وسط حالة من الاستقرار العام للبلاد بعد تحقيق مكتسبات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، واكتمال خارطة الطريق بالاستحقاق الثالث والأخير مجلس النواب وانعقاد أولى جلساته، يستعد البعض لإحياء الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير. ومن الدعاة لإحياء الذكرى، أعرب نشطاء موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" عن استعدادهم للنزول والمشاركة فى تظاهرات بزعم استيائهم من الوضع الحالي، في حين اعتبر متخصصو علم الاجتماع أنها ليست سوى مهاترات لا طائل منها. قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن مصر استطاعت دحر الارهاب والقضاء على الانفلات الأمنى الذى ظهر فى اعقاب ثورة يناير واسترجعت كيانها فى ظل تحديات تحاك بها من الداخل والخارج. وأشادت خضر، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، بتماسك الدولة المصرية واستكمال خارطة الطريق وتحقيق العديد من الإنجازات الاقتصادية و السياسية، لافتة إلى أن الدولة كانت عرضة للاغتيال والانهيار على يد جماعة الإخوان الإرهابية. ورداً على ما تواردته مواقع التواصل الاجتماعى، أوضحت سامية خضر أنها لا تستطيع رفض التظاهر السلمى باعتباره حق اصيل كفله الدستور المصرى للتعبير عن الرأى، مضيفة: "ولكن يجب أن نعى وندرك المخاطر التى تحيط بنا داخليا و خارجياً". وشددت "خضر" على ضرورة الكف عن التظاهرات، وخلق لغة حوار مجتمعى مع الشباب والعمل على احتوائهم واستغلال طاقاتهم، مشيرة إلى أن دول الغرب تستهدف تحول مصر الى عراق جديد وإسقاط الجيش المصرى. وتابعت "خضر" أنه من يدعى أن هناك شباب مصرى مهمش من أجل جذبهم لدعوات 25 يناير كاذب، مشيرة إلى أنه لأول مرة نشاهد تمثيل للشباب داخل أروقة مجلس النواب اليوم فى برلمان 2016. وأشارت "خضر" إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى لا تحتوى على نشطاء فيس بوك فقط ولكن هو مزيج لمجتمع الفاسد والعالم والصالح والطالح، واصفة دعوات النزول ل 25 يناير القادم بعدم الشعور بالمسئولية المجتمعية. وقالت نادية حليم، أستاذ علم الاجتماع، إن ما وصلت اليه البلاد يعد انجازا كبيرا البلاد كانت على حافة الهاوية ولولا تدخل الجيش لكنا نعانى حروب اهلية واستطعنا تحقيق انجازات كبير فى فترة وجيزة. واضافت "حليم" أن المجتمع أصبح لديه الوعى الكافى لمواجهة مثل تلك الدعوات وأنه لن يستجيب الشباب لمثل تلك الماهترات بعد ما تحقق لدى الدولة المصرية من اكتمال أركانها وكسب مكتسبات ثورة يناير و 30 يونيو المجيدة. بينما، قالت الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع جامعة المنوفية، إن هذه الدعوات لن تجنى أى ثمار يذكر لها خاصة فى هذا التوقيت وأن أغلب الشباب ليس لديه أي رغبة فى المشاركة فى الحياة السياسية بدليل تجاهل الملحوظ فى انتخابات مجلس الشعب السابقة. وأضافت "عز الدين" أن حالة الإحباط التى تسود قطاع كبير من الشباب، أصبحت كافية لرؤيتهم أى منشور أو تغريدة عبر التواصل الاجتماعى وتجاهلها، فهم يشعرون بأن مطالبهم مرة أخرى بثورة جديدة لا فائدة لها فى الوقت الحالى. وطالبت "عز الدين" وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمخاطبة الشباب وزيادة الوعي والحس الوطنى لديهم وعدم تهميشهم، لافتة إلى أنه حقق نصراً عظيما للبلاد ودفع الغالى والنفيس من أجل الحرية التى نعيشها الآن.