يبدو واضحا للعيان أن رياح ثورة 25 يناير 2011 لم تهب علي بعض وزارة التعليم العالي والجامعات حتي الآن، ويبدوا أن السبب هو وزراء التعليم العالي المتتاليين والذين تم تعيينهم منذ حكومة أحمد شفيق وحتي حكومات عصام شرف لأنهم جميعا كانوا أعضاء مؤثرين بالحزب الوطني المنحل ويبدوا أنهم لازالوا متأثرين بأساليبه لأنهم شغلوا مناصب عليا خلال عهد مبارك مما يدل علي أن التقارير الخاصة بهم كانوا تبرهن علي إخلاصهم للنظام البائد....! وهذا يفسر احجامهم عن دراسة مشاكل الجامعات والبحث عن حلول جراحية وجذرية لها حتي الان. ومن وجهة نظرى فأن الشىء الوحيد الذى نجح فيه الوزير السابق والحالي للتعليم العالي هو بث الفرقة بين أعضاء هيئة التدريس وتشتيت انتباهم من خلال ابتداع آليات جديدة – غير قانونية- لإختيار القيادات الجامعية ولقد كانت أحكام القضاء الإدارى خير دليل علي عدم قانونية تلك البدع الإنتخابية. والدليل علي ذلك هو وقف الإنتخابات في جامعة الزقازيق وارجاء انتخابات رئيس جامعة الفيوم وما أصدرته محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة يوم الخميس 13/10/2011 حيث قضت الدائرة السادسة تعليم برئاسة المستشار محمد حسن نائب رئيس مجلس الدولة بوقف تنفيذ قرار وزير التعليم العالى إجراء انتخابات رئيس جامعة القاهرة التى اجري التصويت عليها أمس الخميس 13/10/2011 وأمرت المحكمة بتنفيذ الحكم بمسودته وبغير إعلان. وبغض النظر عن عودة معظم القيادات السابقة لأماكنها من خلال تلك الإجراءات الغير مقننة التي ابتدعها وزراء التعليم العالي وما يحمله ذلك من معان وعبر وإشارات فأن الشكلة الكبرى التي يمكن أن تواجه الحكومة والجامعات هي حكم المحكمة الإدارية العليا في الدعوى المرفوعة ضد تلك الإجراءات المسماه بانتخابات ...ويرى عدد من أساتذة القانون أنه من المتوقع أن يشمل الحكم انعدام وليس مجرد بطلان لتلك الانتخابات لوجود عيب اختصاص جسيم لأن وزير التعليم العالي والمجلس التابع لسيادته وهو المجلس الأعلي للجامعات قد اغتصبوا سلطة التشريع واعتماد التشريع وتلك سلطات ينفرد بها حاليا المجلس الأعلي للقوات المسلحة وفق الإعلان الدستورى...نفس الشىء حدث في استبقاء وزير التعليم العالي لأمين المجلس الأعلي للجامعات بعد بلوغ سيادتها سن التقاعد...ويبقي السؤال وهو ماذا ستفعل الحكومة في حالة صدور مثل هذا الحكم الكاشف للحقيقة؟ هل الحكومة مستعدة لمواجهة تلك الأزمة؟ أم أنها ستكرر السيناريو الفاشل لحكومة الحزن الوطن في مواجهة حكم الغاء الحرس الجامعي ؟ هل سيكرر التاريخ نفسه مرة أخرى؟ دعونا ننتظر ------------ استاذ التوليد وأمراض النساء بكلية الطب جامعة طنطا