أبوا أن يهجروا بلادهم رغم معاناتهم من الاحتلال، يسكنون داخل الخط الأخضر، ويحملون بطاقة هوية زرقاء "إسرائيلية"، لا تعني كونهم إسرائيليين، ولكن هم فلسطينيين يملكون انتماء صادق للوطن رغم فقدانهم الكثير من حقوقهم، إنهم عرب 48 . يشكك البعض في انتمائهم لأنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، ولكن هذا مغاير للحقيقة فهم المرابطون في المسجد الاقصى وهم من يدافعون عن القضية الفلسطينية من الداخل وهم من سالت دماءهم أيام نكبة 1948 ويشاركون في المظاهرات ويتحملون التمييز العنصري الذي تمارسه الدولة ضدهم هذه التسميات الشائعة في العالم العربي. ويشكل العرب في إسرائيل ثلاث مجموعات المجموعة الأولى وهم فلسطينيو 48 وهم الفلسطينيين الذين بقيوا في ارضهم في سنة 48 وأصبحوا مواطنين في الدولة العبرية منذ بداية تأسيسها وفلسطينيي ال 48 اي الفلسطينيين الذين بقيوا في سنة 48 هم فقط من يحصل على الجنسية الإسرائيلية خلافاً عن المواطنين العرب في القدس والجولان الذين لا يحصلون على الجنسية فقط يملكون اقامة دائمة. أما المجموعة الثانية من العرب في إسرائيل هم سكان مدينة القدس الذين تم ضمهم للدولة العبرية بعد سنة 67 وتم منحهم الإقامة الدائمة لكن بدون اعطائهم الجنسية الإسرائيلية وغالباً هم يمتلكون جوازات سفر أردنية. المجموعة الثالثة والأخيرة من المواطنين العرب في إسرائيل هم سكان الجولان وهم مجموعة صغيرة من السكان السوريين الذين بقيوا في الجولان بعد أن احتلت إسرائيل الجولان من سوريا وهؤلاء عرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية وكل حقوق المواطنة بمقابل ان يخدموا خدمة عسكرية وان يوالوا إسرائيل لكنهم رفضوا كل هذا ورفضوا الولاء لغير سوريا ورفضوا إلا أن يكونوا سوريين للابد. ويوجد مجموعة عرب لبنانيين نزحوا للأراضي الإسرائيلية أثناء الحرب الإسرائيلية اللبنانية وحصلوا أيضاً على إقامة دائمة في إسرائيل وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية يشار إلى المواطنيين العرب في إسرائيل بمصطلحي "عرب إسرائيل" أو "الوسط العربي"، كما يستخدم أحيانا مصطلح "الأقلية العربية". يقدّر عدد مواطني إسرائيل العرب والحائزين على مكانة "مقيم دائم" بما يقارب 1.413.500 نسمة بالإضافة إلى فلسطينيي ال 48 الذين يحصلون على الجنسية أيضاً، أي 19.87% من السكان الإسرائيليين وهم يقيمون في خمس مناطق رئيسية: الجليل، المثلث، الجولان، القدس وشمالي النقب، أما من بين المواطنين فقط فتكون نسبة المواطنين العرب حوالي 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين. حسب قانون المواطنة الإسرائيلي، حاز المواطنة كل من أقام داخل الخط الأخضر في 14 يوليو 1952، أي عندما أقر الكنيست الإسرائيلي القانون، ما أغلق الباب أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بيوتهم حتى هذا التاريخ، حيث يمنعهم من الدخول إلى دولة إسرائيل كمواطنين أو سكان محليين. وبلغ عدد العرب الحائزين على مواطنة إسرائيلية في 1952 نحو 167 ألف، من بينهم 156 ألف في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية عند انتهاء الحرب، والآخرين هم من سكان وادي عارة في المثلث الشمالي الذي سلمه الجيش الأردني لإسرائيل في إطار اتفاقية الهدنة. عملت الصهيونية على ترحيل أكبر مقدار من العرب من فلسطين إلى الدول العربية يساندها في ذلك الانتداب البريطاني، وتم الترحيل بالقوة في بعض الاماكن بوساطة ارتكاب مذابح بحق المدنيين فيما رحل الباقون لوحدهم خوفا من وصول المذابح الى بيوتهم وقراهم، ومع ذلك بقي في تخوم الدولة العبرية حوالي 160 ألف فلسطيني هم الذين يعرفون اليوم باسم عرب 48 لكن الغالبية منهم بقيت بفضل الوعي بضرورة التمسك بالوطن والاستعداد للموت في سبيل الحفاظ على الارض.