وراء أسوار العزلة مكثوا بعيدًا عن مجتمع نبذهم لقصر قامتهم، متجاهلاً فئة قدرت بعشرات الآلآف، لها من الحقوق الكثير . ويشار الي أن القزمية هى حالة مرضية وإختلال هرموني يمنع نمو القامة، حيث لا يتجاوز طول أجساد الأقزام أكثر من 130 سنتيمترا، وترجع أسبابها لعدة عوامل هرمونية ، وأخرى تتعلق بسوء التغذية . ويشار الي ان قبائل الأقزام أشتهرت بعدد من العادات والتقاليد الغريبة نستعرضها في هذا التقرير .. أقزام ولا أقزام هناك جنس من الأقزام لا يعاني من أي مرض ولكنهم يوصفون بقصر القامة الشديد، وهذه الفئة عاشت منذ آلاف السنين مع الأجناس البشرية الأخرى، ومن أشهرهم أولئك الذين يعيشون في وسط القارة السمراء وهم من السلالة الزنجية ويسمون "الأقزام الأفارقة"، وأشهرهم جماعات "البنغا" ويسكنون الغابات الاستوائية في كل من الكونغو والكاميرون، وأقزام "النغريتو" الذين يعيشون في الغابات الاستوائية الآسيوية، وتحديدا في جنوب شرق آسيا، وأشهرهم أقزام السيمانغ ويعيشون في مجموعات صغيرة لا تزيد على 30 شخصا، وينتشرون في الملايو وسومطرة وتايلند. أما أقزام "التابيرو" فيستوطنون غينيا الجديدة وبعض أنحاء ميلانيزية، وأقزام "الآيتا" ويعيشون في جزيرة لوزون، وأخيرا أقزام جزر الأندمان في خليج البنغال، والغالبية العظمى من أقزام العالم لا يميلون إلى الاختلاط مع باقي أجناس البشر، ويجنحون إلى العزلة. أساطير الأقزام ويشار الي أن هناك إعتقاد سائد بأن الأقزام سلالة متدهورة من جنس بشرى آخر، أو أنهم بشر "ممسوخون" لسبب ما يعيشون في مجتمعات مغلقة في الأحراش والغابات، ولا يعرفون ثقافة إنسانية من أي نوع. ومن بين الأساطير ما رواه القدماء حول إنسان "فلوريس" -نسبة إلى جزيرة فلوريس- بإندونيسيا، وأهل الجزيرة يعتقدون أن إنسان "فلوريس" هذا شكل عصابات تقوم بأعمال إغارة على أهل الجزيرة الأصليين لسرقة المحاصيل والفواكه، وكانوا يسكنون سفح الجبل البركاني القريب منهم، وكانوا يتكلمون لغات غريبة، وأعينهم واسعة وأجسامهم مغطاة بالشعر، وكانت هذه القبائل تعرف ب"أبو غوغو" أو "الجدة التي تأكل كل شيء". وعزز مصداقية هذه الروايات ما اكتشفه فريق بحثي اندونيسي أسترالي في الجزيرة، حيث اكتشفوا جمجمة وعظاما لجنس صغير جدا من البشر كان يعيش حسب ما أعلنه هؤلاء العلماء قبل 12 ألف عام، ويبلغ طول الواحد منهم مترا واحدا وقد كانوا يستخدمون آلات يدوية وكان لديهم أدمغة أصغر من أدمغة الشمبانزي، وتعود العظام التي تم اكتشافها إلى امرأة يافعة، بطول 100سم ووزن يتراوح بين 16 و29 كيلو غرام، وحجم دماغ لا يتجاوز 380 سنتمتر مكعبا، كما عثر العلماء في الكهوف على أدوات حجرية وبقايا عظمية لحيوانات من أنواع شتى، منها فيلة بحجم صغير، وأرجع العلماء السبب في انقراض هؤلاء الأقزام إلى "الانتخاب الطبيعي". قبائل المبوتى هى أشهر قبائل الأقزام على الإطلاق ، فقبائل "المبوتي" التي اكتشف وجودها مستكشفين فراعنة منذ أكثر من 4500 سنة، حين خرجت البعثات باحثة عن منابع نهر النيل، وأحدث هذا الاكتشاف الذي لم يكن يخطر على بالهم ضجة في العالم المعروف في ذلك الحين خصوصاً في اليونان القديمة، وظل هذا الاكتشاف مهملا حتى القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولكن ظهرت أهميته عندما بدأ علماء السلالات البشرية في دراسة هذا الموضوع دراسة علمية. وحسب ما ذكره الدكتور حسين فرج زين الدين في كتابه (صيد الوحوش)، أشار إلى أن أبناء هذه القبائل مشهورون بشدة بأسهم، فهم مازالوا يستخدمون الحراب في صيد الأفيال حتى الآن، وفي مقدور القزم منهم الذي لا يزيد طوله عن 130 سنتيمتراً أن يصرع بمفرده فيلاً بالغ الضخامة، ولهم في ذلك طريقة غريبة تدل على الذكاء والجسارة. ومن بين طرق أقزام "المبوتي" في الصيد أن يذهب الصياد القزم إلى بركة موحلة تتردد عليها الفيلة المعروفة بعشقها للطين، ويطلي جسمه بالوحل تماماً لإخفاء رائحته حيث أن حاسة الشم هي الأقوى لدى الفيل ضعيف البصر، ويمسك الصياد في يده حربة صغيرة مصنوعة من الحديد لها سن ماض حاد جداً، وعندما ترد الفيلة البركة للشرب والاستحمام يندس الصياد تحت أحدها أثناء وقوفه، ويظل متأهباً حتى تحين اللحظة المناسبة فيطعن الفيل طعنة واحدة قوية، ويعمد إلى تدوير الحربة في الجرح ثم يهرب بسرعة فائقة إلى الغابة، وبعد أقل من نصف ساعة يصبح الفيل بتأثير النزيف جثة هامدة.