استمرارا لتظاهرات مصر والتى وصفها البعض من الكتاب العرب بأنها تعدت المليوني متظاهر بميدان التحرير، وشارك فيها العالم المصري أحمد زويل، تفجرت أيضا احتجاجات فئوية للعمال، فيما أعلن عمر سليمان أن الرئيس مبارك أصدر الثلاثاء قرارًا جمهوريًّا بتشكيل اللجنة الدستورية المكلفة بوضع التعديلات المطلوبة التي ستمهد للانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي حمل فيه الناشط المصري وائل غنيم المدير الإقليمي لشركة «جوجل» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- الحكومة مسئولية مقتل المتظاهرين المصريين، في حين أعربت الخارجية المصرية عن استيائها من التصريحات التركية المتعلقة بالاحتجاجات التي تشهدها مصر.
الأخبار
- شارك العالم المصري الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة نوبل في العلوم، أمس الثلاثاء في التظاهرة المليونية بميدان التحرير التي تطالب برحيل الرئيس المصري حسنى مبارك، وأفاد شهود عيان من ميدان التحرير بأن آلاف المتظاهرين احتشدوا حول زويل مرددين معه هتافات تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك، وذلك بعد أن ألقى زويل خطبة قصيرة عبر فيها عن سعادته بما وصل إليه هؤلاء الشباب المتظاهرون من رقي ووعي، وقدرة على الصمود وجرأة في الإعلان عن مطالبهم.
- احتشد آلاف المحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، بينهم متظاهرون يشاركون للمرة الأولى أمس الثلاثاء، حيث تفجرت احتجاجات فئوية، ضمت 1500 من العاملين في الشركة المصرية للاتصالات احتشدوا في شارع رمسيس وسط القاهرة، مُطالبين بتساوي أجورهم بأجور العاملين في شركات الاتصالات الخاصة.
- كان الرئيس المصري حسني مبارك قد تلقى أمس رسالة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، جاء ذلك خلال استقبال الرئيس مبارك للشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات، ذلك بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وهو يُعد اللقاء الأول بين مبارك ومسئول أجنبي منذ بدء موجة التظاهرات الأخيرة المطالبة بتنحيه.
عمر سليمان - أعلن عمر سليمان أن الرئيس مبارك أصدر الثلاثاء قرارًا جمهوريًّا بتشكيل اللجنة الدستورية المكلفة بوضع التعديلات المطلوبة التي ستمهد للانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الرئيس شدد على ضرورة الحوار ووضع خريطة طريق واضحة بجدول زمني محدد للانتقال السلمي المنظم للسلطة في إطار احترام الشرعية الدستورية.
- عقب الإعلان عن تشكيل لجنة تعديل المواد الدستورية قالت جماعة الإخوان المسلمين،: إن قرار الرئيس مبارك بتشكيل هذه اللجنة يُمثل استفزازًا للشعب المصري وللشباب الذين يطالبون برحيله، وبرروا ذلك بأن مبارك فقد شرعيته ولا يحق له أن يصدر قرارات.
- اعتبر ائتلاف ما يُسمى ب«شباب الثورة» أن قرار الرئيس مبارك محاولة للالتفاف على المطالب، مُعلنين البحث عن تفويض لكل من الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشري كشخصيات عامة موثوق فيها لمطالبة النظام الحالي بإقرار دستور انتقالي بشكل مؤقت لحين تشكيل لجنة جديدة من الخبراء لإعادة صياغة دستور جديد للبلاد مع تعليق العمل بالدستور الحالي.
- في أول مقابلة تُجرى معه بعد ساعات فقط من إطلاق سراحه، حمل الناشط المصري وائل غنيم المدير الإقليمي لشركة «جوجل» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- الحكومة مسئولية مقتل عدد من المتظاهرين المصريين، مؤكدًا أن الخطأ ليس خطؤه، وإنما خطأ كل مسئول مُتشبث بالسلطة.
- أعربت الخارجية المصرية عن استيائها من التصريحات التركية المتعلقة بالاحتجاجات الواسعة التي تشهدها مصر منذ أكثر من أسبوعين للمطالبة بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك واعتبرتها تدخلاً في النزاع السياسي الداخلي في البلاد، وقام وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الخارجية المصرية أمس باستدعاء السفير التركي لدى القاهرة حسيني أفني بوتسالي مطالبًا إياه أن يُبلغ نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن الشعب المصري فقط هو من سيختار طريقه في هذا الشأن.
الرأي
ندد كتاب ومفكرون بتسويق كثير من القنوات أحداث مصر باعتبارها بضاعة تسوق فيها الألم، والخداع، والتأجيج، مؤكدين أن ثورة الشباب في مصر تؤكد للعالم من جديد أن عصر الهيمنة الغربية، والأمريكية بدأ في التراجع، كما شدد البعض على عفوية هذه الثورة واستقلالها عن كل التيارات الحزبية المعارضة، كما أنها عصفت بملف التوريث وبدأت في محاسبة الفساد والفاسدين، فيما تخوف البعض من استغلال ثورة الشباب لتكون بقعا سوداء في الجسد الأبيض.
قوى إسلامية وإعلامية تستغل شباب الثورة
رأت صحيفة الرياض في افتتاحيتها أن هناك مَن يتحرك داخل مصر لاستغلال الوضع الراهن بتحويل الشباب إلى بقع سوداء في الجسد الأبيض عندما تأخذهم قوى إسلامية وإقليمية باسم عدالة الإسلام، والتقوى، وتعميم هذه العقيدة على كل العالم كرسالة سماوية قابلة للانتشار، وذلك بهدف سياسي يُقلّص مساحة الاهتمام بالشأن الداخلي في الإصلاحات الاقتصادية، والحريات العامة، والقضاء على الفقر والتخلف، ومواريث سنوات طويلة منذ أول انقلاب وآخر ثورة شعبية، لتعمل على توطين الإرهاب وليصبح البديل الموضوعي عن نهج الثورة وأهدافها.
وأكد الكاتب عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف في مقال له بصحيفة اليوم أن ما يحدث في مصر الآن يُظهر لنا عِبرًا ودروسًا مهمة، حيث انقسمت قضية الوطن بين الشعب والقيادة فكانت مشاهد ذلك كثيرة، تعددت فيها الصور، وتنوعت الأقاويل، واهتزت مشاعرنا مع مشاعرهم، فالمناظر حقيقة مرهقة لكل من ألقى بصره وسمعه وهو شهيد. مؤلم حقًّا أن تكون أحداث مصر بضاعة لكثير من القنوات تسوق فيها الألم، والخداع، والتأجيج، لكن أمر الله مفعول، وقد تكون لهم خيرة في قابل أيامهم.
وفي مقال لها بصحيفة القبس الكويتية، أكدت الكاتبة بدرية عبد الله العوضي أن ثورة الشباب في مصر أذهلت الشعوب العربية وشعوب دول العالم منذ اندلاعها، وتؤكد هذه الثورة الشبابية للعالم من جديد أن عصر الهيمنة الغربية، والأميركية بالخصوص، بدأ في التراجع، ليس لأنهما استهانا لأكثر من نصف قرن بإرادة الشعوب العربية، وإنما لأن إرادة التغيير لدى الشباب العربي في ظل ثورة الاتصالات والحداثة في عصر العولمة جعلتها أكثر قوة وفاعلية وأصبحت كالطوفان لا يمكن للقوة العسكرية الدكتاتورية العربية السيطرة عليه طالما أن الشباب على استعداد للتضحية حتى بحياته للتخلص من الأنظمة الحاكمة الفاسدة.
الثورة تعصف بملف التوريث والفاسدين
وائل غنيم في ميدان التحرير أكد الكاتب عبد الإله بن سعود السعدون في مقال له بصحيفة الجزيرة أن ثورة الشباب جاءت عفوية مستقلة عن كل التيارات الحزبية المعارضة لتُعلن الصيحة الشعبية بتجمهر (مليوني) مواطن منادية بالإصلاح السياسي وعلى رأسها المطالبة بعدم عودة الرئيس محمد حسني مبارك للسلطة وإلغاء النية في توريث نجله السيد جمال مبارك للترشيح في انتخابات الرئاسة في الصيف القادم، وأمام هذا الضغط الشعبي جاء الرد من الرئيس بتفضله وحكمته السياسية بتعيين السيد عمر سليمان نائبًا له، وتكليف الفريق أحمد شفيق بتشكيل وزارة جديدة تتولى المسئولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تعيشها الدولة المصرية.
وهو ما لفت إليه الكاتب عبد الرحمن الراشد في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، مضيفا أن الشباب المحتج حقق نتيجة مهمة عندما نجح في إسقاط حكومة نظيف وقبول الطعون في فوز نحو مائة مرشح برلماني. لكنه أعرب عن تخوفه من أن تضيع هذه المكاسب بعد أن ارتفعت المطالب.
وأشارت صحيفة اليوم في افتتاحيتها إلى أن مصر تعود تدريجيًا إلى الحياة الطبيعية، بعد أن انقشعت عتم الأزمة الأكثر حلكة، وقالت: واضح أن القيادة المصرية تمكنت من فرز المواقف والتعرف إلى المشاكل التي أدت إلى نشوء الانتفاضة، وبدأت بخطوات واثقة برامج للإصلاح والتصحيح، بما في ذلك إجراءات لتعديلات دستورية وتحقيقات في فساد أضر بالاقتصاد المصري.
وأكدت الدكتورة أمل الطعيمي في مقال لها بصحيفة اليوم أنه مُخطئ كل من يدعي أن ثورة الشباب في مصر لم تؤت أكلها ويجانب الصواب كل شاب وشايب يصر على أن كل خطوات التغيير يجب أن يوافق عليها الجميع، فهذا مطلب يقارب المستحيل، فها هي الخطوط العريضة قد بانت، واتضحت للتغيير القادم من أجل (أم الدنيا)، وها هم الشباب يحتلون المقاعد في الشاشات المصرية قبل غيرها يتحدثون ويبدون ما يريدون؛ ولكن نغمة الإصرار بدأت تفقد مذاقها في عقول الكثير من المصريين والمتابعين، وبعد صار خط سير القنوات المصرية إن كانت ضد أو مع بقاء الرئيس إلا أنها تجتمع على رأي واحد في أهمية الرضا بالخطوات التي تمت والخطوات المنتظرة في الأشهر القليلة القادمة والدعوة إلى السماح للحياة الطبيعية بالعودة.
وقالت صحيفة المدينة في افتتاحيتها: لقد تحرّك قطار التغيير في مصر فيما تحاول مؤسسات الدولة وضع القطار مجددًا على السكة، والمطلوب من الشباب المصري الناهض إعطاء الفرصة لإنجاز متطلبات الأجندة الوطنية المصرية الجديدة من خلال تلك اللجان الثلاث.
انتقادات لبطء القرارات الحكومية وضعفها
أبدى الكاتب طارق الحميد في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط دهشته من التأخُر في اتخاذ القرارات في الأزمة المصرية والذي بات أمرًا محيرًا، وقد يقول البعض أن تأتي القرارات مُتأخرة خير من ألا تأتي على الإطلاق، وهذا غير صحيح في معالجة الأزمات التي تهدد كيان دولة، لأن أهمية التوقيت بمعالجة الأزمات السياسية أحيانًا لا يقل عن أهمية التوقيت في الإقلاع والهبوط بالطيران، ففي الدقيقة حياة وموت.
وتساءل الكاتب عبد المنعم سعيد في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط عن إمكانية انتهاء الأزمة المصرية في الوقت الحالي أم لا؛ لكن العلامات والإشارات مساء يوم السبت الخامس من فبراير (شباط) الحالي كانت أن الحالة قد تعدت أقسى لحظاتها ودخلت مرحلة التسوية، وربما يكون مبكرًا أن نتأمل في التجربة كلها، فلا يزال التاريخ يصنع بأشكال جديدة؛ ومن الجائز أن يكون من حق المصريين الثورة ولو لمرة واحدة كل قرن.
تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة أشعل فتيل الثورة
المعارضة المصرية تطالب بحل البرلمان مجلس الشعب المصرى أكد الكاتب خليفة الخرافي في مقاله بصحيفة القبس الكويتية أن تغاضي الرئيس حسني مبارك عن تزوير الانتخابات لإبعاد خصومه من المرشحين المعارضين أدى إلى إحساسهم بالظلم، ولم يقبل شباب مصر الأبي أن تُزوّر إرادة الشعب في اختيار نوابه، ولهذا لم يهنأ الرئيس حسني مبارك بفرحة فوز حزبه الوطني، الذي اكتسح الانتخابات بنسبة 99% من مقاعد مجلس الشعب، الذي تبين أن نصر حزبه بالتزوير، لهذا لم يجد الرئيس حسني مبارك في شوارع مصر مئات الأُلوف التي قيل أنها انتخبت مرشحي الحزب الوطني، ومن يسير على خطاهم من رجال الأعمال الذين رغبوا في جمع منصبي السلطة والنفوذ والوجاهة مع المال، ولم نجد لهم أي تأثير في الشارع السياسي لدعم الرئيس حسني مبارك.
واعتبر الكاتب أحمد عثمان في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط أن النقطة الفاصلة التي قصمت ظهر البعير في الشارع المصري كانت انتخابات مجلس الشعب التي تمت قبل نهاية العام الماضي، وهي التي أدت إلى انهيار الثقة في حكومة الرئيس حسني مبارك، فقد عمل المهندس أحمد عز - أمين تنظيم الحزب الوطني - الذي كان مسئولاً عن إدارة انتخابات مجلس الشعب، على استخدام كل الطرق المشروعة وغير المشروعة حتى يفوز حزب الحكومة بالضربة القاضية، بعد استبعاد الأحزاب الأخرى من حلبة الانتخابات.
مشاكل مصر أكبر من رحيل الرئيس
أكد الكاتب عادل الطريفي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط أن مشكلات مصر لا يمكن اختصارها في شخص الرئيس، أو الفساد في عهده، لأن الثابت، وبحسب تقارير دولية، انتشار ثقافة الفساد والرشوة، وانعدام الكفاءة، وضعف المحاسبة في كل مفاصل المجتمع. وعليه فإن الأيام المقبلة قد تحمل تحديات أكبر، لأن الاستقرار الذي عاشته مصر لثلاثة عقود -وإن لم يكن ديمقراطيًا- قد حقق نموا هائلا في السياحة، والاستثمار الأجنبي، وعلى افتراض استمرار السياحة على وضعها، فإن الاستثمار الأجنبي قد لا ينمو بالقدر ذاته بسبب قلق المستثمرين من ضخامة التغييرات التي قد تشهدها مصر في نظامها التشريعي والاقتصادي في المرحلة المقبلة.
فيما أكدت الكاتبة أمال عربيد في زاوية لها بصحيفة القبس الكويتية أن الجيش المصري وحده هو الذي بيده الحل أمام تعنت السلطة وظلمها، حيث يضعه الحاكم اليوم أمام تحد، فإما يسحق شعبه داعمًا استبداده، وإما يرعى ثورة أبنائه الذين ينحنون له إجلالاً، لذلك فعليه أن يحتوي الثورة ليُفوِّت الفرصة على كل الانتهازيين والوصوليين من آليات الحكم من حركات دينية وحزبية منبثقة عنها للعودة إلى الحكم بوجه آخر، بهذا يحفظ الجيش مكانته ودوره الحيادي ويحقن دماء أبنائه، ويعطي القوة لحقوق شعبه والأمان ليوصلهم إلى الحكم، ويحول ثورتهم النزيهة إلى حكم ديمقراطي يقر حريتهم بانتخاب رئيسهم وسن قوانين تحفظ حقوقهم، من دون المساومة على أي انتقاص من ديمقراطية الحكم.
تحذير من إجهاض المنتفعين لثورة الشباب
أوضح الكاتب عثمان ميرغني في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط أنه لا يزال هناك في مصر من يناورون ويحاولون إجهاض انتفاضة الشباب أو من يحاولون اختطافها وقطف ثمارها، أو حتى حرفها عن مسارها وتوجيهها إلى غير ما يريد الشباب الذين فجروها، فبعض التحركات توحي بأن هناك محاولات للالتفاف وكسب الوقت بهدف تمييع مطالب التغيير وتقديم أقل ما يمكن تقديمه في ظل سقف منخفض جدًا من التنازلات يقل كثيرًا عن ما هو مطلوب لإحداث تغييرات حقيقية تلبي صرخات من دفعهم اليأس لإحراق أنفسهم في الساحات العامة، وتتجاوب مع تطلعات الشباب الذي خرج متحديًا القمع والرصاص.
وفي مقال له بصحيفة الشرق الأوسط، أشار الكاتب فؤاد مطر إلى أن الدوافع النفسية ل«الفورة الشبابية» هي الخوف من أن يصبح التهميش الذي دام 30 سنة هو الأمر الواقع في مصر اجتماعيًا وسياسيًا، أي بما معناه يبقى النظام على استئثاره ورفضه مبدأ الحوار مع الآخرين وأيضًا على تجاهله بضعة ملايين من أبناء الشعب مهمشين ويتكاثرون يوما بعد يوم، بينما هنالك حصانة من الدولة لطبقة مهراجات كانوا في بداية الانفتاح الساداتي معروفين ب«القطط السمان» ثم ها هم حيتان وأسماك قرش لا ترحم، كما يبقى التهميش لبقية الأحزاب والتيارات على ما هو عليه تحقيقا لهيمنة الحزب الواحد الحاكم.
قضايا أخرى أوضحت الدكتورة منار الشوربجي في مقال لها بصحيفة البيان الإماراتية أن العالم استيقظ ومعه الولاياتالمتحدةالأمريكية على أصوات الورد الذي تفتح في شوارع مصر، فقد أعاد شباب مصر للعالم ذاكرته ولمصر كرامتها المهدرة، والحقيقة أن المفاجأة أربكت الولاياتالمتحدة كما أربكت غيرها، لكن لأن الثورة المصرية كانت حقيقية لا هزل فيها، فقد فضحت الموقف الأمريكي، وهو موقف ليس فيه جديد سواء في مضمونه أو وقائعه، بالمقارنة بما جرى مع بلدان أخرى تشهد تحولات خارقة.
أكد الكاتب جابر محمد الهاجري في زاوية له بصحيفة القبس الكويتية أن ثورة 25 يناير في ميدان التحرير هزمت «البعبع» الطائفي في مصر، حيث تقف الآلاف المؤلفة من أبناء مصر شبابًا غير مسيّسين يطالبون بالحرية والانتقال بالبلد من حكم العسكر إلى حكم ديمقراطي علماني يحفظ حقوق الأفراد ويصون كراماتهم، وسقط ما كان يتم ترويجه عن الخوف على مصر من الانزلاق في حرب أهلية بين المسلمين والأقباط، وذلك عندما صلى المسلمون صلاة الغائب على شهداء الثورة في ميدان التحرير يوم الأحد الماضي، يحرسهم أشقاؤهم أبناء وطنهم من المسيحيين الذين أقاموا قداسهم على أرواح شهداء مصر وحولهم المسلمون.