تحل اليوم الذكرى ال 52 لرحيل عملاق الأدب المصرى، والسياسي والمفكر عباس محمود العقاد، الذي يعد واحدًا ممن أبدعوا في مجال الأدب وأثروا الحياة الثقافية والفكرية في المجتمع، حيث توفى في مثل هذا اليوم 12 مارس من عام 1964م. علم العقاد نفسه بنفسه فتفوق وأبدع، ولد في يونيو 1889م بمحافظة أسوان في صعيد مصر، تعلم القرآن الكريم في الكتاب، وبعدها حصل على الشهادة الابتدائية، لم يكمل العقاد تعليمه ودراسته بعد المرحلة الابتدائية، لكنه لم يتوقف يومًا عن المعرفة وتثقيف ذاته والاستزادة من كل معارف الحياة، عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا سنة 1905 ثم نُقل إلى الزقازيق 1907 وعمل في القسم المالي بمديرية الشرقية. وبعدها ترك وظائف الدولة وعمل في الصحافة، وأول اتصاله بها كان في سنة 1907 حين عمل في جريدة الدستور اليومية مع محمد فريد وجدي التي كان يصدرها، ثم عاد في 1912 إلى الوظيفة بديوان الأوقاف، وضاق من الأمر فعاد للصحافة من جديد، من خلال اشتراكه في تحرير جريدة المؤيد التي كان يصدرها الشيخ علي يوسف، ليتركها هى الأخرى بسبب صدامه مع سياساتها التى كانت تؤيد الخديوي عباس حلمي. عمل بالتدريس لفترة، ثم عاد إلى الاشتغال بالصحافة في جريدة الأهالي سنة 1917، وأخذ يتنقل من جريدة لآخرى، فالتحق بجريدة الأهرام سنة 1919 واشتغل بالحركة الوطنية التي اشتغلت بعد ثورة 1919. وأصبح العقاد هو الكاتب الأول لحزب الوفد، والمدافع عنه أمام خصومه، وعمل العقاد أيضًا في جريدة البلاغ وروزاليوسف، والهلال، وأخبار اليوم، ومجلة الأزهر. وتم انتخاب العقاد عضوا بمجلس النواب، ومن مواقفه التى لا تنسى به حين أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور، تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان فقال "إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه"، وتسببت هذه المقولة في حبس العقاد تسعة أشهر في عام 1930 بتهمة العيب في الذات الملكية، وبعدها انسحب من العمل السياسي وبدأ نشاطُه الصحفي يقل واتجه أكثر إلى مجال التأليف. وكتب العقاد عشرات الكتب في موضوعات مختلفة، فكتب في الأدب والتاريخ والاجتماع، وكتب في الدراسات النقدية واللغوية مؤلفات كثيرة، وله في السياسة عدة كتب أيضًا، وتجاوزت مؤلفات العقاد الإسلامية أربعين كتابًا، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية، فتناول أعلام الإسلام باسم العبقريات، بدأها بعبقرية محمد، ثم توالت شخصيات باقي الصحابة . ومن أبرز مؤلفات العقاد "مطالعات في الكتب والحياة، ومراجعات في الأدب والفنون، ، وجحا الضاحك المضحك، الديوان في النقد والأدب، الحكم المطلق في القرن العشرين، وهتلر في الميزان، وأفيون الشعوب، وفلاسفة الحكم في العصر الحديث، والشيوعية والإسلام، والنازية والأديان، ولا شيوعية ولا استعمار". وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية. وعُين العقاد بمجلس الفنون والآداب، وفي مجمع اللغة العربية بالقاهرة، عضوًا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق، ومنحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب إلا أنه رفض تسلمها، ومنح جائزة الدولة التقديرية سنة 1960. وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية، واشْتُهر العقاد بصالونه الأدبي الذي كان يعقده في صباح كل جمعة، يجتمع من خلاله بتلاميذه.