هل تكون دمشق، وريفها هما الثمن الذى تحاول إيران الحصول عليه مقابل دعمها لنظام بشار الأسد في حربه ضد معارضيه،أم أن شراء المنازل والمحال والعقارات فى سوريا، والتى تتبعها ايران بشكل واسع منذ اكثر من عام هى محاولة منها لكى تجد لنفسها موضع قدم قبل التقسيم المنتظر لسوريا . المحاولات الايرانية لشراء دمشق دفعتها احيانا للتستر وراء رجال اعمال خليجيين بسبب رفض بعض السوريين البيع لايرانيين .بالاضافة الى ذلك فإن رجال الاعمال الايرانيين يستغلون سوريين شيعة فى الآونة الأخيرة لشراء العديد من المحال التجارية في دمشق. هؤلاء المواطنون الشيعة مستعدون لدفع أموال طائلة مقابل شراء هذه العقارات خاصة المحال، إذ يصل سعر المتر المربع الواحد إلى مليون ليرة سورية. وعلى الرغم من كل هذه المحاولات والإغراءات المالية التي يمارسها الشيعة فإن سكان دمشق أكثر وعياً من ذي قبل في مواجهة المشروع الإيراني لامتلاك المدن والأراضي السورية، ويفضل العديد من الدمشقيين تجميد عقاراتهم على بيعها لأنهم على يقين من عودتهم إليها . ويخشى السكان من تحول سوريا إلى فلسطين جديدة بعد ان اضطر أغلب الفلسطينيين الى بيع أملاكهم وعقاراتهم لليهود قبل عام 1948 . ويفضل العديد من سكان دمشق تجميد أصولهم العقارية على الرغم من مغادرتهم البلاد وحاجتهم للأموال في بلدان إقامتهم الجديدة. وتعتمد إيران على شراء العقارات القريبة من مراكزها في دمشق لاعتبارات أمنية، في ظل تسهيلات كبيرة من قبل النظام، وكان هذا النشاط يقتصر على مناطق شرق دمشق، لا سيما المدينة القديمة، ولكنه توسع أخيراً في العاصمة دمشق، وغوطة دمشقالشرقية. وأعرب مراقبون سوريون عن قلقهم إزاء سيطرة التجار الإيرانيين على سوق العقارات، في زمن تشهد فيه سوريا حرباً بين قوات النظام وقوى المعارضة مستمرة منذ أكثر من 5 سنوات. الهيئة السورية للإعلام وثقت عمليات بيع وإيجارات طويلة الأمد لشخصيات محسوبة على النظام، وتؤكد تلك البيانات توسع حركة الشراء للعقارات في سوريا بشدة خصوصا منذ بداية شهر يونية. عمليات الشراء لم تتوقف عند حد المنازل لكنها امتدت لتصل الى الفنادق الموجودة فى دمشق مثل الإيوان وآسيا ودمشق الدولي وفينيسيا والبتراء والتى اصبحت جميعها مملوكة للسفارة الإيرانية، إضافة إلى أسهم في فندق سميراميس الفخم. وبالإضافة إلى هذا فقد قامت السفارة الإيرانية بشراء عقارات واسعة تقع في أحياء دمشق القديمة الاثرية، في المنطقة الممتدة من خلف الجامع الأموي وحتى منطقة باب توما وهي منطقة تعرف بأنها مسيحية في دمشق. وسجل العام الماضي وصول نسبة الصادرات الإيرانية للسوق السورية إلى نحو 35 في المائة، كما أن المناقصات الحكومية مفتوحة فقط للإيرانيين. وفق ما تشير إليه التقارير. ويؤكد المحللون أن إيران تسعى لإحداث تغيير ديموجرافي في دمشق، فيما يشبه مشروعاً استيطانياً يقلب التركيبة السكانية في العاصمة السورية ومحيطها. كلام صور