أعلن وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل ان الجنديين الإسرائيليين اللذين اعتقلهما حزب الله في صيف 2006 وشنت إسرائيل حربا استمرت 34 يوما على لبنان من أجل تحريرهما قتلا في غارة إسرائيلية. وكان مقاتلو حزب الله اعتقلوا الجنديين في هجوم عبر الحدود في 12 يوليو من عام 2006 بهدف مبادلتهما بأسرى لبنانيين وعرب محتجزين في إسرائيل. وردت إسرائيل بشن حرب سعيا للإفراج عنهما ونزع سلاح حزب الله. ولم تحقق اسرائيل أهدافها واضطرت لعقد صفقة مع حزب الله في عام 2008 لتبادل الجنديين الداد ريجيف وايهود جولدفاسر مع خمسة سجناء لبنانيين من بينهم سمير القنطار الذي كان يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بسبب هجوم وقع عام 1979 والذي وصفه مسئولون اسرائيليون من قبل بأنه "ورقة مساومة" لإعادة ملاح جوي اسرائيلي مفقود منذ عام 1986. ووصف حزب الله في حينها عملية التبادل بأنها انتصار في حين وصفها الكثير من الاسرائيليين بأنها ضرورة مؤلمة. وقال وزير الصحة وهو أيضا معاون بارز لرئيس البرلمان نبيه بري الحليف الوثيق لحزب الله في مذكرات نشرتها جريدة السفير اللبنانية اليوم الاربعاء إن بري عقد اجتماعا مع الحاج حسين الخليل المعاون السياسي لأمين عام حزب الله حسن نصر الله في الثالث من اغسطس 2006 لتقييم التطورات وأبلغه الخليل بأن الجنديين لقيا حتفهما جراء غارة اسرائيلية. ونقل وزير الصحة عن الخليل "هناك موضوع آخر لا يعرفه إلا عدد محدود جدا من الاخوة المعنيين مباشرة ولن يعرفه أحد لاحقا سوانا. لقد أدى القصف الاسرائيلي خلال الايام الماضية الى مقتل الاسيرين الاسرائيليين جراء غارة على أحد الاماكن". وأضاف الخليل "لقد كان الاخوة حذرين جدا ومتنبهين لكي لا يحصل هذا لكن توسيع عمليات القصف واستخدام صواريخ كبيرة وعدم تحييد أي مكان أدى الى هذا الامر. إن الشباب عملوا بكل طاقاتهم تحت الخطر من أجل أن يحافظوا على الجثتين وينقلوهما". ومضى يقول: "انها المفارقة.. اسرائيل تقتل أسيريها التي أعلنت الحرب لأجلهما. من جهتنا كمقاومة سنكمل معركة التفاوض وكأن شيئا لم يحصل". وقال وزير الصحة في مقدمة مذكراته التي جاءت تحت عنوان: "علي حسن خليل يكشف أحد أكبر أسرار حرب يوليو 2006 ، اسرائيل تقتل جندييها والمقاومة تكمل التفاوض" ان "خمس سنوات تدارى فيها السر تحت خمسين الف بئر عميقة ولذلك فإنه اليوم سيشاع وسيخرج من طابعه الذي حمل عنوان "سري للغاية" والغاية هنا أن صدقية ما ننشر تحتم علينا إخراج الاوراق ولو من مياه بئر". وأضاف "بالتاريخ اليوم والساعة التي لن نعطيها لعدونا أقدمت اسرائيل على هستيريا غارات بلا تحديد الاهداف فكانت هي الهدف الذي أخفته عن الرأي العام طيلة سنوات ما بعد الحرب". وقال وزير الصحة لرويترز ردا على سؤال عن توقيت نشر المذكرات الآن "هي وقائع حصلت نعرضها كما هي في سياق قراءة تاريخية".