يحتفل العالم يوم الاثنين القادم الموافق 17 أكتوبر باليوم الدولي للقضاء على الفقر ، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في يناير عام 1992 اعتبار يوم 17 أكتوبر للاحتفال سنويا باليوم الدولي للقضاء على الفقر ، وذلك بهدف تعزيز الوعي حول الحاجة للحد من الفقر والفقر المدقع في كافة البلدان وبشكل خاص في البلدان النامية - فقد أصبحت هذه الحاجة إحدى أولويات التنمية ، ويمثل أيضا فرصة للاعتراف بجهود وكفاح من يعيشون في ظل الفقر، ويتيح لهم فرصة للتعبير عن شواغلهم، كما يوفر وسيلة للاعتراف بأن الفقراء هم في طليعة الجهود المبذولة لمحاربة الفقر. يعكس الاحتفال رغبة الناس الذين يعيشون في فقر باستخدام خبراتهم للإسهام في القضاء على الفقر. وفي مؤتمر الألفية ، التزم زعماء الدول بتخفيض عدد الذين يعيشون في فقر مدقع (الشعوب التي يساوي دخلها أقل من دولار في اليوم) إلى النصف بحلول عام 2015 ، ومع التركيز العالمي على مؤتمر التنمية المستدامة المقبل (ريو + 20)، يبدو من الضروري لفت الانتباه إلى أهمية القضاء على الفقر لبناء مستقبل مستدام للجميع .. فالفقراء يواجهون تحديات صعبة متزايدة مثل تغير المناخ، والتدهور البيئي، وارتفاع أسعار الغذاء التي تهدد جميعها أرواحهم ومعايشهم ، ولذا فيجب أن تضمن السبيل إلى التنمية المستدامة إدماج الفقراء في عمليات صنع القرار، وأن يتخذ ذلك الإجراء الحاسم لتلبية حاجاتهم والاستجابة لمطالبهم. إن الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر يتزامن هذه السنة مع استمرار الآثار الخطيرة لأزمة الغذاء والطاقة ولكن، الأسوأ هو ظهور الأزمة المالية العالمية التي تضرب بعنف الأسواق المالية الرئيسية مهددة بانهيار أكبر الاقتصاديات في العالم، بما يعنيه ذلك من خطر محدق قد يقوض الالتزامات التنموية العالمية للألفية الهادفة إلى منح المزيد من الموارد للدول الفقيرة لتمكينها من تمويل برامج التنمية المستدامة ومكافحة الآثار السلبية للتغير المناخي. وحتى قبل الإعلان عن الأزمة المالية الحالية، كانت توقعات النمو العالمي تشير بالفعل إلى تباطؤ شديد في معظم مناطق العالم ، بما فيها أمريكا وبريطانيا ومنطقة اليورو وكذا في أفريقيا التي كان من المتوقع أن يصل معدل النمو فيها هذا العام إلى حدود 3ر6 % ، كما يؤكد ذلك "تقرير الرصد العالمي" الصادر عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أبريل الماضي.