شهد شهر فبراير على مدار العصور الكثير من الكوارث، التى تكررت بشكل غريب، وبالرغم من عدم وجود رابط بين هذه الكوارث، إلا أن الجميع ينتهي بنهايات مأساوية ونتائج مفجعه. ونظرا لما يحتويه هذا الشهر على العديد من مظاهر تقبح أيامه، أطلق عليه البعض فبراير الأسود أو فأراير. ولعل شهر فبراير علي مدار الخمس سنوات الأخيرة سجل عدد من الحوداث المآساوية سجل عدد من الحوداث المأساوية التى أدمت قلوب المصريين ، وأرتبط معظمها بيومى 1 و2 فبراير ؟ "الجمل والحصان" ابطال موقعة الجمل هرج ومرج بالميدان، جمال وبغال خيول هنا وهناك، سقوط جزء من الشعب في أيدي بلطجية للانقضاض على المتظاهرين لإرغامهم على إخلاء الميدان عقب الخطاب العاطفي للمخلوع حسني مبارك.. هذه هي المظاهر الأولية ل "موقعة الجمل" في 2فبراير 2011. وبينما كان قطاع ليس بالقليل من الشعب المصري يتجه للتعاطف مع مبارك، جاء الهجوم بالجمال والبغال والخيول على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير، ليزيد من تمسك الشباب بإستكمال ثورتهم. ومع منتصف يوم 2 فبراير، اعتلى مجهولون أسطح البنايات القريبة من ميدان عبد المنعم رياض، وبدأوا في قذف المعتصمين بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، ومع إنسحاب الشرطة من الميدان، كان دور الجيش محايد جدا فلم يتدخل في أي عراك تحت شعار "هؤلاء مصريون وهؤلاء مصريون". وعند صباح اليوم التالي، بدأ هجوم جديد من أكثر من مدخل، وأكثره شراسة، حيث تمثل الهجوم في سيارات تمر بمحيط الميدان أطلق أشخاص يستقلونها النار عشوائيا من أسلحة آلية، مما أدى إلى سقوط 11 قتيلاً و2000 جريح على الأقل. وفي نهاية المعركة التي انتهت بإنتصار كاسح لمعتصمي ميدان التحرير, بدأ الفريق الأخر بالتراجع, وبدأ يتناقص في العدد، ومن ثم بدأ معتصمي الميدان بتنظيفه والعمل على إرجاع الثورة لمسارها الصحيح وهو "إسقاط النظام". مذبحة بورسعيد 2012 وتوالت أحداث فبراير الأسود على مصر ليسجل مره أخرى خسارة فادحة للمصريين فلم تكن مذبحة بورسعيد مجرد حادثة فقدت فيها مصر العديد من أبنائها بل كانت بمثابة صدمة حضارية لم تتعرض لها مصر من قبل. فلقد هزت الحادثة عرش الاعلام فى مصر ودفعتها للعديد من التساؤلات حيث أسفرت المجزرة التى وقعت بإستاد بورسعيد خلال مباراة الأهلى والمصرى عن 74 شهيدًا وأكثر من 200 مُصاب. لم تكن الصدمة الكبرى لمصر فقط خسارتها لعديد من أبنائها بل صدمتها فى ما وصل إلية الجماهير من حالة تعصب. الأمر الذى فجر فى عقول الكثيرين مئات الأسئلة عن أسباب الحادثة وملابساتها، فقد أتسمت مباراة النادي الأهلي، والنادي المصري البورسعيدي منذ بدايتها بالمنافسة الحاميه، التى غلُب عليها طابع الحماس والندّية بين الفريقين ولا سيما الجماهير المُشجعة. حتى ظهرت بوادر الكارثة، حينما قام عدد من جماهير النادي المصري باقتحام أرض الملعب، أثناء عملية الإحماء للاعبي الأهلي فى محاولة منهم لاستفزاز الفريق المُنافس لهم وإثارة غضبة . وبمجرد أن أطلق حكم المباراة صافرة النهاية، حتى بدأت المجزرة، فقام عدد من الجماهير الذين أتوا من جانب صفوف النادى المصري بالعصي والأسلحة البيضاء، وقاموا بالاعتداء على لاعبي النادي الأهلي الذين استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم، ولكن استمرت الاعتداءات بين جمهور الفريقين. الدفاع الجوي وممر الموت "كان نفسه الليالي تعود وبيحلم بالكورفاسود، نفسه يشجع نفسه يبدع صوته يروح ويعدي حدود، تلك هي النغمات التي غناها ال "وايت نايتس" توثيق لكارثة "استاد الدفاع الجوي"، التي راح ضحيتها 20قتيلا نتيجة اشتباكات بين قوات الأمن ومشجعين نادي الزمالك، قبل مباراة إنبي والزمالك بالدوري العام لكرة القدم، بحجه عدم شرائهم تذاكر المباراة. ففي الثامن من فبراير 2015، وعبر الأسوار .. من داخل فندق الدفاع الجوي.. آلاف الجماهير تقف أمام ممر الموت تنتظر أن يفتح الأمن أبواب الاستاد للدخول لمؤازرة فريقها. فقفص الرعب، الذي صُمم بشكل غريب قبل المباراة بيوم واحد، وبعد وعد رئيس نادي الزمالك للجمهور بوجود مفاجئة كبيرة خلال المباراة، وأمام تلك الآلاف المؤلفة التي أصبحت مُجبرة على الدخول من هذا المدخل، يرفض الأمن فتح الأبواب والسماح للجمهور بالدخول. "افتح بنموت" لم تكن مقولة فحسب لكنها كانت "فعل"، فالتزاحم الشديد والضغط على القفص الشائك كانت نتيجته سقوط القفص على الجماهير، فلم تكتفى قوات الشرطة بهذا ولكن مع التدافع القوي للآلاف الموجودة أطلقت القوات أعيرة الغاز المسيل للدموع، فسقطت إغماءات واحدة تلو الأخرى بعد اصابتهم بالاختناق من الغاز، والدهس على بعضهم البعض من شدة الذعر. وجاء في التقرير الذي تسلمه المستشار محمد عبد الشافي المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة، أن جميع حالات الوفاة وقعت نتيجة التدافع الشديد بين المشجعين والذي تسبب في حدوث كدمات وسحجات في الصدر والرئتين وترتب عليها فشل في حركة التنفس ومن ثم الوفاة، نافيا ما تردد حول ما إذا كان سقوط ضحايا نتيجة طلقات نارية. وكان هذا موسم الدوري الأول الذي سمح فيه لمشجعين بحضور المباريات منذ وقعت مجزرة بورسعيد عام 2012 وأودت بحياة 74 شخصا. تفجيرات المهندسين وفي 26 فبراير 2015 استيقظت صر على عدة انفجارات في منطقة واحده، حيث أطلق عليها انفجارات المهندسين التى استهدفت شركات المحمول. فقد انفجرت عبوتان ناسفتان بفرع شركة "فودافون" بشارع جامعة الدول وفرع شركة اتصالات بشارع عرابى بمنطقة المهندسين، مما أدى إلى تحطيم واجهة المحلين ووقوع انفجار آخر بإحدى شركات الاتصالات. وأنفجرت عبوة أخرى بفرع فودافون بشارع السودان، وأصيب شخص خلال الانفجار، وانتقلت سيارة إسعاف إلى المكان لنقل المصاب إلى المستشفى فى ظل تواجد أمنى مكثف بمحيط الانفجار. بالإضافة انفجار اخر وقع بإحدى شركات الاتصالات بمنطقة أرض اللواء، لاسيما أنفجار أخر بشارع الوحدة بإمبابة، قتل أحد المدنيين وإصابة 2 آخرون، ليكون هذا اليوم، من أكثر الايام إلام لشعب مصر. عبارة السلام كان غرق عبارة السلام بمثابة مأساة إنسانية لم تستفق مصر من أثر جرحها العميق التى تسببت به الحادثة لها إلا بعد سنوات ،حيث تناقلت وسائل الإعلام خبر غرق عبارة السلام على استحياء دون أن يعلم أحد ما حدث بالفعل. وتواردت الأقاويل ان حادثة الغرق وقعت بعد تحرك العبارة في الثامنة مساءً من ميناء ضبا السعودى لتأخذ طريقها إلى ميناء سفاجا، وبعد ساعة ونصف من مغادرتها ضبا، فوجئ ركابها بنيران تشتعل من أسفل غرفة محركات العبارة. مرّت الساعات دون أن يهدأ الحريق فاقترح ربّان السفينة أن يتم إخماد النار بخراطيم المياه بسبب عدم وجود وسائل إطفاء فى العبارة، وتم استخدام مضخات سحب لمياه البحر إلى داخل السفينة . وكانت مضخات سحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل مما أدى إلى اختلال توازن السفينة وغرقها، وبعد دقائق بدأت السفينة تتمايل في سرعة فائقة حتى وصلت إلى 20 درجة. كان ذلك وفقا لما تم الحصول عليه من الصناديق السوداء للسفينة والتى قامت بالتسجيلات الأخيرة لما دار داخل السفينة قبل غرقها مباشرة، ولم تجد العبارة مصيرًا تواجهه سوى الغرق بعد أن وصلت لمرحلة الاتزان الخطر. ليسجل شهر فبراير بهذه الكارثة تاريخه الأسود فى حياة المصريين وكأنة بداية لفتح كتاب الموت عليهم ، وفى محاولة بائسة لإنقاذ الغارقين جاءت القوارب المطاطية لمساعدة الرُكاب ، وبدلاً من أن تُنقذهم شاركت فى إغراقهم فى المياه، لأن زجاجات الغاز التى كانت تعمل بها القوارب كانت فارغة. وفى النهاية لم يتبق أمام الرُكاب سوى وسيلة إنقاذ واحدة، وهى العبارة سانت كاترين، والتى أبحرت بعد عبارة السلام، وتمكنت كاترين من إنقاذ بعض الركاب. بالإضافة إلى 4 فرق مصرية قامت بعمليات البحث والإنقاذ وانتشال الضحايا، بمساعدة إحدى السفن الحربية البريطانية، ولكن بعد أن مات الكثيرون ايضًا بعد الانتظار فى مياه البحر الباردة لمدة 8 ساعات. وكانت هناك تقارير عن قيام قبطان بنجالى بإنقاذ 33 من الركاب، وقد أنقذت القوات السعودية 44 مواطنا سعوديا و113 مصريا، فيما راح ضحية الحادث أكثر من 1000 مصري.