحدث باستفاضة عن العمل الذى سيكون بيننا فرحت منى وشعرت بان قلبها يخفق بسرعة، ولم تستطع ان تحدد هل يدق فرحا ام رعبا. بدأت المكالمات بينهما كانت فى بدايتها تبدأ بالحديث عن العمل وتستمر لساعات يتخللها أحاديث شخصية بينهما.. وشعرت بالانجذاب الشديد له.. وسألت نفسها هل يوجد حب من النظرة الاولى بالفعل.. طلب ايمن مقابلتها لامر هام. اسفل العقار التى تسكن فيه بمنطقة شعبية ينتظرها ايمن بسيارته الفاخرة، لتظهر فى ثوب رقيق يظهر مفاتنها وينزل ايمن من سيارته ليفتح لها باب السيارة قائلا « اتفضلى يابرنسيسة «.. ويتوجهون الى احد المطاعم الراقية على ضفاف النيل منى: خير فى ايه قلقتيني أيمن: أنا بجبك وعايز اتجوزك دلوقتي منى تضحك: أنت مجنون أيمن: مجنون بيك.. وايه اللى يمنع انت مقطوعة من شجرة.. وانا اهلى فى امريكا ومش هيقدروا ينزلوا.. وانا بحبك وانت كمان بتحبينى يبقى فاضل ايه غير نروح عند المأذون وبدون ان يعطيها فرصة لتفكر أمسكها من يدها وذهبا الى المأذون لاثبات الزواج على ورقة رسمية دون فرح او اعلان. عاشت منى اسعد ايام حياتها مع ايمن فكانت كل طلباتها مجابة وشعرت كانها ملكة معه ولكن كان دائما ما يقلقها دون ان تدرى ما السبب وانتهى شهر العسل الا ان ايمن اختفى معه . حاولت الاتصال به اكثر من مرة ولكن تليفونه غير متاح بدات تشعر انها مازالت فى اجواء المسرحية او فى كابوس ترفض ان تتقبل الواقع... وفوجئت باحد يطرق على الباب ليجعلها تغفو من غفلتها على مصيبة تاتيها فى ورقة طلاق ليعلن فيها ايمن انفصاله عنها، وعلمت أن الشقة التى تعيش بها قام باستئجارها لمدة شهر فقط.. ووجدت منى نفسها أمام محكمة الأسرة ومعها عقد الزواج وورقة الطلاق لإقامة دعوى نفقة متعة وتقول: آسفة أرفض الطلاق.