وصفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية دعم العراق للنظام السورى واستضافتها الزيارات الرسمية المتكررة من قبل نظام بشار الأسد مؤخرا فى بغداد، بأنها "انتكاسة محرجة" لإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأوضحت الصحيفة أن بغداد تستضيف حاليا وافدين تابعين لنظام بشار الأسد الوحشى الذى يقمع المدنيين فى سوريا، وتوقع معهم اتفاقيات توسيع العلاقات التجارية بين البلدين وتعرض عليهم تقديم الدعم السياسى لنظام بشار الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن مبادرات القادة العراقيين جاءت مواكبة لمساعى الولاياتالمتحدة كسب تأييد حلفائها المسلمين فى منطقة الشرق الأوسط فى إطار حملتها الرامية لعزل الديكتاتور السورى بشار الأسد، فى حين أن الدول العربية الأخرى قد خفضت من علاقاتها مع نظام الأسد بشكل كبير. ويبدو وكأن العراق تقدم مفتاح الدعم المعنوى والمالى للرئيس السورى الذى يتعرض حاليا لانتقادات لاذعة من معظم دول العالم، مما يقوض من سياسة الولاياتالمتحدة المركزية فى المنطقة ويثير مخاوف جديدة من أن بغداد تنحرف نحو التنافس مع واشنطن برغم التعهد الأمريكى بإعادة إعمار العراق. وكان رئيس الوزراء العراقى نور المالكى قد هاجم بقوة ضد تغيير النظام فى سوريا وأعلن رفضه التام دعوات الولاياتالمتحدة للزعيم السورى بالتنحى، مضيفا: "نعتقد أن سوريا ستكون قادرة على التغلب على أزمتها الحالية من خلال الإصلاحات". ولفتت الصحيفة إلى أن كلمات المالكى جاءت مرددة لخطاب الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى وقت سابق قائلا: "ينبغى على النظام السورى تنفيذ الاصلاحات اللازمة بنفسه". يذكر أن الإدارة الأمريكية كانت قد أشادت فى أغسطس الماضى بقرارات بعض دول الخليج مثل السعودية والكويت والبحرين استدعاء سفرائهم من دمشق جراء استخدام نظام الأسد للعنف والقمع تجاه الاحتجاجات المناهضة للحكومة، فضلا عن أن تركيا نددت مرارا بالعنف فى سوريا وأنشأت حملة مخيمات للاجئين من سوريا على الحدود التركية السورية واستضافت اجتماعات لجماعات المعارضة السورية فى أنقرة، ولكن يبدو وكأن بغداد تسير فى الاتجاه المعاكس تماما.