أحيت فرقة رضا للفنون الشعبية مساء أمس حفلا استعراضيا بقصر ثقافة الإسماعيلية وذلك ضمن فعاليات الدورة ال18 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة, بحضور محافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر, وأحمد عواض رئيس المهرجان, وقدمت الفرقة عددا من اللوحات الاستعراضية التي شهدت تفاعلا كبيرا من الحضور, ومنها البت بيضا, الأقصر بلدنا, صغيرة المياه, يا عرق سوس, العتبة جزاز, آه يا ليمونه. كما عرض أمس فيلم فرعون السينما المصرية.. الفنان عمر الشريف, تناول الفيلم حياة الفنان العالمي الراحل عمر الشريف بشهادة أصدقائه وذكرياتهم معه, ومن بينهم سمير صبري, حسين فهمي, سامح الصريطي, المخرج هاني لاشين, د. زاهي حواس, وعبدالعزيز الشافعي. وكشف حواس خلال الفيلم عن طلبه من الشريف أن يقوم بدور كومبارس خلال مناظرة تلفزيونية يقوم بها في التليفزيون إيطالي أمام أحد المدعين علي الحضارة المصرية كذبا, حيث أكد له أن وجوده بجانبه سيسحر نساء إيطاليا ويلتفتون جيدا لما يقول, وكان الضيوف في الأستوديو, بينما الشريف وحواس أمام أبو الهول, وبالفعل كسبوا الجولة وأبهروا الإيطاليين. كما روي عن ضيق الشريف من إهمال بعض المصريين لآثارهم ففكرا في تقديم إعلان بصوت الشريف عن أهمية الآثار والحفاظ عليها. بينما أوضح سمير صبري خلال اللقاء كيف ساعدت فاتن حمامة الفنان عمر الشريف في بداياته حينما طلبت من الجهة المنتجة لفيلم لا أنام وغيرها من الأعمال التي شاركت فيها أن يكون بطلا أمامها بالإضافة إلي زيادة أجره وخصم ذلك من أجرها. وقال حسين فهمي إن العالم كله كان يعرف عمر الشريف وحينما كنت أقول في الخارج إنني مصري كان أول سؤال هو تعرف عمر الشريف, مشيرا إلي أن العالم كان يسمي عمر الشريف رجل العالم خاصة بعد تقديمه مسرحية علي خشبة المسرح الإنجليزي. وذكر المخرج هاني لاشين سر كحة عمر الشريف قبل بدء أي تصوير والسبب هو التوتر علي الرغم من نجوميته وكان ذلك في فيلم أيوب ويرجع السبب إلي أنه قيل له في بدايته إن صوته لا يصلح للسينما نهائيا. وقال هاني أبوالحسن مخرج العمل إنه قدم هذا الفيلم لتأبين الفنان عمر الشريف مشيرا إلي أن التصوير استغرق5 أيام وما يقرب من شهر مونتاج. من ناحية أخري أقيم بقصر ثقافة الإسماعيلية عرض للفيلم التسجيلي هدية من الماضي, للمخرجة كوثر يونس, والذي يتناول رحلة للبحث عن حبيبة والدها القديمة التي التقي بها في إيطاليا قبل33 عاما. وتحدثت المخرجة عن ظروف إنتاج الفيلم, وكونه هدية أرادت تقديمها لوالدها بمناسبة عيد ميلاده, في الندوة التي أقيمت عقب انتهاء العرض, وشارك فيها والدها الدكتور مختار يونس, الأستاذ بأكاديمية الفنون, قائلة إن رحلة البحث عن باترسيا حبيبة والدها, كانت ممتعة, مؤكدة أنها حتي وإن لم تجدها كانت ستقدم الفيلم سواء بالبحث عن قبرها إذا لم تكن علي قيد الحياة, أو إذا كانت متزوجة. وأكد الدكتور مختار يونس, أنه سعيد بمشاركة الفيلم في مهرجان الإسماعيلية, مشيرا إلي أن الجمهور سأل بعد عرضه في ألمانيا, عما إذا كانت المخرجة ستقدم فيلما عن حبيب والدتها القديم, علي غرار تقديمها فيلم عن حبيبة والدها. بينما قال الناقد مجدي الطيب إن العمل يستدرجك بما يحمله من دقة شديدة, والعلاقة الرومانسية بين البنت ووالدها كانت طبيعية وجيدة, معبرا عن إعجابه بدور الأم التي تسمح لابنتها بالبحث عن حبيبة زوجها. من ناحية أخري, أكد المخرج شريف البنداري أن فيلمه حار جاف صيفا استغرق ثلاث سنوات ونصف, بسبب المصاعب التي واجهها خلال البحث عن الجهة المنتجة للعمل, مشيرا إلي أنه ذهب إلي جهات كثيرة لتبني إنتاج الفيلم, علي رأسها المركز القومي للسينما والذي سبق وتعاونت معه من خلال فيلم صباح الفل والذي شارك في العديد من المهرجانات وحصد العديد من الجوائز, إلا أنهم طالبوني بتخفيض الميزانية لأكثرمن20%. وأشار إلي أن الأعمال السينمائية جزء كبير من قوة مصر الناعمة, والأفلام التسجيلية والقصيرة بشكل عام تشارك في كل مهرجانات العالم وتمثل مصر دوليا ورغم ذلك لا يوجد اهتمام كاف بها, وكذلك دور المركز القومي للسينما تقلص بشكل كبير دون أن أفهم السبب وراء ذلك. وقال الفنان محمد فريد بطل الفيلم إنه سعيد بأنه يري لأول مرة الفيلم وأنه لم يكن يتوقع كل هذا النجاح, مشيرا إلي أنه سعيد بتواجده في الإسماعيلية بلد النضال والبلد الثاني للشاعر عبد الرحمن الأبنودي. وفي النهاية طلب بنداري من الحضور توجيه التهنئة للفنان محمد فريد بمناسبة عيد ميلاده, حيث قام الحضور بغناء أغنية عيد الميلاد. كما أقيمت ندوة تكريم للمخرج سمير عوف قدمها مجدي الشحري ومدير التصوير سعيد شيمي صاحب الكتاب الذي أصدره المهرجان, حيث قال إن هناك صداقة كبيرة تربطه بعوف منذ بدايتهما وأنه منذ أول أعماله لوحظ عليه أنه يتميز بارتباطه بالتراث المصري مما جعله يدافع عنه ويعمل علي إعادة بناء المجتمع ويسترجع الماضي لكي ينهض بالحاضر, مؤكدا أن عوف انقطع عن السينما لمدة15 عاما ثم عاد بفيلم وجهان من الفضاء والذي جمعهما لأول مرة وكان بمثابة إعادة اكتشاف له. وأضاف سمير عوف أن أسباب غيابه ترجع إلي ظروف قدرية أهمها تردي الوضع الثقافي في مصر, مشيرا إلي أن الأجيال بدأت هويتها بالتدريج وهذا انعكس علي كل شيء وأنا لا أستطيع أن أكون غير نفسي. وحدث صدام بين الجهات المنتجة للأفلام بسبب هذه الفجوة الثقافية ولم أندم لأني متصالح مع نفسي ومتفائل بمصر. وقال المخرج أحمد عواض رئيس المهرجان ورئيس المركز القومي للسينما إنه عندما تولي رئاسة المهرجان كان اسم المخرج سمير عوف مطروحا للتكريم, مشيرا إلي أن تكريمه شرف كبير للمهرجان. وطالبه عواض بالعودة للإخراج مرة أخري مؤكدا أنه بانتظاره في المركز القومي للسينما لكي يعود ويقف خلف الكاميرا.