إندبندنت: مايحدث فى مصر "خيانة للثورة"

اعتبر الكاتب البريطاني نيك كليج أن ما يحدث في مصر حاليا أشبه بخيانة الثورة وهو أمر يخيب آمال الملايين الذين توقعوا حياة أكثر ديمقراطية بعد الثورة، إلا أنه اعترف في الوقت نفسه أن تحقيق الديمقراطية يستغرق بعض الوقت في كثير من الأحيان.
وقال الكاتب في مقاله بصحيفة (ذي إندبندنت) البريطانية: "التقيت قبل شهرين مجموعة من الناشطين المصريين في لندن، هولاء الشباب كان يملؤهم الفخر بأنهم مصريون بسب الثورة، ولكن كان القلق يعصرهم بسبب المرحلة الانتقالية، وما يحدث فيها من انتهاكات، فالملايين من المصريين يزدادون اضطرابا بسبب الضبابية حول الجدول الزمني للانتخابات ونقل السلطة، وخوفهم من انزلاق البلاد بعيدا، فنظريات المؤامرة وافرة، وهناك مخاوف حقيقية من أن تحول مصر الجديدة نحو الحرية والعدل مازال معلقا في الميزان.
وأوضح أن الوضع في مصر لا يمكن تجاهله، فإصلاح النظام يجعل الشعب المصري يعتقد أن التغيير قادم، إلا أن خسارة العائدات السياحية والاستثمار مشكلة رئيسية بالنسبة لبلد في حاجة ماسة إلى النقد، والأسواق الدولية تراقب عن كثب، وسوف تكون كارثة إذا قرروا الهروب من البلاد.
وأشار الكاتب إلى أنه ليس فقط مستقبل مصر على المحك، فقد أنشأ الربيع العربي فرصة واحدة في العمر لتحقيق الرخاء والسلام والديمقراطية على الشواطئ الجنوبية لأوروبا، لكن عدم اليقين في مصر يضع هذا الاحتمال في خطر، وإن الفشل في أكبر دولة في المنطقة سوف يثقب روح الملايين، الأمر الذي شجع الأنظمة الذين ما زالوا يعتقدون إنهم يمكن تجنب الإصلاح، وإن عدم الاستقرار سوف يخلق أرضا خصبة للمتطرفين، وسوف يجعل الأمر صعبا بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين للتوصل إلى سلام دائم.
وأوضح الكاتب أن بريطانيا سوف تظل شريكا لمصر لأن التحالف يجعلنا نبذل قصارى جهدنا للعمل عن كثب مع الحكومة المؤقتة، وسوف نستمر في دفع الباب وتقديم الدعم والخبرة وفي الوقوف مع جميع أولئك الذين ينادون بالديمقراطية، ونحن نساعد مصر لإعادة بناء اقتصادها، بعد سنوات من الفساد والمحسوبية.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن المجتمع الدولي سوف يظل يدعم رحلة مصر للديمقراطية، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة المالية اللازمة لتحقيق نمو مستدام وشامل، ولن ندير ظهورنا لمصر.