أمر المستشار أحمد معاذ، وكيل نيابة حوادث وسط القاهرة الكلية، برئاسة المستشار أحمد حمزة رئيس النيابة، باستدعاء مفتش الصحة للاستعلام عن سبب تصريحه بدفن جثة بائع متعفنة من دون الكشف عليها، وإثبات أن الوفاة طبيعية على خلاف الحقيقة. كما أمرت النيابة بالاستعلام من رئيس دورية قسم شرطة بولاق أبو العلا عن تزوير تقريره بأنه لم يشاهد أي إصابات في الجثة أثناء نقلها إلى المشرحة، وعن عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة. كشفت المصادفة عن إهمال ضابط شرطة بقسم شرطة بولاق أبو العلا عندما نقل جثة بائع متعفنة إلى المشرحة، واستخرج تصريحًا بالدفن، على رغم وجود شبهة جنائية وإصابتها ب7 طعنات نافذة. تبين من التحقيقات أن قسم شرطة بولاق أبو العلا تلقى بلاغاً من ترزي، يفيد باكتشافه وفاة بائع متجول، داخل غرفته بالعقار .وتم نقل الجثة عقب إثبات ضابط مباحث قسم شرطة بولاق أن الوفاة طبيعية، وليس بها أي إصابات، وبمعاينة مسكن المجني عليه لم يشتبه في وفاته جنائيًا، فأمرت النيابة بندب مفتش الصحة للكشف عليها والتصريح بدفنها، وبالفعل تم استخراج تصريح بدفن الجثة بعدما أثبت مفتش الصحة ما جاء بأقوال ضابط مباحث بولاق بأن الجثة ليس بها شبة جنائية. لكن المصادفة وحدها هي التي كشفت الحقيقة علي يد عامل بالمشرحة. جاء ذلك أثناء تسلم أهالي المتوفى الجثة، فوجد العامل أن الجثة عليها آثار دماء وبها طعنات واشتبه في الوفاة جنائيًا، فقام بإبلاغ الطبيب الشرعي الذي استطلع الأمر وشرح الجثة ووجد بها طعنات، فأبلغ كبير الأطباء الذي أخطر النيابة في الحال. بدأت النيابة في فتح تحقيقات جديدة موسعة، وانتقل المستشار أحمد معاذ، وكيل نيابة وسط القاهرة الكلية، وبمناظرة الجثة تبين وجود 7 طعنات، بينها 6 في منطقة الصدر وأخرى في البطن، كما تبين تهشم كامل للرأس من الجانب الأيمن، فأمر بتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة. وبمعاينة مكان الواقعة تم العثور على ماسورة معدنية داخل الغرفة بها آثار للدماء، والأرضية ملطخة بدماء بشرية، وأن الوفاة كانت من حوالي 12 يومًا. وبسماع أقوال الأهالي والجيران عن وضع المجني عليه، تبين أنه من محافظة الفيوم واستقر في القاهرة منذ أعوام عدة، وأنه بائع متجول بمنطقة الحسين، وأنه يتعاطى المواد المخدرة وسبق له أن تشاجر مع أصدقائه حول أموال الكيف، وتم تحديد هوية أصدقائه. وكشفت التحقيقات أن وراء ارتكاب الجريمة 3 من أصدقاء المحني عليه. وبمواجهتهم اعترفوا تفصيلًا بالجريمة البشعة. وتبين أن المتهمين كانوا متشاركين في جمعية مالية لشراء مخدر الهيروين، وأن المتهم تعاطى معهم دون أن يدفع المال بحجة أنه لا يمتلك أموالًا حينها. وتابع المتهمون في اعترافاتهم انهم طلبوا منه رد المال أكثر من مرة فقام بطردهم من غرفته أمام الجيران وتعدى عليهم بالسب والقذف. وأضاف المتهمون أنهم اتفقوا على الانتقام منه، خصوصًا أنهم أرادوا شراء مخدرات ولم تكن معهم أموال، كما أن لديهم علمًا بأن المتهم دائمًا معه أموال يجمعها حتى يسافر بها لعائلته بالفيوم. واعترفوا أمام النيابة بأنهم توجهوا إليه في وقت متأخر كان المجني عليه نائمًا، فدخلوا غرفته وتعدوا عليه بماسورة معدنية أحدثت تهشمًا في رأسه ثم هاجموه بالطعنات النافذة التي أودت بحياته. وأضاف المتهمون أنهم فتشوا غرفته ووجدوا بحوزته 700 جنيه تم شراء مواد مخدرة ب300 جنيه ووزعوا الأموال المتبقية فيما بينهم. قررت النيابة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم تهمة القتل العمد وسرقة باإكراه وحيازة أسلحة بيضاء.