نائب برلمانى مخضرم حفر اسمه بحروف من نور فى سجل التاريخ، معارض دائما، لاينتمى إلا إلى طابور الارادة الشعبية ليعبر عنها وتكون منهجا له.. هو عميد البرلمانيين وأقدم عضو برلمانى فى مجلس النواب المصري، هو النائب كمال احمد الذى هوى بحذائه على رأس توفيق عكاشة داخل قاعة مجلس النواب بعد استقبالة للسفير الاسرائيلى فى منزله، وهجومه على عبد الناصر «الوفد» ألتقت كمال أحمد الذى أكد أن عكاشة كان يحاول استدراج الدولة المصرية لمواجهة ليست فى توقيتها وهى المساس بكامب ديفيد، واضاف ان ضميره مستريح الآن بعد ان عبر البرلمان المصرى عن ارادة المواطنين الذين انتخبوه، ووجه كمال احمد رسالة الى السفير الاسرائيلى بأنه يحتفظ بالفردة الثانية من حذائه له، وغير ذلك من التفاصيل التى سردها شيخ البرلمانين فى حواره ل «الوفد».. والى نص الحوار.. كيف قرأت مشهد اسقاط عضوية عكاشة من جانب مجلس النواب؟ الآن استطيع ان اقولها بصراحة ان ضميرى مستريح ومافعله البرلمان هو امتثال للإرادة الشعبية وتحقيق ما تصبو إليه الجماهير، وأثمن جهود كل زملائى داخل المجلس بعد هذا القرار، هذا من ناحية. ومن الناحية الأخرى أرى أن القرار لن يستتبعه أى ردود افعال ولا أى تأثيرات خارجية لأنه تعبير وتأكيد على السيادة المصرية ولبرلمانها الموقر. لماذا لم تحضر جلسة اسقاط العضوية عن عكاشة؟ لم احضر لانى عبرت عن رأيى قبلها بيومين بالحذاء وتركت زملائى يعبرون عن آرائهم بالتصويت لاسقاط نائب التطبيع. كيف أخذت قرار ضرب عكاشة بالحذاء داخل الجلسة؟ فى البداية انا لم أكن انتوى ضرب «عكاشة» ولكننى وجدت نفسى أمام كارثة بعد التطبيع الشعبى مع الكيان الاسرائيلى من خلال زميل بمجلس النواب. وقام بكل هذه الاسفافات وكأنه قام بإخراج جثة الراحل السادات وضربها بالنار لأنه سلب منهم الأرض، وكذلك عمل تمثال لعبد الناصر لانه منحهم الوجود.. الأخطر من ذلك انه قال ان مصر عروس تنتظر الزواج من اسرائيل.. إلى أى مستوى من الانحطاط ينتمى هذا النائب، ثم انه من الناحية الرسمية لاتستطيع الدولة ان تحاسبه لانه استغل كامب ديفيد وكذلك الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد ولاتستطيع الرد عليه وفتح صراعات جديدة وقمت بهذا الدور نيابة عن الدولة. وأذكر أيضا اننى استحضرت قصة الشاب المجند الذى احتضن الارهابى الذى يحمل حزاماً ناسفاً وانفجر فيه منعا للوصول الى كتيبته وزملائه. فوجدت نفسى اتساءل كيف يفعل هذا وهو مقدم على الحياة ولا افعله انا وانا انهى حياتى ومشوارى ولقد أزالت عن الدولة الحرج ولا يعنينى ان استمر فى البرلمان من عدمه. كيف تصف جسامة الفعل وعقاب عكاشة بهذا الشكل؟ ما حدث متسق مع مبادئي حيث اننى فى 1987 رفضت فى هذه القاعة كامب ديفيد ووجهت رسالة للرئيس السادات ووقفت وقلت له انت تمارس العار والاستسلام والخيانة وإذا بالسادات وقال لى ماذا تقول كررت عليه نفس الكلام وخرجت من القاعة. هذه بداياتى ثم كان مع حدث مع المطبع عكاشة ويكفينى هذا ولو لم اترك لاحفادى شيئاً.. فانا مطمئن لاننى تركت لهم التمسك بالصمود فى وجه الهجمة الشرسة على الدولة المصرية. عكاشة هاجم الناصريين واليساريين ووصفهم بالانهزاميين والكلاب وغيرها من الشتائم المسيئة فما هو ردك؟ ردى على هذا «اذا جاءتك مذمة من نافص فإنها الشهادة بأنني كامل و«لن ارد بأكثر من ذلك جاءتنى الاف المكالمات على موقف بسيط ومصر لم تركع». كيف ترى رد فعل المجلس والاجراءات التى اتخذها ضدك؟ انا نائب قديم ومن حيث الشكل اعلم اننى قد خالفت القواعد والقانون لانه سلوك برلماني، من حيث الشعب ومن امثلهم من المواطنين فأنا نفذت رغبتهم وتحويلى الى لجنة خاصة هو امر طبيعى ومنطقى ولن يتغير. هل ترى ان عكاشة لم يقم بهذا الفعل من تلقاء نفسه أم وراءه اجهزة وجهات اخري؟ لا أريد الدخول فى هذا ودعنى اتكلم بالظواهر والمعلن أن الاجهزة لاشأن لها بذلك. من وجهة نظرك لماذا لم يخش عكاشة من ردة فعل البرلمان او الشارع؟ أعتقد انه ظن انه محمى بمعاهدة كامب ديفيد والذى خلفه يظنون ان الدولة المصرية ستنجر للاحتكاك، وعكاشة يريد ان يتحرش بالدولة المصرية لتقدم على المساس بكامب ديفيد ولكن هذا لن يحدث ليس لضعف الدولة ولكن لان الظروف غير مواتية. ماذا تقول للسفير الاسرائيلي؟ اقول له لقد اهديت صديقك الفردة اليسري واحتفظ لك بالفرده اليمني من حذائي. كيف ترى غضب النواب من اداء المجلس؟ كل هذا يحدث فى البدايات وهناك نواب اعزاء يمارسون العمل البرلمانى لأول مرة، الشعب يعقد آمالاً أكبر من امكانيات المجلس والدولة وهذا يحتاج لوقت وصبر ولكن مع الزمن ستنتظم الأمور، واراهن على هذا البرلمان واراهن على اداء رئيسه وسوف يكون برلماناً مختلفاً. هناك غضب من سيطرة دعم مصر على مجريات الاحداث داخل قاعة مجلس النواب؟ هذا موجود فى كل برلمانات العالم وهناك أغلبية وأقلية ولكن علينا عدم الانسحاب والمواجهة ولكن لابد ان نقف ضد أى اختطاف للمجلس. ماذا عن بعض الاستقالات الجماعية التى اعترضت على ماوصفته بان ضرب الحذاء تصرفات غير مسئولة؟ هذه تكتيكات وأوراق ضغط على التنظيمات والائتلافات التى ينتمون اليها للحصول على مكاسب والظروف تخدمهم. كيف ترى دور الاحزاب القديمة والمستقلين داخل المجلس؟ عليهم ان يخرجوا من دائرة القنوات والمكاتب لانه ثبت ان الجماهير سبقت الأبينة الحزبية وأحثهم على القيام بدور اكبر من ذلك حتى نكون الصوت الصادق للشعب تحت قبة البرلمان. كيف ترى اداء الحكومة وبرنامجها الذى تنوى عرضه على المجلس النواب؟ دعنا نؤكد ان الوزارات من 25 يناير حتى الآن كلها حكومات تسيير أعمال دون برامج واضحة وهذه أول مرة يكون لها برنامج محدد بتوقيت زمنى فى حدود الامكانيات وحدود التفكير خارج الصندوق. كيف ترى الموضة السائدة بين النواب فى اتخاذ برامج ومنصات اعلامية للتعبير عن آرائهم أو تصفية حساباتهم؟ اعتقد انه يوجد نص فى اللائحة يبيح النقد للجميع داخل الجلسات وداخل اسوار المجلس التشريعى ولكن غير ذلك سيحاكم على جميع مايصدر منه.