ينتمي الفنان أحمد عبدالوارث إلى جيل يعشق الفن إلى حد الهيام.. فهو دفعة الراحل نور الشريف وعفاف شعيب.. على رغم قلة عدد أعماله، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة إيجابية لدى الجمهور.. أرشيف أحمد عبدالوارث يضم العديد من الأعمال الجادة منها «رحلة المليون» و«بيت القاضى» و«زهرة الأسوار» في التلفزيون و«مأساة جميلة» و«ثمن الحرية» على خشبة المسرح.. عندما سيطر المنطق التجارى على الوسط الفني فضل أحمد عبدالوارث الابتعاد، لكن أخيراً قرر العودة من خلال الجزء السادس من «ليالى الحلمية». سألت أحمد عبدالوارث عن المغزى من ليالى الحلمية أجاب قائلاً: شيء رائع أن تكون عودتى من خلال ليالى الحلمية، هذا المسلسل الذي يعيش ويتمدد في وجدان الجمهور العربى، وهو من أهم الأعمال في الدراما المصرية.. وقد أراد مؤلفا العمل عمرو محمود ياسين وأيمن بهجت قمر إعادة الحياة إلى هذه الأعمال الجادة حتى تعود الدراما إلى القصص الاجتماعية الجذابة وتقترب من مشاكل وهموم الناس.. خصوصًا أن كثيراً من الأعمال الدرامية التي ظهرت أخيراً ابتعدت عن الواقع المصرى وبدت وكأنها تقليد لما يحدث في مجتمعات غربية. وما التطور الذى سوف يطرأ على شخصيتك في الجزء السادس؟ كما تعرف كنت أجسد في الأجزاء الماضية دور ضابط في جهاز أمن الدولة وأسكن بجوار «على البدرى» الذي كان يجسد دوره الراحل ممدوح عبدالعليم.. وفى الجزء الجديد أقدم دور لواء مسئول عن العلاقات العامة لوزير الداخلية وعندما قرأت الورق شعرت بسعادة لأن مستوى الكتابة رائع جداً. وبشأن الفترة التي يتناولها الجزء الجديد قال أحمد عبدالوارث: أجسد دور اللواء المسئول عن إدارة العلاقات العامة في مكتب وزير الداخلية أيام حكم مبارك.. وتمتد أحداث العمل لتشمل أحداث ثورة 25 يناير وفترة حكم الإخوان ثم ثورة يونية.. وأثق جداً في أن هذا العمل سوف يحقق نجاحاً كبيراً لأنه امتداد لعمل فني غني ولأنه يتناول أحداثاً مهمة عاشتها مصر خلال الخمس سنوات الأخيرة. وبخصوص الخوف من الفشل والمقارنة بالأجزاء القديمة، قال: إذا تملك الخوف من المبدع فلن يقدم أى شيء.. أرى أن هناك روحاً إيجابية، وأن كل فريق العمل لديه أمل في تقديم عمل متكامل، ولا أخاف المقارنة لأن لكل عمل ظروفه التي نشأ فيها ولكني متفائل لأن هناك حماساً ورغبة من كل فريق العمل في تقديم شيء مختلف وجديد. وبخصوص الغياب عن الساحة الفنية لفترة طويلة قال: سبب غيابى عن الساحة هو أنني لم أجد عملاً يناسبنى.. كنت أبحث عن عمل فني أري فيه نفسى.. وأنا مؤمن بأن الغياب أو الابتعاد أفضل من تقديم شيء لا يعجب الجمهور. وبشأن ما يتردد دائماً حول إهمال جيله قال أحمد عبدالوارث: بصراحة جيلى يعاني من الجحود.. عندما ظهرت وجدت الوسط الفني أشبه بحلقة متصلة كجيل يسلم جيلاً.. لكن الوضع تغير، وهناك من تآمر على جيلى، لذا خرجنا من دائرة الاهتمام وطالنا النسيان.. لكن يبقي الرهان دائماً علي العمل الأفضل الذى يفرض نفسه، لذا أنا متحمس للعمل في «ليالى الحلمية». وحول رأيه في حال السينما قال: السينما المصرية تمر بأزمة كبيرة ولا يستطيع أي شخص أن ينكر هذا الكلام في الماضى. كان معدل الإنتاج يصل إلي 70 فيلماً في السنة، لكن الآن لا تجد إلا خمسة أفلام، هذا على مستوي الكم.. لكنه على مستوي الكيف توجد مشكلة كبيرة أيضاً، حيث اختفت الأفلام الجادة التي تعتمد على الفكرة والحوار وظهرت الأفلام التجارية التي تعتمد على أغانى المهرجانات والرقص الشعبى.. صحيح هناك أفلام جادة تفرض نفسها لكنه قليلة بالمقارنة بالأفلام التجارية التي ظهرت مؤخراً. وبسؤاله عن أسباب تدهور السينما، قال أحمد عبدالوارث: أتصور أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب دور الدولة، في الماضى كانت الدولة تساند السينما من خلال مؤسسات عديدة مثل الهيئة العامة للسينما وجهاز السينما، لكن الآن لا يوجد أى دعم، لذا سيطر المنتج الفرد علي السوق وراح يتحكم في المزاج العام، ولذا تراجع مؤشر الأعمال الجادة لدرجة أننا لا نجد فيلماً صالحاً للمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائى.. أرجو أن ينتبه المسئولون إلي قيمة الفن لأنه القوة الناعمة التي تستطيع من خلالها التغيير والتأثير في الناس. وبخصوص حال الدراما، قال: لا خلاف أن مسئولي التكنيك في الأعمال الدرامية الحديثة جيد جداً، لكن هناك تدهوراً في مستوي الحوار والذي أصبح أكثر فجاجة.. علي صناع الدراما الانتباه إلي شىء مهم جداً وهو أن الفن ليس نقل أمين للواقع، ولكنه تجميل للواقع. وبشأن ما تردد عن اتجاهه للبيزنس وابتعاده عن الفن قال: فشلت في البيزنس، فكرت في تجارة الأراضى وأعمال البناء ولكني لم أنجح وباءت محاولاتى بالفشل وأدركت أنني لا أصلح سوى فنان فقط. وحول المشهد السياسي قال أحمد عبدالوارث: متفائل بأداء الرئيس عبدالفتاح السيسي هو رجل وطنى ولديه طموحات وأحلام.. ودورنا كشعب أن نسانده ونبتعد عن الأفكار الهدامة.. مصر في حالة حرب من الداخل والخارج.. ولا ننسى أن مصر هي البلد العربى الوحيد المتماسك وهذا يبدو مزعجاً للغرب.. لكن بإذن الله سوف تعبر محنة التعبير وننطلق لمستقبل أفضل. وعن موعد عرض فيلمه «المشخصاتى» الذي يعود به بعد غياب 10 سنوات بعد فيلم «وش إجرام» مع هنيدى، قال عبدالوارث: العرض خلال أسبوع وأقدم شخصية «بديع» مرشد الإخوان ويكشف الفيلم بشكل ساخر عن أسلوبهم في حكم مصر، وشارك فيه تامر عبدالمنعم ويوسف شعبان وسمير غانم، وإخراج محمد أبوسيف.