توقعت صحيفة " تيليجراف " البريطانية اليوم السبت أن تقريرا سيصدر عن الحكومة البريطانية عن الحرب فى أفغانستان سيحذر من قيام حرب أهلية هناك أو استيلاء حركة طالبان مجددا على معاقلها السابقة مع انسحاب القوات المقاتلة التابعة لحلف شمال الأطلسى (الناتو) من البلاد بنهاية عام 2014. وقالت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم السبت - إن التقرير الذى يتم إعداده بتكليف من رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون سيناقش الوضع فى منطقة الباشتون الحدودية بين أفغانستان وباكستان والتى من المرجح أن تتحول إلى منطقة حكم ذاتى، وهو الأمر الذى قد يمثل مخاطرة أمنية للغرب خلال السنوات القادمة. وأوضحت أن المسئولين البريطانيين قد أكدوا على أن مثل هذه التقارير غالبا ما تعرض أسوأ التوقعات والسيناريوهات للموضوع محل الدراسة ، غير أن أكثر التوقعات إيجابية فى هذا التقرير ترى أن حكومة كابول الهشة تقع تحت تهديد المقاومة العنيفة. يذكر أن أمس الجمعة صادف الذكرى السنوية العاشرة للغزو الغربى لأفغانستان والذى أطاح بنظام طالبان فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 ، وتأتى هذه المناسبة وسط حالة من الشعور بالتشاؤم والندم فى الأوساط السياسية فى كل من كابول وواشنطن بحسب تعبير الصحيفة. وأشارت "تيليجراف" إلى إعتراف الرئيس الأفغانى حامد كرزاى بأن حكومته وقوات الناتو فى أفغانستان قد تعاملوا مع مهمة تعزيز الأمن فى أفغانستان بصورة سيئة ، ونقلت عنه قوله فى هذا الصدد " كان من واجبنا توفير مناخ أكثر أمنا للشعب الأفغانى ، وهو الأمر الذى فشل المجتمع الدولى والحكومة الأفغانية على حد سواء فى تحقيقه". فى المقابل ، نقلت الصحيفة عن القائد العسكرى السابق للقوات الأمريكية فى أفغانستان ستانلى ماكريستال قوله "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها قطعوا أكثر من نصف الطريق تجاه تحقيق أهدافهم من الحرب فى أفغانستان على الرغم من مليارات الدولارات التى أنفقت وآلاف الأرواح التى أزهقت ". وأضاف ماكريستال أن الحرب فى أفغانستان قد لاقت فى بدايتها حملة من "التهوين المخيف" لأبعادها ، موضحا أن الغرب لم يكن لديه المعلومات الكافية آنذاك وأنه مازال يجهل الكثير عن الوضع فى أفغانستان إلى الوقت الحاضر. وجدد ماكريستال - الذى تنحى عن منصبه العام الماضى بعد أن نشر له مقالا ينتقد فيه البيت الأبيض - نقده للغرب ، مشيرا إلى ما يعانيه من "الفهم السطحى للحاضر والتاريخ" فيما يخص الملف الأفغانى.