تنبأ له المحيطون به أنه سيصبح كاتبا ذا ثقل في عالم الصحافة والأدب القصصى والروائى حتي وصفته الأديبة الدكتورة أسماء الطناني بأنه «تشارلز ديكنز» المصري ووصفه الشيخ عيد البنا أحد علماء الأزهر ب«الثائر المؤدب» وقالت عنه الإعلامية جيهان حمزة موهبة صحفية وأدبية كاملة الأركان ولم لا وقد بدأ أولي كتاباته وهو مازال في المرحلة الإعدادية، حيث أصدر كتاب «موسوعة نصار الثقافية» ثم ألف كتابه الثاني وهو في المرحلة الثانوية وهو «تتار القرن الواحد والعشرين ...إسرائيل» ويتحدث عن القضية الفلسطينية ثم كتب أول أعماله الأدبية وهو مجموعة قصصية بعنوان «الرقص على جسد يتألم»، التى اعتمد فيها علي المدرسة الواقعية إنه الكاتب القصصى الشاب أحمد بدر نصار عضو اتحاد كتاب مصر الذي أكد لنا أن الأدب الواقعي أصبح بعيدا عن الساحة الأدبية المصرية وذلك بعد رغبة المواطنين الهروب من الواقع الي عالم الخيال الذي يرفع عنهم أعباء الحياة ومتطلباتها التي لا تنتهي ومن ثم كان معه هذا الحوار: حدثنا عن بداياتك مع الكتابة؟ - بدأت الكتابة في فترة مبكرة من عمري، حيث ألفت أول كتاب وهو «موسوعة نصار الثقافية» وكان عبارة عن أكثر من 500 معلومة في مختلف مجالات الحياة وكان عمري وقتها 14 عاما ثم أصدرت كتابي الثاني وأنا في المرحلة الثانوية ويتحدث عن القضية الفلسطينية بعنوان «تتار القرن الواحد والعشرين ...إسرائيل» وجاءت فكرة الكتاب عندما كنت أدرس قصة «وإسلاماه» وفظائع التتار في حق العرب والمسلمين فحاولت أن أقارن بين أفعال التتار وبين ما تفعله إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ عقود من الزمان، ثم أصدرت كتابي الثالث بعنوان «أسرار 70 عاما من حياة طبيب عسكري» وأخيرا أول أعمالي الأدبية «الرقص على جسد يتألم» وتوالت الأعمال بعدها لأكتب «كافر يسكن الجنة» وهى مجموعة قصصية وأخيرا رواية «مجرم فى حراسة الموتى». لماذا اخترت عنوان «الرقص على جسد يتألم» عنوانا لأول أعمالك الأدبية؟ - أريد أنا أوضح شيئا بسيطا وهو أن المجموعة كلها متمثلة في 6 قصص بأفكار جديدة وبرؤية مختلفة، ولكن المحور الرئيسي في المجموعة يدور حول الأخلاق التي افتقدناها بشكل كبير هذه الأيام وهذا نتيجة بعدنا عن ديننا الحنيف ذى القيم السمحة، وقد اخترت الاسم لأن المجتمع المصري الآن يعاني أزمة أخلاق بشكل قد يهدد مصر نفسها فليس هناك شيء بعد الأخلاق، وكما يقول أمير الشعراء «إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا» فقضية الأخلاق هى قضية جوهرية لنهضة أي أمة تريد أن تلحق بركب الحضارات المتقدمة و«الرقص على جسد يتألم» جاءت بهذا الاسم لتعبر عن حجم الأنانية التي أصابت عددا كبيرا من الشارع المصري، فهناك أناس علي أتم الاستعداد أن يرقصوا علي آلام الآخرين من أجل الوصول الي هدفهم بأي طريقة ممكنة حتى لو كان على حساب غيرهم. وما المحاور الرئيسية التي تدور حولها المجموعة؟ - أهم المحاور الرئيسية التي تدور حولها المجموعة القصصية هى الأخلاق والعلم والعدل وإن كان محور الأخلاق هو المحور الرئيسي فيها، علي اعتبار أن المجتمع المصري يمر بأزمة أخلاقية واضحة بشكل كبير خاصة في الشارع المصري، و«الرقص على جسد يتألم» عنوانها يعبر عن المغزى الذي أقصده من المجموعة ذاتها وهو أن كثيرا منا أصبح يسير وفقا لمنهج «أنا ومن بعدي الطوفان» وهذا أخطر شيء نعانى منه جميعا. تم منع مجموعتك القصصية «كافر يسكن الجنة» من دخول دولة الكويت بتهمة أنها ضد ثوابت الدين؟ - فى الحقيقة.. فوجئت بمنع «كافر يسكن الجنة» وهي مجموعة قصصية تضم 9 قصص وتم منعها بحجة أنها تضم قصة «كافر يسكن الجنة» وبطلها شاب ملحد وبعد بحث طويل توصل إلى الله فمات ولكنه لم يسجد سجدة واحدة ورغم ذلك دخل الجنة والهدف منها والذى أردت تأكيده أن الله هو من يملك السلطة المطلقة لإدخال أى إنسان الجنة أو النار، فهذه مشيئة إلهية اختص بها وحده وليس لأحد سلطان على أحد، وبالتالى فليس من حق أحد من البشر مهما وصل من علم أن يُصدر حكما على إنسان أنه من أهل النار أو الجنة، فالله وحده من صاحب هذه السلطة المطلقة؛ ولهذا أرى أن الكتاب تم منعه في الكويت دون أن يقرأ؛ لأنه إذا قرئ فسيعلم الجميع أنه يعادل ألف محاضرة عن الإسلام وعظمته وسماحته. إلى أي مدرسة تنتمي ككاتب وقاص؟ - من وجهة نظري أن الكاتب لا يختار المدرسة التي ينتمي اليها بل المدرسة هي التي تختاره وأعتقد أنني كنت من نصيب المدرسة الواقعية فأنا أميل للواقعية في أعمالي وان كان هناك بعض الخيال الذي ينعكس علي الواقع أيضا. روايتك الجديدة «مجرم في حراسة الموتى» أثارت جدلا كونها ناقشت قضية الفساد السياسي والأخلاقي خلال ال40 سنة الماضية فما تعليقك؟ استطعت أن أناقش في هذه الرواية كيف فشلنا سياسيا وأخلاقيا ومن ثم تعليميا لنصل في النهاية الي السقوط المدوي في كل شيء؛ وأصبحنا نحلم أن نعيش حياة عادية بلا روح، وهنا الرواية ترصد كيفية الزواج العرفي بين السياسة والاقتصاد، وتدني المستوى الأخلاقي في المجتمع، وتغول أصحاب النفوذ والسلطان، والرواية تجسد من خلال شخصياتها المختلفة وصراعاتهم المستمرة، دورة حياة الإنسان المصري، في قرية وهمية تدعى «ميت صوفيا»، تعد صورة مصغرة من المجتمع الريفي في مصر وتطرقت إلى فكرة النائب البرلماني الفاسد الذي يسيء استغلال منصبه، والعمدة المتجبر الذي يتكئ على نفوذ زوج ابنته المستشار المخضرم فيعيث فسادًا فى الأرض، وابن الغفير الذي يجاهد ليعيش، فيتورط في صراع غير متكافئ من الفرص. ربما لا تكون بعض شخصيات الرواية من الجدة بمكان، وقد استخدمت حبكة روائية تجد نفسك أمامها تدين المجرم لكن لا يسعك مع ذلك إلا أن تتعاطف معه في الوقت ذاته. وهكذا تعد الرواية عبر سردها – فترة أحداث ال40 سنة الماضية - بمثابة قصيدة رثاء في العدالة، العدالة الغائبة عن الأحداث منذ السطور الأولى، والتي نظل نبحث عنها ونحن نلهث خلفها آملين أن نعثر عليها، حتى نصل للكلمة الأخيرة.. مَنْ مِنْ الكتاب أو الأدباء الذين تأثرت بهم؟ - هناك كتاب كثيرون جدا بداية من عملاق القصة القصيرة يوسف إدريس مرورا بالأديب العالمى نجيب محفوظ ويوسف السباعي حتي الأديبة الشابة الدكتورة أسماء الطناني التي حصلت روايتها «شمس منتصف الليل» على أفضل رواية عن الثورة المصرية. ومن الأدباء العالميين طبعا لابد أن أذكر أعمال ماركيز وبلزاك وهوجو ولوكليزيو وغيرهم من الأدباء العالميين الذين تأثرت بهم جميعا ما أثرى الخيال عندى وزاد من شبقى لفنون الأدب والقصة القصيرة والرواية. بمناسبة ذكرك للدكتورة أسماء الطناني لماذا فضلت أن تكتب لك مقدمة الرواية علي الرغم من أن هناك الكثير من الأدباء أصحاب الباع الطويل في عالم النقد والأدب؟ - القضية ليست أن هذا أديب كبير أو صغير، فالجميع فوق رأسي ولكن أعمال الدكتورة اسماء الطناني تتسم بالواقعية والأسلوب الأدبي الممتع، وهو ما جعلني أصر علي أن تكتب لي أول عمل أدبي لي. أخيرا.. ما نصيحتك لجيل الشباب أمثالك من كتاب القصة والرواية؟ - أنصح نفسى وزملائى من الشباب بضرورة القراءة الواسعة فى شتى المجالات بلا استثناء وعلينا أن نزيد من جرعة القراءة فى روائع الأدب العالمى، فالقراءة هى المخزون الأساسى لفكر أى مبدع أو كاتب.