دعت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر المسلمين فى مصر لاستغلال الجانب الإيجابي، و" حالة " المودة والحب والرفق التى ظهرت فى الأسبوع الماضى بين شعب مصر عامة، وإضفاء صفة الديمومة على هذه الحالة حتى يبقي مسلمو ومسيحيو مصر أسرة واحدة. وشددت نصير خلال حديثها أمس السبت فى برنامج " ساعة مع شريف " الذى يذاع على قناة المحور، على أهمية اليقظة والانتباه لما يحاك ضد الوطن، ويستهدف كل أبنائه بصرف النظر عن ديانتهم. ومن ناحية أخرى دعت أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية مسيحيي مصر إلى الاستفادة من المحنة لما هو أبعد من الشعور بالألم والحزن، فالأمر أكبر من مطالب مشروعة تتمثل فى عدالة اجتماعية، يحتاجها كل المصريين، قالت: " هذه المطالب لا تساوى الانفجار الشعبى الذى حدث " . وأوضحت نصير أنها تؤمن بمصرية كل مواطن بصرف النظرعن ديانته، وأنه لا يوجد فرق بين مواطن وآخر إلا بحسب اجتهاده، وعمله، فالجميع أهل لهذا البلد، مذكرة بحديث الإمام على رضي الله عنه لعمرو بن العاص عند فتحه لمصر، قائلا:" ستجد فى مصر أخاً لك فى الإنسانية، وأخاً لك فى الدين فارعهما "، موضحة أن الإسلام لا يفرق بين أحد فى المعاملة وإنما يدعو إلى رعاية غير المسلمين، مشيرة إلى حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه حينما أوصي بأهل مصر قائلاً: " استوصوا بأهل مصر خيراً ، فلنا فيها صهرا ونسباً" . ووجهت نصير نداءً لجميع المصريين لغلق الباب أمام المترصدين الذين يتمنون وقيعة تهز أمن واستقرار مصر، مؤكدة أنها تثق بقدرة شعب مصر على تدارك المحنة، قالت: " أتمنى أن تخرج من رحم هذه المحنة رحمة لكل المصريين". وأبدت نصير استياءها من أئمة المساجد الذين يدعون فى خطبتهم على اليهود والمسيحيين، واصفة ذلك ب " العار"، وموضحة فى الوقت نفسه أن مثل هذه التصرفات تدفع الآخر إلى الفهم الخاطئ عن الإسلام، واتخاذ موقف عدائي بدون داع، مشيرة إلى أن الإسلام أمرنا بالموعظة الحسنة والمجادلة بالعقل والأدلة.