يعانى أكثر من 13 ألف نسمة بقرية "قرنفيل" التابعة لمركز القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية، كباقى قرى المحافظة من مشكلات عدة أهمها مياه الشرب والصرف الصحى، إلى جانب اقتراب مكامير الفحم من القرية، الأمران تسببا فى انتشار الأمراض الصدرية والوبائية. "البديل" جولت فى القرية لرصد معاناة الأهالى، وقال حامد على، أحد سكان القرية، إن الأهالى تعانى من عدة أمراض بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، وانتشار مكامير الفحم قريبًا من القرية، الأمر الذى تسبب فى انتشار أمراض صدرية وأمراض وبائية كالتيفويد، والفشل الكلوى والسبب يرجع إلى تهالك محطة المياه الموجودة فى القرية، وتلوثها من الداخل، خاصة وأن شبكة المياه الداخلية للقرية منشأة منذ أيام الاحتلال البريطانى، ولم يهتم المسئولون بتجديدها حتى الآن. وقالت أمال حسن، إحدى أهالى القرية، إن القرية تعانى منذ سنوات عدة بعد انتشار حالات التيفويد والفشل الكلوى، بالقرية بسبب تلوث المياه وتلوث مصرف القرية، واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، وانتشار العديد من مكامير الفحم جانب القرية، وتلوث الهواء وانتشار الأدخنة، التى تسببت فى تلوث الجو بشكل مضاعف خاصة مع حلول فصل الصيف وتزيد من نسبة الأمراض بالقرية وخاصة بين الأطفال حيث ترتفع نسب الإصابة بمرض الفشل الكلوى والأمراض الصدرية بشكل كبير بسبب التلوث. وقال محمد ناصر، إن حالات الإصابة بمرض التيفود نتيجة تلوث مياه الشرب، وارتباط شبكة المياه فى القرية بشبكة قرية البرادعة فى القرية المجاورة والتى أصيب عدد كبير من أبنائها بالتيفود منذ فترة بسبب تلوث المياه. وأضاف عبد العزيز السيد، أن رشح المياه على حوائط المنازل تسبب فى تشققات الجدران وأصبحت المياه تغزو المنازل من جميع الجهات، حتى أصبح عدد كبير من منازل القرية معرضًا للسقوط في أي لحظة. وقالت أحلام عويس، ربة منزل من القرية، إن معظم أهالى القرية تلجأ إلى شراء مياه الشرب من القاهرة بسبب سوء حالة المياه فى القرية، لأن المياه لا تصلح للاستهلاك الآدمى، مشيرة إلى أن مشروع الصرف الصحى فى القرية متوقف منذ عام 2009 وحتى الآن، وانتشرت سيارات الكسح الخاصة لرفع مياه الطرنشات مقابل 25 جنيهًا فى النقلة الواحدة؛ مما يشكل عبئًا على الأهالى، خاصة أن هذه العملية تتكرر 4 مرات فى الشهر؛ مما يكلف المنزل الواحد 100 جنيه فى الشهر بخلاف شراء مياه الشرب، مما يزيد من أعبائهم المادية. وأكد إبراهيم عوض، أن شارع داير الناحية أكثر الشوارع تضررًا فى القرية بسبب رشح مياه الصرف على جدران المنازل وارتفاع منسوب المياه الجوفية، مشيرًا إلى أن الأهالى يقعون فريسة لجشع أصحاب سيارات الكسح الخاصة والتى تتسبب فى كارثة بعد أن تلقى حمولتها فى مصرف القرية الذى يروى الأراضى الزراعية. وأضافت نوال مرسى، ربة منزل، أن مدرسة القرية تعانى من طفح المجارى، الأمر الذى تسبب فى منع الطلاب من دخول حمامات المدرسة والسماح لهم بالذهاب إلى منازلهم لقضاء حاجتهم، وإحضار مياه الشرب المعدنية على نفقتهم الخاصة، وتقدم الأهالى بالعديد من الشكاوى للمسئولين ولم يستجب لهم أحد. وأوضح إسماعيل هيكل، موظف، أن الحياة فى القرية لا تطاق خاصة فى فصل الصيف فى ظل عدم وجود مشروع الصرف الصحى وانتشار الأوبئة. وأشار عفيفى حمدان، إلى ترك عدد من أهالى القرية لمنازلهم بسبب كثرة الرشح والروائح الكريهة، وبسبب معاناتهم من الكسح اليومى للمياه الجوفية وتحكم أصحاب سيارات الكسح، وفى بعض الأحيان تضطر الأهالى إلى الكسح بأنفسهم مما يجعلهم عرضة للعديد من الأمراض، ومشكلة مياه الشرب والصرف الصحى هى المشكلة الأولى التى تؤرق الأهالى هناك وبعد الدفع بمعدات لاستكمال مشروع الصرف فى القرية، اختفت مجددًا، وتوقف العمل مرة أخرى. فيما أكد المهندس محمد عبد الظاهر، أن جميع القرى تعانى منذ سنوات من مشاكل الصرف الصحى، ولكن المحافظة تعمل على حلها عن طريق فكرة محطة المعالجة (كومباكت) لكل قرية، على أن يتم توفير قطعة أرض صغيرة على مساحة 4 قراريط لعمل محطة للصرف، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة سوف تفتح آفاقًا جديدة للنهوض بالصرف الصحى للقرى فى محافظة القليوبية دون انتظار الروتين والمعوقات المتعلقة بتدبير أرض لمحطات مركزية.