أسفرت أحداث أمس بمنطقة ماسبيرو عن مقتل نحو 24 شخصا وإصابة أكثر من 213، ومنذ اندلاع هذه الأحداث وحتى الآن تموج مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات كثيرة؛ بعضها يهدئ وبعضها الأخر يزيد من اشتعال الموقف. وفي هذه اللحظة الحرجة من تاريخ الثورة المصرية يطفو على السطح سؤال هام ماذا يجب أن نفعل في مثل هذه الأوقات؟ لتجيب عنه د.دعاء راجح المستشارة في موقع أون إسلام على صفحتها على الفيس بوك بعدد من النقاط. أولا : حدد هدفك مما تقوم به على مواقع التواصل الاجتماعي ..هل هدفك التهدئة ؟...أم هدفك زيادة الاشتعال ؟...هل تريد أن تعبر عن مشاعرك ...أم تريد أن تنشر الأخبار المثيرة حتى يتفاعل معك الناس ....ماذا تريد تحديدا ؟ أنصحك أن تفكر أولا في مصلحة هذا البلد قبل أن تسعى للإثارة و قبل أن تعبر عن مشاعرك السلبية ثانيا : في مثل هذا الوقت تكثر الفيديوهات و المقالات و المواد المثيرة للغاية ....قبل أن تصدق ما هو منشور أرجوك شغل مخك دقيقة واحدة بس. هل المنشور حقيقة أم رأى ....يعنى حقيقة حدثت ...أم مجرد رأى في الأحداث أو مشاهدة. كيف تعرف أنها حقائق ؟ الفيديوهات يمكن التلاعب بها حاليا بمنتهى السهولة. هل أنت متأكد أن الفيديو هو مرتبط بما يحدث الآن أم أنه فيديو قديم و لكنه يساعد على الاشتعال. هل أنت متأكد أن الفيديو من مصر أصلا ؟ هل أنت متأكد من نية من ينشر مثل هذه الفيديوهات و هدفه منها والمشاهدات التي تنقل هنا و هناك ..كيف تتأكد من صحتها ؟ هل تعرف صاحب الرواية؟ ما إدراك أن من يكتب هو نفسه الشخصية التي تعرفها؟ أمتأكد من أمانته في النقل؟ ما إدراك أنه يكذب لأسباب خاصة به؟ ما إدراك أنه ينقل الحقيقة و ليس نصفها أو ربعها. مثال: جندي جيش يقتل مسيحي ...من إدراك انه لم يقتله دفاعا عن النفس وأن المبادر هو الأخر ..من إدراك انه مسيحي أصلا، ربما يكون بلطجي ....المشاهدات يضفى عليها انطباعات و أفكار مسبقة. فمثلا لو شاهدت هذا المنظر وأنا متضايق من الجيش أول ما يتبادر إلى ذهني أن جندي من الجيش يقتل مواطن. و لو متعاطف مع الجيش أصلا يتبادر إلى ذهني أن مواطن يعتدي على جندي بالضرب فرد الأخر وأرداه قتيلا. و بالنسبة للآراء ..الكتاب و الإعلاميون و الصحفيون و غيرهم كل من يكتب يعبر عن رأيه وقد يعبر عن مشاعره ...أرجوك فكر فيما تسمع أو فيما تقرأ دقيقة واحدة بس ...هل ما تقوله هو حقيقة لا لبس فيها أم هو راية ؟ في مثل هذه الأحداث و اختلاط الحابل بالنابل ...تتوه الحقائق ...و يصعب جدا أن تعلم تماما ما الذي حدث ؟ و أمامك اختيارين أما أن تتوقف عن نقل أي شيء ... حتى تتبين من المخطئ و من المبادر بالخطأ (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) وإما أن تساهم في إشعال النار ...و هكذا تكون من مشعلي الفتنة و زيادة النار...وممن قال عنهم ربنا تبارك وتعالى (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين) وفي النهاية يقول ربنا جل وعلا: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا . انتبه إلى تعبير (عبادي ) ....فهو النزغ بين العباد أيا كان دينهم. احذر أين أنت ؟ ** نقلا عن موقع أون إسلام.