مشكلات عديدة نجمت عن تردى أحوال قطاع السياحة فى مصر خاصة عقب اتخاذ العديد من الدول على رأسها روسيا قرار بوقف الطيران للقاهرة، فبعد أن حاول القطاع المتردى منذ قيام ثورة يناير التعافى لعب سقوط الطائرة الروسية دورا كبيرا فى انهيار السياحة. فى غضون الفترة الماضية بدأت تأثيرات وقف الطيران الروسى لمصر تظهر بوضوح، كان أبرزها إرتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه نتيجة النقص الشديد فى الإحتياطى النقدى للعملة الصعبة. وبعد اتصالات عديدة جمعت بين الرئيس السيسى ونظيره الروسى بوتين وتحركات عدة للجانب المصرى لعبت فيها الخارجية المصرية دورا بارزا، اتفق وزير الخارجية المصرى مع نظيره الروسى على استئناف الطيران للقاهرة خلال الفترة المقبلة. قرار عودة الطيران بين البلدين جاء بمثابة إعادة الروح للجسد بالنسبة للعاملين بقطاع السياحة، لا سيما أن تراجع إيرادات قطاع السياحة أثرت بالسلب فى المقام الاول عليهم. ورأى مجدى سليم الخبير السياحى، أن الحفاظ على وضع السياحة ودفعها للامام يتطلب ثلاثة امور ، الاول يتمثل في عمل اجراءات امنية مشددة داخل كل المناطق السياحية والاثرية، والامر الثانى هو الدفع بموظفين ذات خبرة، مشيرا إلى ان الامر الثالث يتعلق بتحسين شبكة الطرق والمرور والنظافة والبيئة. وطالب سليم، بمعالجة جميع المشكلات والمعوقات التى تواجه المناطق الاثرية والتى بدورها تؤثر فى قطاع السياحة، مؤكدا ان فتح اسواق سياحية جديدة مع دول شرق اسيا وشمال افريقيا وجنوب افريقيا مهم للغاية بعيدا على الاعتماد على جنسيات محددة. واضاف الخبير السياحى، أن زيارات الرئيس السيسىى للعديد من الدول سوف تثمر بنتائج جيدة بالنسبة لقطاع السياحة ،موضحا ان تراجع ايرادات السياحة ساهمت بشكل كبير فى تحقيق خسائر فادحة ابرزها ازمة العملات الاجنبية مقابل الجنيه. بدوره ثمن باسم حلقة الخبير السياحى، بالدور الذى تلعبه الدبلوماسية المصرية من أجل عودة السياحة مرة اخرى، لافتا إلى أن لقاء وزير الخارجية المصرى بنظيره الروسى الذى عقد أول أمس فى العاصمة موسكو كان فى غاية الأهمية لما جاء به من اتفاق بين الجانبين على إستئناف حركة الطيران بين البلدين. وأكد حلقة، أن الجانب الروسى من حقه اشتراط اجراءات الامان لضمان سلامة رعاياه وهى اجراءات متعارف عليها دوليا، مضيفا أن السلطات الامنية خلال الفترة الحالية تتابع اجراءات الامان داخل المطارات والمناطق السياحية استعدادا للاستقبال السائحين. واضاف، أن مطار شرم الشيخ استقبل خلال الاسبوع الماضى افواج سياحية بينها سائحين ايطاليين واوكرانيين بلغت 11 الف سائح ،مؤكدا حرص مسؤولى وزارة السياحة للسفر للمناطق السياحية للتأكيد على جاهزية المنشأت السياحية. وطالب حلقة، وسائل الاعلام بالقيام بدورها في توعية المواطنين المصريين بهدف توضيح أهمية تشغيل قطاع السياحة بإعتبارها تمثل جزء كبير للدخل القومى، مضيفا أن الانفنتاح على سوق السياحة الدولية وعدم اقتصارها على جنسيات محددة يجب ان يكون على أولويات الوزارة. وتابع، "قطاع السياحة المصرية بحاجة لاستقتاب افواج سياحية من دول امريكا اللاتينية وشرق اسيا وافريقيا واستراليا"، موضحا أن تفعيل التأشيرة الالكترونية سيسهم فى تنشيط حركة السياحة والتى بمقتضاها تتيح لشركات السياحة ببيع برامجها للوافدين. ولفت الخبير السياحى، إلى أن السياحة الداخلية مهما حققت من ارباح لن تعوض مكاسب السياحة الخارجية لانها توفر العملات الاجنبية. وكشف حلقة، عن العديد من المكاسب جراء استئناف الطيران الروسى تتمثل فى تشجيع الجنسيات الاخرى للسفر إلى مصر و زيادة العملات الاجنبية والتى بدورها ستعمل على حل ازمة الدولار، وتشغيل شركات السياحة والفنادق، فضلا عن القضاء على البطالة وانتعاش الاقتصاد المصرى. وقال الدكتور زين الشيخ خبير السياحة، ان القيادة السياسية ساهمت فى اجراء مباحثات ايجابية تجاه عودة الطيران، مضيفا أن الجهات المعنية بحاجة لنقل الصورة الواقعية للعالم الخارجى عما تقوم به من اجراءات مشددة لحماية الوافدين. وأوضح، ان قطاع السياحة قبل ثورة يناير كان يدخل 14 مليار دولار سنويا وهو ما اسهم فى تثبيت اسعار العملات الاجنبية امام الجنيه المصرى ،مؤكدا أن عودة السياحة لطبيعتها يعنى تشغيل مناطق كثيرة وتخفيف البطالة.