قال الدكتورعادل مدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر لبوابة " الوفد " الإلكترونية إن الشخص الذي تربى بداخله الطفل المتكيف أكثر من اللازم (أى الذي تلقى فى طفولته. كما من الأوامر بشكل زائد عن الحد) هو الشخص الأكثر ميلاً للعدوان على مختلف أشكاله وأنواعه فى طور المراهقة والشباب. وعن خصائص هذا الطفل المتكيف أكثر من اللازم، يوضح د. عادل أنه يتسم بثلاث صفات وهى: 1- من السهل السيطرة عليه، إذ أنه تعود الحفظ والتكرار وليس لديه أى قدر من الإبداع والابتكار. 2- يتسم بقدرة عالية على السخرية والاستهزاء. 3- قوة العدوان شديدة لديه إما على نفسه التى من الممكن أن ينالها بالإيذاء، وقد يصل بها إلى الإنتحار، أو العدوان على الآخرين بأى وسيلة من الوسائل العدوانية، كالإرهاب أو القتل أو السرقة . ويكمل أستاذ الطب النفسي موضحا أن الطفل المتكيف هو للأسف مسئولية الأسرة فى المقام الأول، إذ أن السنوات العشرة الأولى فى حياة الطفل هى مسئولية الأسرة بالدرجة الأولى حيث يكون لها الدور الرئيسى فى تشكيل شخصية الطفل والتأثير فى صفاته وخصاله إما بالإيجاب أو بالسلب. ويؤكد الدكتور مدني أن هذا الدور يتراجع لمرتبة متأخرة فى مرحلة المراهقة والشباب والتى يحتل الدور والتأثير الرئيسى فيها المدرسة أو الجامعة، والمجموعة التى ينتمى إليها المراهق أو الشاب (الشلة)، ووسائل الإعلام . ومن هذا المنطلق يهيب بالأسرة أن توفر لأبنائها بيئة خصبة للإبداع والإبتكار، بمنأى عن كثرة التعليمات والأوامر الصارمة، والتى تعزز من تشكيل وتربية الطفل المتكيف أكثر من اللازم الذى ما هو إلا شخصية مكبوتة وهشة، ومن السهل أن تكون أكثرعرضة لأن يتم اقتحامها بأى نوع من الأفكار السلبية الهدامة، إذ أن هذا الطفل المتكيف بتعرضه لعملية الكبت النفسى من جراء وابل الأوامر والنواهى التى يمطره بها والداه، سرعان ما يصل إلى ذروة الإنفجار عند وصوله إلى مرحلة المراهقة والشباب، مما يجعلنا نرى نماذج كثيرة من الشباب المستهتر بثوابت المجتمع، أو العدواني الذى كان بمثابة تربة أكثر خصوبة لعملية غسيل المخ من قبل المتطرفين العدوانيين.