بالرغم من تناقص أعداد المصابين به في بعض الوقت، إلا أنه زاد في الآونة الأخيرة, ليثير من جديد خوف الناس منه.. إنه ناهش لحوم البشر "الجذام". وفي ذكري اليوم العالمي لمرض الجذام، تتزايد نسبة الصابة به- وفقًا لما ذكره الأطباء- مشددين علي ضرورة زيادة الوعي بالمرض وأعراضه. وفاء علم الدين، أخصائي الأمراض الجلدية, أوضحت أن مرض الجذام هو نوع من أنواع البكتيريا مثل بكتيريا "السل" من حيث التأثير علي الجلد, لافتة إلى أنه لا يجوز الخلط بينه وبين مرض البهاق الذي يعد مرضًا غير مُعْدٍ مثل الجذام الذي ينتقل مباشرًة عن طريق اللمس او العلاقة الجنسية. وأضافت أن مرض الجذام يبدأ بفقدان الإحساس بالأطراف حتي وإن لم يتغير لون الجسد، وقد يبدأ بظهور بقع جلدية ثم تطور لفقد الإحساس, مشددة علي ضرورة الاهتمام بجهاز المناعة لعدم التعرض للإصابة. وأشارت إلى أن معدلات المرض انخفضت لبعض الوقت، ولكن الآن تزايدت المعدلات بسبب الجهل والفقر, مطالبة المواطنين بضرورة التوجه لمراكز علاج المرض مباشرة بعد الإصابة بالمرض. وقالت هدى الشوربجي، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل، أن أعداد الإصابة بالمرض تناقصت على المستوى العالمي، لكنها تتزايد في مصر خاصةً في الآونة الأخيرة، حيث بدأ ظهور بعض الحالات المصابة والتي تجاهلت المرض حتي تآكلت أطرافها. وأعربت عن استيائها من الأشخاص الذين يستاؤن من هذا المرض ومن شكله, قائلة:" إنه قَدر مثل أي مرض لا ينبغي الإشمئزاز منه". وفسَّر عمرو شرف، أخصائي الأمراض الجلدية, سبب اشمئزاز الأفراد من هذا المرض؛ لكونه مرض ذات وصمة اجتماعية سيئة وهذه الوصمة لا تختفي، ويحتاج إلى فترة طويلة من العلاج لايحتمله إلا القليل. وأكد أنه في ذكري اليوم العالمي لمرض الجذام، يجب العمل علي التوعية بخطورة المرض وكيفية علاجه. "بدأ انخفاض نظرة خوف الناس لمرضي الجذام".. هكذا علق هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث السابق والأستاذ بقسم الأمراض الجلدية, على تزايد وعي المواطنين وثقافتهم عن المرض، لذا قلت حدة الخوف من التعامل مع المرضي المصابين. ولفت إلى أن أعداد الإصابة بالمرض تتناقص عالميًا نتيجة لتواجد العديد من المراكز المتخصصة لعلاج المرض بالإضافة لعملية الكشف المبكر والتي تحد كثيرًا من مضاعفاته المزمنة. وأشاد الناظر, بأهمية اليوم العالمي لهذا المرض حيث يتم فيه توعية المواطنين عن المرض وقلة خطورته, مشددًا على ضرورة تعاون المواطنين مع المرضى وتقليل النظرة السلبية إليهم.