قال سيف الله فهمي، رئيس المجلس الوطني المصري للتنافسية، إنه من الضرورة الاستفادة من تجارب دول العالم في الاصلاح المالي والاقتصادي خاصة التي حققت نجاحات مثل بولندا حتي نتعرف على عوامل نجاحها والمشكلات التي واجهتها أثناء تطبيق الإصلاحات بما يساعد الدولة المصرية على تجاوز تلك المشكلات والعقبات ويثري التجربة المصرية. وأشار فهمي، خلال لقائه مع السفير البولندي بالقاهرة ميهاوموركوتشينسكى واللواء رفعت قمصان مستشار رئيس مجلس الوزراء لشئون الانتخابات، إلى أنه سيتم زيارة دولة بولندا مطلع مارس المقبل من أعضاء بعثة مصرية - ينظمها المجلس الوطني المصري للتنافسية - يضم أعضاء بمجلس النواب وحزبيين وممثلين لوزارتي المالية والتخطيط وأكاديميين متخصصين في الشئون المالية. وأضاف أن زيارة البعثة لبولندا تستهدف التعرف عن قرب علي تجربتها في الإصلاح التي تعد الأنجح بين دول الكتلة الشرقية سابقا في التحول من السياسات الشيوعية وملكية الدولة إلى سياسات السوق الحرة والاعتماد على القطاع الخاص في قيادة عمليات التنمية. وتابع أن الجانب البولندي أعد جدول اعمال حافل للبعثة المصرية والتي ستلتقي، كبار المسئولين ببلاده خاصة بوزارة المالية والبرلمان البولندي لعرض التجربة البولندية في الإصلاح بجميع جوانبها، لافتا إلى أن لقاء أعضاء من مجلس النواب المصري بالبرلمان البولندي سيمهد الطريق لوضع آلية لتعاون البرلمانين مستقبلا. ولفت إلى أن الزيارة التي ستبدأ يوم 6 مارس المقبل ولمدة 7 أيام ستشهد مشاركة الوفد المصري في العديد من الاجتماعات مع كبار المسئولين بالحكومة البولندية الذين سيلقون الضوء علي سياسات الإصلاح المالي والاقتصادي التي طبقتها بولندا إلى جانب عرضا لنتائج تلك الإصلاحات والقفزات التي حققتها بلادهم سواء على صعيد النمو الاقتصادي أو تراجع معدلات البطالة أو ارتفاع معدلات دخل الفرد في بولندا أو تخفيض معدلات الفقر هناك إلى نسب غير مسبوقة وذلك خلال أقل من عقد واحد. وأوضح أن المجلس الوطني للتنافسية حرص على مشاركة أطياف مختلفة من المجتمع المصري بالزيارة من أجل مناقشة التجربة البولندية من جميع جوانبها ونقل صورة حقيقية عن الإصلاحات وما حققته من نتائج إيجابية وأيضا سلبية والتي تتمثل في الإجراءات الاقتصادية المؤلمة التي تحملها المجتمع البولندي كي ينهض بلده، إلى جانب التعرف على الدروس المستفادة من هذا الإصلاح وهو أهمية مشاركة الرأي العام في أي قرار إصلاحي مع شرح جميع آثاره السلبية قبل الإيجابية حتي يشارك المجتمع في تحمل تبعات القرار. واشار إلى أن الزيارة تأتي في إطار مبادرات المجلس الوطني للتنافسية التي أطلقها لإصلاح الإدارة المالية الحكومية، وتطوير الاقتصاد المصري بوجه عام من اجل زيادة تنافسية مصر عالميا واقليميا لافتا الي ان المجلس نظم العديد من الفعاليات بالتعاون مع الجهات الحكومية خاصة وزارات المالية والتخطيط، الي جانب منظمات المجتمع المدني لنشر مفاهيم التنافسية بهدف إصلاح الادارة المالية الحكومية نظرا لدورها الرئيسي في زيادة تنافسية الاقتصاد القومي بقطاعاته المختلفة من صناعة وتصدير وخدمات. من جانبه، أكد السفير البولندي حرص بلاده علي تعميق التعاون مع مصر في جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، لافتا الي استعداد بولندا نقل خبرتها في الاصلاح المالي والاداري والاقتصادي لمصر. واضاف ان بلاده بدات مسيرة التحول الاقتصادي الي نظام السوق الحرة عام 1989 وخلال عدة سنوات استطاعت تحقيق نجاحات عديدة خاصة في مجال اللامركزية وتطبيق برنامج للتامين الصحي بجانب إصلاح أوضاع الموازنة العامة وهو ما ساعد علي تراجع معدلات التضخم بصورة كبيرة كما ارتفع معدل النمو وتضاعف الدخل القومي وهو ما انعكس علي مستويات معيشة المجتمع البولندي. وقال السفير البولندي إن أحد أهم أسباب نجاح بولندا في التغيير الاقتصادي هو حرص الحكومة على مشاركة ودعم المجتمع البولندي لجهود التطوير والتحديث وتحمل المواطنين تكاليف الإصلاح المالي والإداري نظرا لإيمانهم بضرورة تلك الخطوات من أجل بناء مستقبل أفضل للبلاد.