حياة دبلوماسية مليئة بالأحداث والأسرار والحكايات والتفاصيل التى لا يعرفها سوي من عاصروها من قادة وزعماء وسياسيين فى العديد من البلدان سردها السفير عبد الرؤوف الريدي. في كتابه "رحلة العمر .. مصر وأمريكا معارك الحرب والسلام". يحاول الكتاب الصادر عن نهضة مصر تسجيل هذه الحياة الحافلة المحملة بتجارب التاريخ وخبرة السنوات . وأوضح الريدي - في المقدمة - أن الكتاب يحتوى على تفاصيل كثيرة ورؤى مختلفة من قلب العاصمة الأمريكيةواشنطن سواء على مستوى الإدارة أو على مستوى الكونجرس، والدور الكاسح للإعلام وقوى الضغط التى تحكم وتؤثر فى صناع القرار . ويمر سفير مصر السابق على محطاته الدبلوماسية منذ أوائل الثمانينيات حيث شغل منصب سفير مصر في باكستان، ليشهد بداية الأزمة الأفغانية. ثم منصب المندوب الدائم لمصر لدى الأممالمتحدة في جنيف، قبل أن يشغل منصب سفير مصر في واشنطن لثمانية أعوام (1984-1992) . ذاكرة بحجم التاريخ يفتح "الريدي" ألبوم الذكريات ليقترب بنا من خطواته الأولى في عالم السياسة، حيث كان عضوا في بعثة مصر لدى الأممالمتحدة بنيويورك في منتصف الخمسينيات، فانفتح أمامه عالم جديد، وشاهد المنظمة الدولية في أزهى عصورها وهي تتعامل مع أزمة تأمين قناة السويس والعدوان الثلاثي، ودورها في إرغام الدول الثلاث المعتدية: إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، على الانسحاب من مصر. ويتطرق للمرحلة التي كان فيها الريدي ضمن وفد مصر المصاحب للرئيس عبدالناصر إلى مؤتمر "قمة الدول غير المنحازة"، عندما كانت حركة عدم الانحياز تمثل ضمير العالم، ثم عمل مع وزراء خارجية مصر في الستينيات والسبعينيات أثناء حربي 1967 و1973، وشارك في دبلوماسية السلام، وأيضا وفد مصر الذي صاحب الرئيس السادات إلى مؤتمر "كامب دافيد" عام 1978 .