انطلاق أول احتفالية بالأم من أمريكا.. ومصر تسبق الدول العربية

بين يديك كبرت وفي دفء قلبك احتميت... بين ضلوعك اختبأت ومن عطائك ارتويت، بتلك الكلمات عبر أحد الشعراء عن مدى أهمية الأم وقيمتها، إذ تعتبر أساس المجتمع وقوامه، حيث لا يمكن الاستغناء عنها وبدونها تتوقف الحياة فهي التي يقال عنها "مربية الأجيال"، لذلك كان من الضروري أن يصبح لها عيد تحتفل به جميع الدول تقديرًا لها.
"عيد الأم" هو احتفال عالمي ظهر في مطلع القرن العشرين، يهدف إلى تكريم العديد من الدول للأمهات وبيان دور الأم وتأثيرها في المجتمع، فالدول الغربية التي ظهرت الفكرة بها رأوا أن مكانة الأم مهمشة ووجدوا أن الأبناء ينسون أدوار أمهاتهم في حياتهم، لذلك أرادوا أن يجعلوا يوما لها لتذكير الأبناء بفضلها.
أول احتفال لعيد الأم انطلق من أمريكا
جاء أول احتفال بعيد الأم عام 1908، عندما قامت "آنا جارفيس" بالاحتفال بذكرى والدتها فى أمريكا، وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفا به فى الولايات المتحدة من أجل السلام وان يكون نداء إلى الأنوثة فى جميع أنحاء العالم، فاعتمدت المدن عيد جارفيس، وأصبح الآن يحتفل به فى جميع أنحاء العالم.
وبدأ هذ اليوم عندما طلبت "أنا جارفيس" بقيام يوم للام و بناء على طلبها قام المسؤول عن ولاية فرجينيا بإصدار أوامره بإقامة أول احتفال ليوم الأم ب12 مايو 1907.
مصر اولي دول الوطن العربي
أول من فكر فى الاحتفال بعيد الأم فى العالم العربى كان الصحفى المصرى الراحل على أمين، حيث طرح على أمين فى مقاله اليومى "فكرة" بجريدة الأخبار فكرة الاحتفال بعيد الأم، قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيدا قوميا فى بلادنا وبلاد الشرق.
وافق القراء، وتقرر أن يكون يوم 21 مارس عيدًا للأم، ليكون أول عيد سنة 1956م، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوسط الأخرى.
ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها
تواريخ الاحتفال بدول العالم وطرقها
ويختلف تاريخ تلك اليوم من دولة لأخرى،فعيد الأم فى الهند يكون اوائل شهر مايو, ويستمر الأحتفال لمدة عشرة ايام ويسمى " درجا برجا" وهى ام قديسة لديهم وهى اهم الهه هندوسية،اما في اسبانيا والبرتغال يكون يوم 8 ديسمبر , حيث يرتبط عيد الأم فى البلدين بأحتفالات الكنيسة لتكريم "السيدة مريم العذراء" كما انه يوم احتفال للأمهات بوجه عام.
دولة النرويج تحتفل في الأحد الثانى من شهر فبرايرو حيث تأخذ الأحتفالات طابع عائلى خاص بكل عائلة على حدى، وفي دولة فرنسا يكون اخر احد فى مايو , حيث يتم الأحتفال به على انه " عيد للأسرة" حيث تلتف الأسرة كلها حول المائدة لتناول وجبة شهية والقيام بتوزيع الحلوى.
وفى السويد يكون فى اخر احد فى مايو , حيث يعتبر هذا اليوم اجازة رسمية فى السويد ويطلق عليه اجازة العائلة وقد كان الصليب الأحمر السويدى حتى وقت قريب يبيع زهور بلاستيك صغيرة ويتم الأستعانة بالأموال فى احتفالات "عيد الام" ،ويحل هذا اليوم فى اليابان وامريكا الأحد الثانى من مايو , حيث يتم اقامة معرض للصور من صنع يد الأطفال ويسمى معرض " امى" ليشارك بدوره فى معرض اخر يسمى " "المعرض المتنقل " حيث يتجول هذا المعرض فى العديد من الدول المختلفة, وبتفحص الصور يتم معرفة الرعاية التى يتلقاها الأطفال فى مختلف البلدان.
ولم يرتبط هذا اليوم فى اثيوبيا بيوم محدد, حيث يتم الارتباط بأنتهاء الموسم الشتوى الممطر, حيث يأتى البنين والبنات حاملين الهدايا والفاكهة والأطعمة الشهية للأمهات, ويدهنون انفسهم بالذبد ويتغنون بأحلى الأغنيات وكذلك الامر في لبنان فيكون أول يوم فى فصل الربيع, ويتم الاحتفال بعيد الأم وسط زهور ربيع الجميلة .
وفى يوغسلافيا يكون فى شهر ديسمبر لمده تلاثه ايام من شهر ديسمبر وقبل الكريسماس ففى اول احد من شهر ديسمبر يربط الأباء ابنائهم ولا يطلقون سراحهم الا بعد اعترافهم بولائهم وطاعتهم لهم, اما الأحد الثانى من شهر ديسمبر يقوم الأبناء بتقييد الأمهات ولا يطلقون سراحهم الا اذا اعطت لهم الأم الحلوى والهدايا كدليل على حبها ورضاها, اما الأحد الثالث من شهر ديسمبر يكون الأحتفال بعيد الأب حيث يربط الأبناء الأب فى الفراش ولا يطلقون سراحه الا بعد ان يعد الأبناء بشراء ملابس جديدة للأحتفال بالكريسماس.