«علي باب المدينة» عنوان معرض الفن التشكيلي للفنان كريم النجار الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي بقصر ثقافة برج العرب بالإسكندرية، وبحضور كبار رجال الثقافة بالمحافظة، ولفيف من الفنانين والمثقفين بالإسكندرية، شهد المعرض إقبالاً شديداً من الجمهور عشاق فن «النجار» الذي قرر ولأول مرة أن يخصص المعرض بالكامل عن ذوي الاحتياجات الخاصة. وعبر جمهور المعرض عن إعجابه الشديد باللوحات الزيتية التي شرحت تفاصيل فكرة العلاقة بين الزمان والمكان في 35 لوحة زيتية من إبداع كريم النجار. وعن سبب اختيار «علي باب المدينة» عنواناً للمعرض قال «النجار»: أناقش من خلال لوحاتي العلاقة بين الزمان والمكان، خاصة بالنسبة لذوي الإعاقة الحركية الذين يستخدمون كراسي متحركة بالتحديد وهؤلاء تحدد حركتهم ويحتاجون إلي من يرافقهم ويساعدهم لأن ذوي الإعاقات الأخري يواجهون هذه المشكلة لكن المعاقين علي كرسي متحركة يدور الزمان من حولهم وهم في أماكنهم لا يتحركون بنفس سرعة الآخرين مما يجعل الحياة بالنسبة لهم بطيئة، فيتأخرون في كل شيء من مظاهر الحياة، العمل، التعليم، الزواج، العلاقات الاجتماعية، السكن، والفكرة هناك كيف يطور هؤلاء من أنفسهم بحيث ينكسر حاجز المكان ويساير سرعة الزمن. وأكد كريم النجار أنه وبعد مرور خمس سنوات علي ثورة 25 يناير نحاول رصد التغيرات التي طرأت علي أحوال المعاقين والتأثيرات المختلفة علي أحوالهم، ورغم كل ما تحقق لهم ودخولهم البرلمان لأول مرة، إلا أن المعاق مازال علي باب المدينة يحلم بالدخول عن طريق توفير الإتاحة اللازمة لقضاء مصالحهم في كل مكان والسير في الشوارع واستخدام الأسانسير، وتوفير الراحات وتهيئة السلالم في المصالح الحكومية والهيئات يريد المعاقون دخول المدن وعدم البقاء علي أبوابها، فهذا حق لي ولكل ذي إعاقة حتي لا تتعطل حياتنا، حتي لا نضطر لتأجيل كل تحركاتنا في انتظار المساعدة أو المرافق.. نريد أن نعيش حياتنا مثل كل الأشخاص ونرفض البقاء علي أبواب المدن لأنها غير متاحة لنا! وأكد كريم النجار أن تمثيل المعاقين في البرلمان ووجود ذوي الإعاقة تحت القبة ليس منتهي أحلام ذوي الاحتياجات الخاصة، فلابد من إصدار قوانين تراعي حقوقنا وتلزم الجهات المسئولة بعمل كل ما يلزم لتيسير تحركات ذوي الإعاقة ولابد أن يحصل كل ذي إعاقة علي حقه في التعليم والصحة والسكن وأن تكون الفرص متكافئة ومتاحة للجميع، فالتغيير الفعلي بعد الثورة لابد أن يحدث أثراً إيجابياً علي أحوال 15 مليون من ذوي الإعاقات المختلفة. من اللوحات التي لاقت إعجاباً شديداً عن جمهور المعرض لوحة «ذكريات»، وهي تمثل شخصاً يحلم بالانتقال من مكان إلي مكان داخل المدينة، وأن يعود لأصدقائه، ولوحة أخري تتساءل «متي تنتهي القيود»، والمقصود بالقيود هنا ليست الإعاقة في حد ذاته بل الأحزان لدي الكفيف والأصم والمعاق حركياً وغيرهم، هذه الأحزان بسبب الحواجز البيئية التي تواجه كل هؤلاء، التي تهدر فرص مقابلة أنماط عديدة في الحياة، وتنتصر لفكرة التعارف والالتحام بالآخرين في مقابل العزلة التي تفرضها الحواجز البيئية، خاصة علي مستخدمي الكراسي المتحركة. ويؤكد «النجار» أن الجميع يحلم بمستقبل أفضل علي أرض هذا الوطن.