"رحلة العمر .. مصر وأمريكا معارك الحرب والسلام" .. عنوان كتاب مدعم بالحقائق والصور النادرة، سجل فيه السفير عبد الرؤوف الريدي شهادة للتاريخ تتضمن رصده لمشوار حياة دبلوماسية مليئة بالأحداث والأسرار والحكايات والتفاصيل التي لا يعرفها سوي من عاصروها من قادة وزعماء ودبلوماسيين في العديد من البلدان التي تنقل بينها السفير الريدي، كمحطات تاريخية ليتعرَف عليها أبناء مصر وهم يبحثون عن طريقهم إلي المستقبل . حاول السفير الريدي رصد تفاصيل وأحداث اختلطت بمشاعر إنسانية شخصية كمحاولة لتسجيل التطورات عبر الأيام والأعوام من العمل الدبلوماسي والمسيرة الوطنية والرؤية الشخصية التي تطورت بتطور هذه الوقائع التاريخية الثرية التي شكلت تاريخ الشعوب التي ارتبطت بها . ويروي السفير عبد الرؤوف الريدي تفاصيل كثيرة ورؤي مختلفة من قلب العاصمة الأمريكيةواشنطن عندما تعرف علي الساحة الأمريكية بتفاعلاتها؛ سواء علي مستوي الإدارة أو علي مستوي الكونجرس، والدور الكاسح للإعلام وقوي الضغط التي تحكم وتؤثر في صناع القرار. وحاول أيضا في كتابه إلقاء الضوء علي بداية اهتماماته السياسية بعد دراسته الجامعية إلي الالتحاق بعالم الدبلوماسية، عندما أصبح عضوا في بعثة مصر لدي الأممالمتحدة بنيويورك في منتصف الخمسينيات، فانفتح أمامه عالم جديد، وشاهد المنظمة الدولية في أزهي عصورها وهي تتعامل مع أزمة السويس والعدوان الثلاثي ودورها في إرغام الدول الثلاث المعتدية (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل) علي الانسحاب من مصر . ويتطرق الكتاب للمرحلة التي كان فيها الريدي ضمن وفد مصر المصاحب للرئيس عبدالناصر إلي مؤتمر قمة الدول غير المنحازة، عندما كانت حركة عدم الانحياز تمثل ضمير العالم، ثم عمل مع وزراء خارجية مصر في الستينيات والسبعينيات أثناء حربي 1967 و1973 وشارك في دبلوماسية السلام، كما كان ضمن وفد مصر الذي صاحب الرئيس السادات إلي مؤتمر كامب دافيد عام 1978. ويسجل السفير الريدي من خلال الكتاب محطاته منذ أن شغل في أوائل الثمانينيات منصب سفير مصر في باكستان، وهناك شهد بداية الأزمة الأفغانية، ثم منصب المندوب الدائم لمصر لدي الأممالمتحدة في جنيف، ثم اختاره الرئيس مبارك ليكون سفيرا لمصر في واشنطن حيث بقي لثمانية أعوام (1984-1992) في فترة مليئة بالأحداث، تعاقب فيها علي البيت الأبيض كل من الرئيس ريجان والرئيس بوش الأب.