ترقد الفنانة الكبيرة مديحة يسرى بمستشفى القوات المسلحة، بعد أن تدهورت حالتها الصحية مؤخراً بسبب توابع سقوطها على الأرض، وتعرضها لشرخ فى قدمها ما جعل الأطباء يرفضون خروجها من المستشفى، وجاءت إصابتها الأخيرة أثناء ذهابها إلى مستشفى السلام، لإجراء الكشف الدورى، حيث سقطت من علي «الكرسى النقال»، مما عرضها لشرخ فى قدمها اليسرى، فتم نقلها إلى مستشفى القوات المسلحة، لتتلقى العلاج على نفقة الدولة هناك، وطلب منها الأطباء عدم الحركة نتيجة لتدهور حالتها،خاصة أن عظامها أصبحت تعانى من هشاشة شديدة بحكم السن، ما جعل الأطباء يطالبونها بعدم الحركة نهائياً. الفنانة القديرة يصعب عليها الكلام كثيراً الآن، ورغم ذلك فهى لا تعترف بالمرض وتعتبر حياتها طبيعية بحكم تقدمها فى السن، ويتوافد عليها الفنانون، وكان آخر زيارة لها من وزير الثقافة حلمى النمنم، الذى كرمها بالمستشفى، كما زارها الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى، والذى أهداها درع المركز، وكان أهم اتصال استقبلته الفنانة هو اتصال زوجة الرئيس السيسى للاطمئنان عليها. تناثرت أخبار كثيرة عن أن حالتها النفسية سيئة، لكن الحقيقة أنها فى حالة مستقرة نفسياً وصحياً، فهى اعتادت على التواجد فى غرفتها منذ مرضها، ولا تتحرك بسهولة وتقضى وقتها أمام شاشة التليفزيون وتقوم بالصلاة من وضع النوم، وفى التاسعة مساءً تقرأ سورة يس ثم تخلد إلى النوم، وهى متابعة جيدة للحالة السياسية فى مصر، وكان آخر ظهور لها حين نزلت للإدلاء بصوتها فى الانتخابات وأعلنت عن سعادتها بحالة الحراك السياسى التى تعيشها مصر. الفنانة القديرة تعرضت للمرض منذ فترة طويلة تقريباً منذ عام 2003، عانت كثيراً من ارتفاع ضغط الدم، بعد أن شاركت فى مسلسل «يحيا العدل» وقتها طلبت من المخرج محمد عبدالعزيز أن يقلص دورها كضيف شرف، لأنها كانت مريضة، وبالفعل شاركت الفنانين ميرفت أمين ومصطفى فهمى، وبعدها عرض عليها العديد من الأعمال كضيفة شرف لكنها كانت دائمة الاعتذار بحكم صحتها المتدهورة وانشغالها بتربية «منة» حفيدتها التى تملأ الدنيا عليها وتسكن معها. الفنانة القديرة كان آخر بطولة لها مسلسل «هوانم جاردن سيتى» الجزء الثانى واستكملت فيه دور خديجة هانم، وبعده ظهرت كضيفة شرف أيضاً فى فيلم «الفرح»، وكان ظهورها مجاملة للفنانة ميرفت أمين التى تعتبر صديقتها المقربة فى الوسط الفنى والتى تعتبر دائمة السؤال عنها. اختارت الصحفى سيد الحرانى لكتابة مذكراتها وطرحتها فى كتاب فى معرض الكتاب الأخير بعنوان «سمراء النيل». اعتمدت على تقديم أدوارها واهتمت بشكل كبير بمشوارها بشخصية الأم فى سن صغيرة وكان من بين هذه الأفلام وأهمها دورها فى فيلم «الخطايا»، حين قدمت دور الأم للفنانين عبدالحليم حافظ وحسن يوسف عام 1962، ووالدة سعاد حسنى فى فيلم «عريس ماما» فى منتصف الستينيات أيضاً، كما كان آخر بطولاتها السينمائية دور الأم لثلاثة أبناء فى مراحل عمرية مختلفة مع الفنان عادل إمام فى فيلم «الإرهابى» فى منتصف التسعينيات. وقد برر من تعامل معها من المخرجين تفضيلهم لها للقيام بدور الأم، بقولهم إن مديحة يسرى تمتلك وجهاً يجمع بين الطيبة والحسم ما أهلها لذلك. وكان آخر اهتمامات مديحة يسرى دعوة الفنانين للدخول فى مجال الإنتاج لإنقاذ السينما من وجهة نظرها، حيث أنتجت 18 فيلماً سينمائياً عالجت من خلالها قضايا أثارت اهتمامها وفى مقدمتها علاقة المرأة بالرجل والمجتمع الذى تعيش فيه، ومن أبرز تلك الأفلام فيلم «الأفوكاتو مديحة» مع يوسف وهبى، الذى يعد واحداً من أبرز الأفلام العربية التى تتناول قضية حق وجدارة المرأة فى العمل، وفيلم «بنات حواء» مع محمد فوزى، الذى طالبت فيه بالمساواة بين الرجل والمرأة، وفى التليفزيون شاركت مديحة يسرى فى العديد من المسلسلات التليفزيونية، ومنها مسلسل «هوانم جاردن سيتى»، ومسلسل «يحيا العدل»، ومسلسل «طائر في العنق» مع الفنان حمدى غيث، وغيرها من الأعمال التى لاقت استحسان الجمهور.