نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المعروف بتوجهاته الصهيونية مقالا تحدث فيه عن أن العراق هو الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا تزال تمثل طوق النجاة لنظام الأسد في سوريا. وقال المعهد إن السبيل الأمثل للقضاء على الأسد هو تضييق الخناق عليه في الرباط الاقتصادي والسياسي والأمني الذي يربطه بالعراق. فقد سحب الأتراك دعمهم لبشار استجابة للضغوط التي تتمثل في قمع الأسد الوحشي للمحتجين السوريين وتحول أصدقاء الأمس إلى أعداء اليوم بينما, لا يزال العراق على ولائه للنظام السوري حيث إن بينهما تجارة تزيد على ملياري دولار سنويا. وقد دعا نوري المالكي في مايو الماضي إلى الإصلاح في سوريا على أن يكون بتوجيه الأسد وظل صامتا عن المذابح التي ارتكبتها قوات الأسد. وفي الوقت الذي فتح فيه الأتراك حدودهم مع سوريا لاستقبال اللاجئين أغلق العراق حدوده ولم يسر على نهج الأتراك باستضافة المنشقين والمعارضة السورية. والحقيقة حسب معهد واشنطن أن إيران هي العامل الرئيسي وراء الموقف العراقي سيما بعد القصف الإيراني ضد متمردي حزب الحياة الحرة في كردستان شمال العراق مما يمثل نذيرا يهدد العراق فيما لو خالف العراق التفضيلات السياسية التي تتبعها طهران ومنها دعم الأسد. وقد أعلن مقتدى الصدر أنه يقف ضد الدعوة لتنحية الأسد عن طريق ما يسميه زعيم الشر أوباما وغيره. وقد نقل المعهد قول إحسان الشمري المحلل السياسي البغدادي حيث قال "إيران هي اللاعب الأساسي في العراق وهي التي تدعم الأسد وتدفع العراق إلى دعم الأسد وإلا تعرض العراق لتدخل مكثف في شئونه." ومن جانب آخر يخشى العراق على مصير مليون لاجئ عراقي في سوريا كما أن المالكي نفسه وطالباني كلاهما يشعر بالدين في عنقه لبشار لأنه آواهما أثناء فترة صدام حسين. والمشكلة الأكبر أن بوسع بشار الأسد إرسال إرهابيي القاعدة والبعث والكرد للعراق. وينصح المعهد صناع السياسة الأمريكيين بإبعاد العراق عن سوريا وتكثيف الضغط الاقتصادي على الأسد لخنقه وتنحيته.