لعبت "السوشيال ميديا" دورا فاعلا في السنوات القليلة الماضية، وبالأحرى منذ ثورة 25 يناير 2011، في التأثير على الرأي العام وتحريكه، والتأثير على القيادة السياسية. وظهرت قوة مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" في الإطاحة بالإعلامية "ريهام سعيد" ووقف برنامج "صبايا الخير" بعد أزمتها الأخيرة وتشهيرها ب"سمية عبيد" الفتاة المعروفة إعلاميا ب"فتاة المول" المتحرش بها في مول بمدينة نصر. وسبق ذلك الإطاحة بالمستشار صابر محفوظ، وزير العدل السابق، بعد حملة للمطالبة بإقالته عقب تصريحاته عن أن ابن عامل النظافة لا يحق له أن يتقلد منصب بالقضاء، ولعبت السوشيال ميديا دوراً أيضا في الاطاحة بمحافظ الإسكندرية، هاني المسيري، عقب غرق شوارع المحافظة نتيجة مياه الأمطار. ورأي خبراء الشأن الإعلامي، أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، حيث أنها قد تكون أداة لنشر الشائعات والأكاذيب، لكنها في نفس الوقت وسيلة إعلامية فاعلة لنشر الوعي وتزويد الرأي العام بالمعلومات. قال محمود علم الدين، أستاذ الأعلام بجامعة القاهرة، إن السوشيال ميديا أعطت الحق للمواطن فى المشاركة المعلوماتية، وإبداء رأيه فيما يحدث بالمجتمع، فأصبح رأى المواطن من ضمن القوى التى تساعد فى تشكيل الرأى العام، خاصة وأنه كان في السابق لا يجد الفرصة للمحاورة فى وسائل الأعلام المرئية والمسموعة. وأضاف أن للسوشيال ميديا دور هام لا يستطيع أحد إنكاره، خاصة بعد دورها فى إقالة وزير العدل ومحافظ الإسكندرية وأخيراً ريهام سعيد، وسابقاً دورها العظيم فى ثورتى 25يناير و30 يونيو، مشيراً إلى أنها سلاح ذو حدين. وأشار صفوت العالم، أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة القاهرة، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت قادرة على تهيج الرأى العام تجاه العديد من القضايا، فضلا عن دورها فى إبراز القضايا التى يهتم بها المواطن. وأوضح أن تأثير السوشيال ميديا، قد يكون سلبياً السلبى وذلك وفق أسلوب تناول الموضوعات، ونشر الشائعات والأخبار الغير صحيحة والغير الموثقة, وكذلك تصفيه الخلافات بين بعض الأشخاص، والاغتيال المعنوى للبعض الآخر، وأحياناً تشغل المجتمع بقضايا ليس لها قيمة، بالتالى تساعد على التضليل والتشويه. وقالت ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام سابقا، إن للسوشيال ميديا دور فى الضغط المجتمعى، فمن خلال مواقع التواصل الإجتماعى مثل "الفيس بوك" و"تويتر" و"أنستجرام" ظهرت حملات مقاطعة كثيرة، كانت قادرة على تغير سلبيات موجودة فى المجتمع بالفعل. وأكدت عبد المجيد أن لكل وسيلة مزايا وعيوب، فالوسيلة ليس خير فى ذاتها أو شر فى ذاتها، ولكن بالطريقة التى يستخدمها الأنسان تصبح مفيدة أو ضارة، مشددة على ضرورة الإستفادة من التكنولوجيا بإيجابياتها، والإبتعاد عن سلبياتها قدر الإمكان.