"سفينة الصحراء".. حيوان اشتهر بصبره وجلده وتحمله الجوع والعطش لأيام طويلة، استخدمه العرب قديما في نقل القوافل والبضائع، وتم توظيفه في المعارك الحربية كبديل للمدرعات اليوم، وبالرغم من التطور التكنولوجي الذي وصلنا إليه خلال الفترة الأخيره من العصور الحديثة إلا أنه لعب دوره في ثورة "يناير" فيما عرفت باسم "موقعة الجمل". نسرد بعض المعارك التي دخلت فيها "الجمال" ميادين الحروب وكانت جزءًا منها حتي لقب بعضها بإسم الجمال، وأول استخدام للجمال تمثلت في استغلال العرب في صراعهم ضد الآشوريين، كما استعمله الفرس في غزواتهم على القوافل، وشارك الجمل في كتيبة الجنرال بونبارت أثناء دخوله مصر، وكذلك في جيش ملكة بريطانيا أثناء غزوها للهند. واستعمل المسلمون الجمال منذ فجر الإسلام في فتوحاتهم وبالذات في حروبهم ضد الدولة الساسانية، حيث ركبوا الأقنعة المخيفة على رؤوس الجمال لإخافة أفيال الفرس، كما إستخدمها لورنس العرب خلال الحرب العالمية الاولي. وعرفت الجِمال أنها كانت الأداة الأساسية في الحروب التي دارت في الصحاري، خاصة في إفريقيا وأمريكا الشمالية، نظرًا لأنها تتحمّل الظروف الصحراوية القساية فضلًاعن أن أهم مايميز الجيش الذي يتحرك علي الجمال أن رائحتها تخيف أحصنة الجيش الآخر، استخدمها العرب كثيراً في حروبهم الداخلية وغزواتهم المتنوّعة. صراع بين العرب من أجل ناقة تسمى"البسوس" وقعت بين القبائل العربية قبل الإسلام حرب استمرت أربعين عاما تقريبًا سميت "حرب البسوس" نسبة إلي ناقة البسوس، حيث يقال إن كليب بن ربيعة ًعندما كان يقود القبائل في حربه ضد قبائل اليمن وانتصر عليهم عرف بغيرته الشديدة، كما كان جساس بن مرة قويا كذلك، وكانت أخته الجليلة زوجة الملك تتباهى بهً. كانت قبيلة بكر تعيش تحت رحمة قبائل "تغلب" حيث كانت تتحكم بالماء وبالمراعي وكانوا لا يرعون إلا بموافقة الملك وما زاد الحرب شرارة هو أن البسوس كانت بنت منقذ تزور "جساس" إبن أختها وكانت معها ناقتها، عندما كانت الناقة ترعى إنطلقت وشربت من البئر بدون إذن الملك وعندما علم أنها منقبيلة بكر قتلها. أغضب هذا الأمر البسوس، وطلبت من جساس أن يثأر لمقتل الناقة فهي فرصة لإرجاع مكان قبيلة بكر و إنهاء إستبداد و ظلم حكم كليب. ولم يلبس إلا أن تربص جساس بكليب فقتله، واشتعلت الحرب لمقتل كليب، لتقوم قبيلة تغلب بمقاتلة قبيلة بكر لتثأر لمقتل ملكها كليب بن ربيعة، فقاد الحرب المهلهل بن ربيعة لينتقم لمقتل أخيه الملك كان الزير سالم شجاعاً مغواراً فنجح بثأر لمقتل أخيه، و القتال بين القبيلتين استمر أربعون عامًا "موقعة الجمل" أو موقعة البصرة وقعت تلك المعركة بالبصرة عام 36كانت بين علي بن أبي طالب والجيش وجيش الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل، وأطلق علي تلك المعركة إسم "معركة بالجمل" نسبة إلى ذلك الجمل. موقعة الجمل بميدان التحرير وعلي نهج العصور الوسطي، أعاد التاريخ نفسه، خلال ثورة 25يانير في 2 فبراير، وتفاجئ المتظاهرون في ميدان التحرير بهجوم بالجمال والبغال والخيول وهم يلوحون بالسيوف والعصي والسكاكين وقنابل الملوتوف، للانقضاض على المتظاهرين لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون، فسقط الكثيرون جرحى وبعضهم قتلى. وكان من بين المهاجمين مجرمون خطرون يطلق عليهم اسم البلطجية، وتجددت الاشتباكات مرة أخرى في اليوم التالي 3 فبراير بين البلطجية والمتظاهرين العزل مما أدى إلى سقوط بعض القتلى بالرصاص الحي ومئات الجرحى.