مازال المواطنون بمحافظة الشرقية يبحثون عن حل لإنهاء معاناتهم اليومية بعد أن خذلهم المسئولون، رغم أن أحلامهم الصغيرة تتمثل فى حياة بسيطة وبيئة نظيفة لهم ولأطفالهم الصغار للوقاية من الأمراض والأوبئة، فمازالت معاناة أهالى قرية القبة التابعة لمركز منيا القمح من تفاقم أزمة طفح مياه الصرف الصحى الذى يحاصر جدران المنازل، والصرف الصحى الذي يختلط بمياه الشرب مستمرة، الأمر الذى حول الشوارع إلى بركه طينية إضافة إلى رشح حوائط المنازل يتسببت فى تصدع الأجزاء الخارجية منها. وقد تقدم الأهالى بشكاوى واستغاثات عديدة للأجهزة التنفيذية بمحافظة الشرقية، الا أن المسئولين تجاهلوا تلك الشكاوى وكأنهم مواطنون تابعون لدولة أخرى. يقول السيد مصطفى عبدالقادر أحد أهالى القرية، ان الأهالى تقدموا العام الماضى بشكاوى عديدة، للأجهزة التنفيذية التى أرسلت لهم مختصين من مجلس محلى المحمدية، بجهاز لقياس المياه التى تخرج من باطن الأرض بعدما تم تعيين لجنة، وبعد اكتشافهم أن المياه هى صرف صحى قالوا لنا: «هذا ليس من شأننا». وأضاف «عبدالقادر»: القرية بأكملها تقوم منذ 4 سنوات حتى الآن بشراء مياه معبأة فى جراكن، وقام البعض منهم بشراء أجهزة لتنقية المياه من الرواسب والتلوث فى المنازل، ولكن تلك الأجهزة لم تنجح. وأشار أحمد خيرى أحد سكان القرية وعامل بشركة مياه الشرب بالعاشر من رمضان، إلى أنه أخذ عينات من المياه بالقرية لتحليلها والوقوف على مدى صلاحيتها، إلا أن التحاليل أفادت بأن المياه ملوثة ولا تصلح للاستخدام الآدمى. ويضيف شاكر عبدالحميد: المنازل غارقة تماماً فى مياه الصرف الصحى ومهددة بالسقوط والانهيار نظراً لتآكل جدرانها وأساسها نتيجة طفح المياه تحت أنقاضها، لافتاً إلى أن الأطفال يصابون بأمراض الفشل الكلوى نتيجة تلوث مياه الشرب وانتشار الذباب الذى ينقل لهم الأوبئة والأمراض. وأوضح مرجان مهدى عجاج شيخ القرية أن الصرف الصحى أنشئ فى القرية بالجهود الذاتية منذ 23 عاماً، وأصبح الآن غير صالح نهائياً وتسبب فى ارتفاع منسوب المياه الجوفية ونتج عنه سقوط بعض الأبنية. واستكمل «عجاج»: منذ 5 سنوات تم إنشاء شبكة صرف صحى من قبل شركة تابعة للحكومة وتم الانتهاء من الشبكة وحتى الآن لم تعمل نظراً لتوقف العمل بمحطة شفط ورفع المياه التابعة للقرية، مشيراً إلى أن شبكة الصرف الصحى الجديد التى أنشأتها الشركة التابعة للحكومة هى السبب فى غرق القرية بمياه الصرف الصحى لأنه اثناء حفر الشركة تسربت خلال اعمال الحفر المياه ووصلت للبيوت. وفى النهاية طالب أهالى القرية رئيس مجلس الوزراء بالنظر لهم بعين الرحمة وانقاذهم من مياه الصرف الصحى التى تغرق القرية بأكملها، وتهدد بسقوط منازلهم، وتعرضهم للاصابة.