اختلفت آراء سياسيين، حول إيجابيات وسلبيات «السوشيال ميديا» وتأثيرها على مستقبل الدولة المصرية بعد أن أصبحت تشارك فى صناعة القرار السياسى وتهدد عرش الحكومات، فهناك من أيد فكرة انتشارها الموسع واعتبرها أداة للتعبير عن الرأى بكل شفافية، وآخرون قالوا إنها موجهة من الخارج وتهدد مستقبل الدولة المصرية. أثرت «السوشيال ميديا» بشكل مباشر فى العديد من القضايا خلال الفترة الحالية، حتى راحت تضع أقواماً وترفع آخرين، لاسيما بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، كما شاركت ايضاً فى كشف العديد من الأحداث المهمة التى ارتبطت بأسماء وشخصيات أبرزها قضية الإعلامية ريهام سعيد، وواقعة وزير العدل الأسبق المستشار محفوظ صابر، وإقالة محافظ الإسكندرية السابق هانى المسيرى، وواقعة الإعلامى توفيق عكاشة، وتيمور السبكى، ومقتل سائق الدرب الأحمر وأخيراً إقالة وزير العدل المستشار أحمد الزند. النائب محمد أبوحامد، قال إن «السوشيال ميديا» وسيلة مهمة جداً وتعبر عن آراء جماهير عريضة من المصريين ويضعها متخذو القرار على قائمة أولوياتهم، مؤكداً أنها لابد أن تخضع للرقابة والدراسة والتقييم لعدم استغلالها ضد مصر. وأكد «أبوحامد» أن بعض الموضوعات التى تطرح وتناقش ويتم تداولها بشكل موسع عن طريق هاشتاجات تقودها مجموعات وكتائب منظمة على مواقع التواصل الاجتماعى، جميعها محل اهتمام من جانب المسئولين فى مصر، لكنها تحمل بين جنباتها أشياء مصطنعة وليست كلها حقيقة، مشيراً إلى أن النتيجة فى النهاية تؤكد أن الشعب أصبح حاضراً والدولة أصبحت تستجيب للقضايا الموضوعية المطروحة على «السوشيال ميديا» ذات الاهتمام فقط. وقال عضو مجلس النواب، إن «السوشيال ميديا» ساهمت فى إقالة وزير العدل المستشار أحمد الزند، لكن تصريحاته خلال الفترة الأخيرة، كانت عاملاً مشتركاً فى اتخاذ موقف ضده باعتباره مسئولاً وليس شخص عادياً، مضيفاً أن هناك أطرافاً كثيرة تهاجم القضاء المصرى خارجياً بسبب ملف المحاكمات وتتصيد الأخطاء وتعلى من شأنها حتى لو كانت غير مقصودة. وقال الدكتور محمد فؤاد المتحدث باسم حزب الوفد، إن سرعة نقل المعلومة والتعبير عن الرأى من أبرز إيجابيات «السوشيال ميديا»، ولكن على متخذ القرار أن يستوضح الأمور لأن كل ما يثار أو ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى غالباً ما يكون وهمياً وغير واضح المصدر. وأكد «فؤاد» أن إقالة أو إعفاء شخص من منصبه ليس السبب فيه هو «السوشيال ميديا» فهى وسيلة إعلامية مثل غيرها حتى إن اختلف فى عدم السيطرة عليها لكن اتخاذ القرار يظل قراراً يعود للسلطة. واعتبر الدكتور علاء توفيق، نائب رئيس حزب الجيل، أن «السوشيال ميديا» الآن تلعب دوراً كبيراً فى صناعة القرار فقد أصبحت مصدراً لتلقى المعلومات وفى نفس الوقت مصدراً لبث المعلومات وتحريك الرأى العام وذلك لسهولة وصولها إلى أكبر عدد ممكن فى أقل من الثانية. فأحياناً يستخدمها صانع القرار لجس النبض وتَقَصّى الآراء وقياس ردود الأفعال قبل اتخاذ القرار وأحياناً أخرى لتمرير قرارات بطريقة تدريجية. وأشار «توفيق» إلى أن «السوشيال ميديا» تتيح التفاعل بين الأطراف المتعددة فيسمح ذلك بتبادل الآراء والخبرات حول موضوع معين ولكنها مازالت تفتقد قراءة لغة الجسد وتعبيرات الوجه والتى تمثل أكثر من 70 بالمائة من أدوات التواصل بين الأطراف المتحاورة مما قد يسبب فهم الرسالة بشكل خاطئ. وأكد «توفيق» أن «السوشيال ميديا» تستغل بشكل سلبى فى تمرير المعلومات المغلوطة وتشويه الصورة، وهنا نُحذر من خطورة هذا الأمر وأهمية تحرى الدقة مع محاولة تعدد المصادر للتحقق والتأكد من صحة الخبر أو المعلومات خاصة لو أنه سيتم اتخاذ قرارات بناء عليها.