طفل فى ريعان عمره لم يكن كباقي أقرانه يلهو ويلعب ويتذوق حلو الحياه، بل نال المرض من جسده الهزيل، ويبدو ذلك على ملامحه وفى جسده الضعيف، فالمرض لا يعرف كبيرًا أو صغيرًا، ولا يدق الأجراس ليستأذن للدخول، فهو يد قاتلة تقتحم تلك الأسوار والأبواب فى أقل من الثانية وبسرعة مكوكية لا يوقفها أحدًا. يعانى محمد مصطفى السيد ذو الثانية عشر منذ ولادته من نسبة ضمور بالمخ فضلًا عن الكهرباء الزائدة بالمخ التى أثرت على النطق بصفة عامة والمشى بصفة خاصة، وأصبح طريح الفراش يتألم فى كل لحظة يحياها، تملأ عيناه الأسى والحزن التى حولته من طفل يرسم الضحكة على وجوه الجميع إلى رجل يتحمل متاعب الحياة وينتابك الشعور بالآلم لحالته المتدنية. لا يملك محمد سوى الصبر على قضاء الله، وأن يتذوق مرارة طفولته بدلًا من أن يكون مثل أى طفل فى سنه، لم تترك الظروف سبيل نجاة له ولا تملك أسرته نظير علاجه وإليك أن تتخيل تلك المأساة. الصبر على البلاء والرضى بالقضاء من شيم المؤمنين فيظهر كلا الأباوين فى حالة من الرضى ولكن يستغثون لإنقاذ ابنهم من ذلك الجحيم الذى سيؤدى به، مشيرين إلى أن العملية المطلوبة لشفاء الطفل البريء تتطلب مبلغ وقدره 60 ألف جنيه لإجراء عملية بقدميه، وبالنسبة للنطق تحتاج عملية أخرى بالمخ كى ينعم بحياة طبيعية. ناشدت والدة محمد أصحاب القلوب الرحيمة الالتفات والوقوف بجانب طفلها الذى يصارع الموت ومساعدتها فى انتشال محمد من تلك الأمراض المتفاقمة قائلة: "كل ما أملكه كان لابنى ولكن لا نملك الواسطة فهل سيرحل ابنى ضحية للواسطة التى تحكون عنها؟". أعربت الأم عن حالة الآلم والحسرة التى تنتابها بسبب نفور المدارس الفكرية من حالة محمد التى تسببت فى عدم إلحاقه بالتعليم دون أسباب واضحة، ذلك بالرغم من وجود حالات أكثر سوءًا من حالة نجلها بتلك المدارس، فضلاً عن سوء معاملة الجهات المعنية لهم الأمر الذى جعلها فى حيرة مستمرة. قال والد محمد "الناس قالتلى أجهز الأوراق وأروح بيها الشئون الاجتماعية علشان مصروف شهرى يساعدنى لأن الدخل الشهرى مش بيكفى الإيجار ومدارس أخواته، علاج محمد لوحده ب500 جنيه فى الشهر، ماحدش سمعنى هناك علشان ماعنديش واسطة"، لم يتملك اليأس منه فى معالجة نجله، باحثًا عن طوق النجاة فى رحلة عذاب طويلة. بنظرة تحمل الحزن والدموع يروى والد الطفل أن الواسطة والمحسوبية هى التى تنقذ الإنسان بعد الله سبحانه وتعالى، فهو لا يملك سوى أن يدعى ربه ليرأف بحال ابنه. جار إعداد الفيديو