منذ ثورة 30 يونيو في 2013م، والإطاحة بالإخوان والمعزول محمد مرسي من سدة الحكم، والجماعة تسعى جاهدة لإستقطاب أشخاص يدعمون موقفها ويؤمنون بفكرها ويرددون كلماتهم ويقولون أحاديثهم ويتبعون منهجهم. وعلى مدار ثلاث سنوات نجحت بالفعل من ضم بعض الشخصيات العامة والفنانين إليها أمثال هشام عبد الله وهشام عبد الحميد ومحمد شومان ومؤخرًا الشاعر صلاح عبد الله، وتمتد مساعى الجماعة لضم أبواق إعلامية لهم. ومع هذه الانضمامات، فهناك من يقفز من مركب الإخوان ويطالب بالعودة مجددًا للوطن، آخرهم طارق عبد الجابر، والذي كان أحد هذه الأبواق الإعلامية، من خلال تقديمه لبرنامج "الأبواب الخلفية" على قناة "الشرق" لسان حال جماعة الإخوان. طارق عبد الجابر، الذي رحل عن مصر في 13 نوفمبر 2013، تتوالى تصريحاته على مدار الأسبوع الماضي، مطالبًا بالعودة من جديد، ناكرًا انتمائه للجماعة، ويؤكد أن قرار إنضمامه لصف الإخوان لحظة تشويش منه. وبدأ عبدالجابر عمله في مؤسسة "أخبار اليوم"، ثم انتقل للعمل مراسلًا في التليفزيون المصري، عمل كمراسل في قطاع الأخبار وسط الحرب في غزة خلال في الفترة بين 2000-2007. وخلال عمله في التلفزيون المصري نجح بشكل كبير، حتى أصبح "ماركة مميزة" في نشرة التاسعة بعبارته الشهيرة " "كان معكم مراسلكم طارق عبد الجابر.. من القدسالمحتلة" في ختام التقارير اليومية التي يبثها داخل الأراضي الفلسطينية. واستطاع عبد الجابر في تحقيق الكثير من الانفرادات للتليفزيون المصري، وتمكن من إجراء مقابلة مع الشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة حماس قبل استشهاده على يد الاحتلال الإسرائيلي . وفى عام 2007، أصدر ممدوح البلتاجى، وزير الإعلام حينها قرار بإبعاده عن التليفزيون المصرى، وبعد رحيله منه قام بعمل أول راديو على النت «راديو مصر اليوم دوت كوم»، لكن تجربته هذه لم تستمر كثير، لإنعدام التمويل المادى. وفي 2011 انضم عبد الحابر، لقناة ON TV وبدأ مهام عمله من خلال تغطية الثورة الليبية، وخلال تلك الفترة استطاع أن يحقق عدد من الانفرادات للقناة، فكان أول من أذاع مقتل وزير الدفاع الليبى عبدالفتاح يونس. وانفرد أيضًأ بإجراء أول حوار مع عبدالباسط المجرحى المتهم فى قضية لوكيربى الأمريكية، وإذاعته عن وجود تنظيم للقاعدة فى ليبيا أثناء تواجده هناك، وبعد ثورة 30 يونيو ترك مصر وانضم لقناة "الشرق" التابعة للإخوان. طلب طارق عبد الجابر للعودة لمصر جاء بعد إصابته بسرطان بالمعدة، ورغبته في الموت على تراب بلده بحسب ما يقوله، ولكنه خائف من أن يتم القبض عليه، ولا يدرى ما إذا كان على قوائم الترقب والوصول أم لا؟. ويقول عبد الجابر "لم أكن ضد مصر ولم أخنها، والفترة التى عملت بها بقناة الشرق التابعة لجماعة الإخوان كانت لأسباب معينة، وبرنامجى كان وثائقياً وليس سياسيا.. ولست إخوانيا وليس لى علاقة بجماعة الإخوان ولا بتنظيمهم، وحتى إذا كنت عملت فى إحدى القنوات المؤيدة لهم لعدة أشهر فلم يحدث أننى هاجمت الجيش أو الشرطة أو القضاء خلال هذه الفترة. وذكر في إحدى المداخلات الهاتفية له "إذا كنت أخطأت فى كلمة فلا تعلقوا لى المشانق.. يدي ليست ملوثة بالدماء ولم أحرض على قتل ولم أقتل.. يتقطع لساني لو كنت دعيت لهدم الدولة. ويذكر أن طارق عبد الجابر قد ترك قناة "الشرق" الإخوانية في شهر يونيو من العام الماضي.