الصراع بين الحكومات والنواب قديم ولن ينتهي، نظراً لدور المجلس الرقابي على السلطة التنفيذية من ناحية، ولأن بعض الحكومات تعتبر نفسها فوق مستوى النقد وأعلى من المحاسبة. ومع تعنت بعض الحكومات، واجه عدد من رؤساء مجالس الوزراء هجومًا لاذعًا أثناء إدلائهم برنامجهم، أو خلال استجوابهم، فهناك من اعترض بلافتة تحرج النظام، وهناك من ألقى التهم علنًا على الحكومة، وهناك من رفع حذاءه اعتراضًا على بيانها. كمال أحمد يتهم عاطف عبيد بالكذب واجه النائب كمال أحمد، صاحب أكثر طلبات استجواب في تاريخ البرلمانات المصرية، الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، خلال إلقائه بيان الحكومة أمام برلمان 2000، متهم إياه بعدم المصداقية، ليعرب عن رفضه سياسة الخصخصة. وفاجأ أحمد الجميع بقرار استقالته من البرلمان في اليوم الثالث من انعقاد المجلس، حاول البعض تبرير قرار الاستقالة، أن النائب يعانى من أزمات صحية، فيما أكدت ابنته، أن القرار جاء نتيجة رفض والدها للسلوك غير الحضارى الذي ظهر من جانب بعض النواب تحت قبة البرلمان، بعيداَ عن التقاليد الراسخة للبرلمان المصري. نواب أطاحوا بحكومة عبيد توالت الانتقادات لعاطف عبيد على لسان نواب البرلمان، أثناء إلقائه بيانات الحكومة، فاتهموا حكومته بالمسئولية عن حالة الغلاء التي تعيشها مصر، التي فشلت الحكومة في مواجهتها، ما أطاح بها، وأدى إلى حلها. لافتة تحرج أحمد نظيف وفي واقعة أخرى، رفع النائب حمدى حسن لافتة فى جلسة مجلس الشعب المنعقدة فى 15 ديسمبر 2008 مكتوب عليها: «لا لتصدير الغاز ولا لحصار غزة»، أثناء إلقاء الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، آنذاك، بيانًا أمام البرلمان حول الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد المصرى. زكي بدر يفقد صوابه أحرج نواب برلمان 1990، زكي بدر، وزير الداخلية آنذاك، بفتح ملف بتعذيب المعارضة داخل السجون، ما دعاه إلى مهاجمتهم بالسباب والشتائم، وأذاع مكالمات سجلتها الداخلية للمعارضين، فتحولت القاعة إلى حالة من الهرج، وحين اعترض النائب الوفدي طلعت رسلان على ذلك، صفعه على وجهه. يرفع حذاء السادات في مواجهة عز شهد برلمان 2006 واقعة غريبة بعد رفع النائب طلعت السادات حذاءه علي أحمد عز, أمين سياسات الحزب الوطني المنحل, طبقا لما ذكره السادات- بسبب تلاعب عز بالبورصة واستيلائه إثرها علي مبلغ تجاوز ال2 مليار دولار, كما ذكر السادات أن ما آثار استفزازه أكثر حينما سأل عز عن مصدر ثروته. زكريا عزمي يحرج نظيف وجه زكريا عزمي، رئيس ديوان الجمهورية الأسبق، والمقرب من الحزب الوطني آنذاك، عدة انتقادات لحكومة نظيف خلال إلقا\ئه بالبيان أمام مجلس نواب 2005، واصفًا إياه ب «الخالي» من أي إجراءات واضحة وملامح حقيقية للمرحلة حتى يحاكم البرلمان الحكومة. واتهم «عزمي» خلال كلمته بالمجلس بأن حكومته تحولت إلى تجارة، منتقدًا سياسات الإعلام فى إنتاج البرامج والمسلسلات الرمضانية، وإسراف الحكومة فى الإعلانات.