يحدث جفاف العين أو متلازمة جفاف العين حينما تكون العين عاجزة عن إفراز الدموع بطريقة طبيعية، أو حينما تتبخر افرازات الدموع بطريقة سريعة ولا تحتفظ بها العين لفترة طويلة مما يسبب جفاف العين. يقول الدكتور فرحات علي فرحات استشاري طب وجراحة العيون يقل افراز الدموع مع التقدم في العمر. ورغم أن حدوث جفاف العين عند الذكور والإناث وارد في أى عمر إلا أن النسبة أعلى عند النساء من الرجال وبالذات بعد سن اليأس و عادة ما يصاحب جفاف العين التهاب المفاصل وجفاف الفم . كما قد تسبب بعض الأدوية جفاف العين من خلال تأثيرها على تقليل افراز الدموع . ولذلك يجب إخبار طبيب العيون بكل أنواع الأدوية التى يستعملها المريض وكمثال للأدوية التى قد تسبب جفاف العين: بعض أدوية الضغط، الأدوية المدرة للبول، الأقراص المنومة، مضادات الحساسية، المسكنات، أدوية الأعصاب وبما أن بعض هذه الأدوية يكون ضرورياً للمريض فيجب عليه التعود على جفاف العين أو استعمال دموع صناعية. وغالباً ما تكون عيون الأشخاص المصابين بجفاف العين حساسة للمواد الحافظة المستعملة في قطرات العين أو الدموع الصناعية مما يؤدى لتهيجها. ويضيف الدكتور فرحات علي فرحات تظهر هذه الحالة عندما لا تفرز العين القدر الكافي من الدموع التي تساعد على تشحيمها ومنع التهابها وتفرع الدموع بطريقتين الأولي بشكل طبيعي بمعدل بطىء وثابت لتساعد على تشحيم وتسهيل حركة العين وتفرز الدموع بكميات كبيرة بمعدل سريع في حالة تهيج العين أو عند البكاء وتتمثل أعراض جفاف العين في وخز حرقان العين والرغبة في حك العين ووجود مخافط على شكل خيوط حول العين وداخلها وتهيج العين من الدخان والرياح وزيادة كبيرة في إفراز الدموع وصعوبة واضحة في ارتداء العدسات اللاصقة في حالة استعمالها وقد تبدو فكرة زيادة افراز الدموع في حالة جفاف العين غير منطقية ولكن إذا كانت الدموع المسؤولة عن تشحيم العين تفرز بكمية غير كافية فإن ذلك يؤدى إلى تهيج العين وعند تهيج العين فإن الغدة الدمعية تفرز كمية كبيرة من الدموع غالباً ما تكون أكبر من قدرة العين على تصريف هذه الكمية الزائدة . وهذه الكمية الزائدة هى التى تفيض خارج العين إن غشاء من الدموع (يتم نشره فوق العين من خلال اختلاج الجفنين) هو المسؤول عن نعومة وصفاء سطح العين . وبدون هذا الغشاء الدمعي قد تصبح الرؤية غير ممكنة، ويتكون الغشاء الدمعي من ثلاث طبقات: الطبقة الزيتية الخارجية وتعمل على منع تبخر الدموع وبقاء سطح العين ناعماً وتفرز بواسطة الغدة الجفنية والطبقة المائية الوسطى وتعمل على تنظيف العين، وغسلها من الأجسام الغريبة وتفرز بواسطة الغدة الدمعية و الطبقة المخاطية الداخلية وهي التى تسمح للطبقة المائية بالانتشار بالتساوي على سطح العين كما تساعد في الحفاظ على رطوبته وبدونها لا تلتصق الدموع بالعين وتفرز بواسطة الملتحمة (الغشاء الذى يغطى الصلبة ويبطن الجفون). ويرى الدكتور فرحات علي فرحات يمكن علاج جفاف العين عن طريق إضافة الدموع: يمكن لقطرات العين المسماة «الدموع الصناعية» أن تؤدي وظيفة الدموع الطبيعية إذ تقوم بتشحيم العين والمحافظة على رطوبة سطحها. وتوجد بعض أنواع القطرات الخالية من المواد الحافظة وتستعمل أكثر من مرة كل ساعتين. وهناك نوع من الدموع الصناعية الصلبة التى توضع تحت الجفن السفلى يومياً وتذوب فى شكل مواد شحمية تؤدى دور الدموع. ويمكن استعمال هذه الدموع الصناعية حسب الحاجة (مرة أو مرتين فى اليوم) والحفاظ على الدموع: إن الحفاظ على الدموع الطبيعية للعين هو شكل آخر للحفاظ على العين في حالة رطبة. وفي الوضع الطبيعى فإن تصريف الدموع يتم من خلال قناة صغيرة إلى الأنف (وذلك هو سبب الرشح من الأنف أثناء البكاء). ويمكن لطبيب العيون غلق هذه القناة بصفة مؤقتة أو دائمة للحفاظ على الدموع الطبيعية لفترة أطول فوق سطح العين الطرق الأخرى: بما أن الدموع تتبخر مثل أي سائل آخر من فوق سطح العين فإن إحدى خطوات علاج جفاف العين هو منع هذا التبخر. وذلك ممكن باستعمال مصدر لإضافة الرطوبة داخل الغرفة التى يجلس المريض فيها. كما يمكن استعمال نظارة ذات حواف جانبية لمنع تأثير الرياح في زيادة تبخر الدموع ولكن ذلك قد يعيق الرؤية الطرفية أثناء القيادة. كما يجب تجنب الجلوس في غرفة ذات درجة حرارة عالية أو استعمال مجفف الشعر والبعد عن التيارات الهوائية الشديدة والامتناع عن التدخين. وقد يشكو البعض من الشعور بالحكة في العينين عند الاستيقاظ صباحاً وهو ما يمكن علاجه باستعمال مرهم بكمية بسيطة قبل النوم. كما ان جفاف العين بسبب نقص فيتامين أ من الوارد حدوثه بالذات في الدول الفقيرة وغالباً ما يصيب الأطفال ويعالج باستعمال مراهم تحتوي على الفيتامين.