أكدت المخرجة كوثر يونس، أن فيلم «هدية من الماضى»، المشارك فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، لمهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، احتاج إلى 300 ساعة مونتاج للانتهاء منه، خاصة أنها صورت 12 ساعة كاملة، توجب عمل اثنين من المونتيرين، ليصل الفيلم إلى 67 دقيقة، مشيرة إلى أن العمل يتناول رحلة للبحث عن حبيبة والدها القديمة، التى التقى بها فى إيطاليا قبل 33 عاما. وأشارت فى الندوة التى أقيمت عقب عرض الفيلم فى المسابقة أمس الأول، إلى أن ظروف إنتاج الفيلم، جعلته بمثابة هدية أرادت تقديمها لوالدها بمناسبة عيد ميلاده، مؤكدة أن رحلة البحث عن «باتريسيا» حبيبة والدها، كانت ممتعة، رغم استغراق العمل على الفيلم لأكثر من عامين. وأضافت: «لا أرى أن اللقاء المصور لوالدى وحبيبته القديمة كان فاترا جدا، وهو ما تأكد بعد ركوبنا القطار، لتبدو الحقيقة فى كونها كانت مأخوذة باللقاء المفاجئ لشخص من الماضى البعيد، بعدما تلقينا اتصالاً هاتفياً منها، دخلت خلاله فى نوبة بكاء، وهى تتمتم بكلمات إيطالية، وبالفعل تأثرنا جميعنا بانتهاء الرحلة، ولكنى لم أضع هذا الجزء فى الفيلم، وكنت مصرة على تقديم الفيلم سواء بالبحث عن قبرها إذا لم تكن على قيد الحياة، أو إذا كانت متزوجة ولا تقبل لقاء والدى. وأبدى الدكتور مختار يونس، سعادته بمشاركة الفيلم فى مهرجان الإسماعيلية، مشيرا إلى أن الجمهور سأل بعد عرضه فى ألمانيا، عما إذا كانت المخرجة ستقدم فيلما عن حبيب والدتها القديم، على غرار تقديمها لفيلم عن حبيبة والدها. وعلق الناقد مجدى الطيب على الفيلم، مؤكدا أنه عمل يستدرجك بما يحمله من دقة شديدة، من العلاقة الرومانسية بين البنت ووالدها، التى كانت طبيعية وجيدة، وأشار لإعجابه بدور الأم المصرية، التى تسمح لابنتها بالبحث عن حبيبة زوجها، لافتا إلى أن الفيلم يحمل حبا وعذوبة وشجنا، مشيدا بموقف معهد السينما من التجربة، التى احتاجت لعقليات منفتحة للسماح بتقديم هذا الفيلم.