قال طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، إنه يجري حاليًا تشكيل مجموعة عمل مصرية بوسنية لدراسة توقيع اتفاق تجارة تفضيلية بين البلدين، يتم بموجبها منح مزايا تفضيلية لعدد من المنتجات، خاصة المنتجات المتبادلة بين الجانبين، ما يسهم في انسياب وتدفق التجارة ما بين مصر ودولة البوسنة والهرسك خلال المرحلة المقبلة. وأكد الوزير - خلال جلسة المباحثات الثنائية التي عقدها مع ميركو ساروفيتش، نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة الخارجية بجمهورية البوسنة والهرسك، أن مصر حريصة على تنمية وتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع دولة البوسنة والهرسك، ووضع أسس شراكة جادة وتعاون بناء يدعم العلاقات الوطيدة بين البلدين، التي بدأت منذ استقلال جمهورية البوسنة والهرسك حيث كانت مصر من آوائل الدول التي اعترفت بها في عام 1992. وشدد على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، التي مازالت أقل من المستوى المأمول حيث بلغ حجم التبادل التجاري 38.2 مليون دولار فقط خلال عام 2014 . وذكرت وزارة التجارة - في بيان اليوم الأربعاء - أن اللقاء تناول بحث تنمية العلاقات التجارية والاستثمارات المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، وبحث إنشاء مجلس أعمال مصري بوسني مشترك بهدف وضع رؤى وأفكار جديدة لإقامة شراكات بين القطاع الخاص في البلدين ترتكز على تنمية المصالح المشتركة للجانبين، فضلاً عن أهمية تفعيل اتفاق التجارة الموقع بين البلدين في عام 2009 وعقد الدورة الثانية من اللجنة المشتركة المصرية البوسنية التي عقدت دورتها الأولى في نوفمبر من عام 2009 بالقاهرة. وأشار قابيل إلى الجهود التي تبذلها الحكومة - حالياً - خاصة بعد الانتهاء من تنفيذ خارطة الطريق السياسية بتشكيل مجلس النواب، حيث يتم تنفيذ خطة إصلاح اقتصادي شامل تستهدف الارتقاء بمعدلات النمو في الإنتاج والتصدير وزيادة فرص الشتغيل. أكد ميركو ساروفيتش، نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة الخارجية لجمهورية البوسنة والهرسك، حرص بلاده على تعزيز علاقاتها التجارية مع مصر، خاصة وأن العلاقات التجارية الحالية لا ترقى لمستوى العلاقات السياسية والصداقة التي تربط الشعبين المصري والبوسني، لافتًا إلى أن زيارته للقاهرة تعد هي الأولى لوزير من الحكومة البوسنية بعد مضي أكثر من 5 سنوات على آخر زيارة، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية التواصل بين مسئولي البلدين لدفع العلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة. وأشار ساروفيتش إلى أن بلاده في طريقها للانضمام للاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي سيتيح مزايا تنافسية عديدة للسوق البوسني خاصة في ظل وجود بيئة ومناخ استثماري متميز، فضلاً عن الموارد الطبيعية المتاحة، حيث يتوافر لدى البوسنة مخزون مائي كبير جعلها في المرتبة الثامنة بين دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب توافر الأخشاب عالية الجودة والتي تغطي نسبة 60% من مساحة البوسنة. ووجه ساروفيتش الدعوة لوزير التجارة والصناعة لزيارة العاصمة سراييفو على رأس وفد من رجال الأعمال لاستكشاف الفرص المتاحة وتعزيز العلاقة بين القطاع الخاص في البلدين إلى جانب تشجيع الشركات من الجانبين للمشاركة في المعارض التي تعقد سنوياً سواء في مصر أو البوسنة، فيما رحب قابيل بهذه الدعوة التي ستكون فرصة لعقد فعاليات اللجنة المشتركة خلال هذه الزيارة. وكان وزير التجارة والصناعة وجه كلمة أمام فعاليات منتدى الأعمال المصري البوسني - الذي عقد أمس - بمشاركة وزير التجارة الخارجية بجمهورية البوسنة والهرسك وحضور عدد كبير من رجال الأعمال من البلدين، وألقاها نيابة عنه الوزير مفوض تجاري علي الليثي، رئيس جهاز التمثيل التجاري، أكد خلالها أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في البلدين لتعزيز علاقات الشراكة التجارية والاقتصادية، مشددًا على ضرورة ألا تقتصر الجهود لتنمية مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين على القطاع الحكومي فقط.