أنقسمت الأحزاب والقوي السياسية حول الاحتفال بعيد 25 يناير.. البعض يري ان الاحتفال يمكن ان يكون داخل مقارات الاحزاب والمنظمات المدنية والقاء المحاضرات حول أهمية ثورة يناير وأهدافها وأسباب قيامها ونتائجها والبعض الاخر يري أن من الضروري الاحتفال ولكن سوف يتم تأجيله الي ما بعد الحداد لأن ثورة 25 يناير حققت الكثير من الانجازات منها الوعي الكامل لجميع المصريين بالسياسة وانه اصبح شريكا رئيسيا في جميع القرارات وصنعها. وايضا تخلص الشعب من كابوس الاخوان الذين كانوا يتاجرون بالدين وطويت صفحتهم الي الابد. لكن الجميع اتفقوا علي ان تحقيق أهداف الثورة أهم من المهرجانات الاحتفالية. قال نبيل زكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع ان الاحزاب والقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني يمكن لها ان تحتفل داخل مقارها وليس في الشوارع والميادين.. وذلك احتراما للحداد العالمي لوفاة الملك عبدالله لانه ساعد مصر ووقف بجانبها كثيرا. اضاف نبيل زكي: لايوجد مانع من اقامة مؤتمرات ومحاضرات في هذا اليوم عن ثورة يناير.. كيف حدثت وما هي أهدافها وماذا حققت حتي الان؟ وهذا الفعل لن تعترض عليه الحكومة. واشار زكي الي أن أهم الانجازات التي حققتها ثورة يناير منذ بدايتها وحتي الان هو بلوغ وعي الشعب المصري الي قمته.. وانه اصبح شريكا كاملا في صنع القرار واصبح المصريون علي اختلاف فئاتهم متماسكين ومتحدين. ايضا هناك انجاز آخر وهو انه لاول مرة منذ 1928 سقطت الجماعة المتاجرة بالدين وافتضح أمرها وانها خائنة للوطن ومعادية للمواطن والشعب والوحدة الوطنية وانها علي استعداد لبيع البلد للاجانب والان طويت صفحتهم.. ونستطيع ان نقول انهم ولدوا في 1928 وتوفوا عام 2013 الي غير رجعة بعد ان سقطت كل الاقنعة التي حاولت ان تختفي الجماعة وراءها. وأكد شهاب وجيه المتحدث الرسمي لحزب المصريين الاحرار ان اعلان الحداد في مصر والعالم كله شئ بسيط مقابل ما فعله الملك عبدالله لمصر والعالم الاسلامي.. وان تأجيل الاحتفالات الخاصة بالشرطة و25 يناير هو أقل شئ نعبر به عن حزننا. ويري شهاب وجيه ان البديل للاحتفالات بمرور 4 سنوات علي ثورة 25 يناير هو العمل علي تحقيق أهدافها واهداف الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم لانجاح هذه الثورة وتحقيق غايتها وهذا لن يأتي الا من خلال وضع برامج سياسية لجميع الاحزاب والقوي السياسية لكي نقوم بتنفيذها وتحقيقها في البرلمان القادم. واوضح شهاب وجيه ان أهم المكتسبات التي حققها الشعب المصري من ثورة 25 يناير علي مدي السنوات الاربع الماضية هي معرفة المصريين بالسياسة وحقوقهم وتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية واصبحت تتغير الحياة الي الافضل ونحن الان مع بداية انعقاد البرلمان القادم نكون قد بدأنا تحقيق الاهداف. قال الدكتور محمد أبوالعلا رئيس الحزب الناصري ان الاحتفال بالذكري الرابعة لثورة يناير يتزامن مع وفاة ملك السعودية لذلك فالتأجيل كان مهما لحين الانتهاء من فترة الحداد التي اعلنتها مصر. اوضح ان انجازات ومكتسبات ثورة يناير تحقق منها نسبة 50% أهمها التغيير الذي دخل علي الشخصية المصرية في تحديد مصيرها وتنفيذ ايراداتها فالشعب المصري استطاع تغيير رئيسين عندما ادرك انهما غير مستحقين للمنصب. وعلي المستوي السياسي استطعنا انجاز دستور يهتم بجميع فئات وطبقات الشعب كما ان الانتخابات الرئاسية تمت بحرية وارادة وديمقراطية وحيادية. وعلي المستوي الامني استطاعت مؤسسات الدولة افشال مخططات تحطيم مصر ومواجهة الارهاب وخاصة في سيناء والذي قطعت فيه الدولة شوطا كبيرا للحفاظ علي تماسكها واحباط محاولة تقسيم الشرق الاوسط. اشار الي ان نسبة ال50% التي نريد تحقيقها مازالت قائمة فمازال لدينا استحقاق ثالث لاستكمال خارطة المستقبل وهي الانتخابات البرلمانية اضافة الي انه لاتوجد رؤية اقتصادية بما يضمن تحقيق مطالب الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وانتشار الفساد والذي يجب ان نضع رؤية واضحة ضمانا لمستقبل مصر ولاننسي ان تحركات رئيس الجمهورية اعادت لمصر دورها العربي والدولي كدولة محورية ويجب ان نسانده بالعمل وزيادة الانتاج والتواجد والتكاتف والالتفاف حوله حتي نري مصر كما نريد. اكد ان ثورة يناير بدأها الشباب ورغم محاولات سرقتها الا ان الشعب أعادها في الموجة الثورية في 30 يونيو ويجب ان نساند الشباب في محاولته لتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والقضاء علي الفساد. أكد المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة ان فكرة أي مظاهرات في ذكري ثورة 25 يناير مرفوضة لانها لا تمت للوطنية أو المسئولية بصلة وان الاحتفال سيكون بمقر الحزب وسيكون بندوات عن بداية الثورة وما وصلت اليه ويحضرها شباب وقيادات ورموز الحزب. ويري أحمد بهاء الدين شعبان رئيس الحزب الاشتراكي المصري أن أهم انجازات ثورة يناير والتي تحققت في الفترة الاخيرة هي استعادة مصر لمكانتها وعودة العلاقات الطبيعية مع معظم الدول وانفتاح مصر علي الشرق الحضاري متمثلا في روسيا والصين والبرازيل وعلي افريقيا. ويتابع : من أهم الانجازات ايضا توجيه ضربات عميقة للبنية الاساسية للجماعات الارهابية والمواجهة الحاسمة للعنف بجانب حدوث تقدم اقتصادي مشيرا الي أن العديد من مطالب الثورة لم تتحقق حتي الان في مقدمتها العدالة الاجتماعية وعدم الغاء قانون التظاهر والقصاص للشهداء ومحاربة الفساد. واضاف بهاء الدين ان الحزب لن يشارك في اي فعاليات في الميادين وسيقتصر احياؤه الذكري الرابعة للثورة علي تنظيم الندوات وهو ما يتماشي ايضا مع حالة الحداد التي نعيشها لفقدان الملك عبدالله. ويؤكد الدكتور احمد دراج القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير وعضو المكتب السياسي لتحالف 25/30 ان اهم انجاز لثورة 25 يناير هو الاطاحة بفكرة التوريث وفضح الاخوان وكشفهم للشارع في زمن قياسي ولكن لابد من الوقوف في وجه فلول نظام مبارك وعناصر الجماعة الارهابية. ويرفض دراج النزول للشارع في ذكري 25 يناير حتي لايستغل الاخوان الشباب في تحقيق مكاسب لهم واشعال الشارع موضحا ان مصر خسرت كثيرا بوفاة الملك عبدالله أحد أهم المساندين للعرب واكثر من وقف بجوار مصر اثناء ثورة يونيو. ويضيف : اعتقد ان الاحتفال ب 25 يناير لابد ان يقتصر علي الندوات والفاعليات داخل مقرات الاحزاب. ويشير الدكتور اكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الي ان ثورة يناير نجحت في انهاء حكم الفرد والذي ظل النموذج السياسي طوال عقود كما انها جعلت الشعب عنصرا اصيلا في المعادلة السياسية وبات لاعبا رئيسيا بعد ان كان بلا دور لعدة عقود ظل الحكم فيها مركزيا. ويتابع أن استكمال مؤسسات الدولة باجراء الانتخابات النيابية سيساهم في تحقيق مطالب الثورة التي لم تتحقق حتي الان والتي تحتاج لتشريعات تترجم نصوص الدستور التي تعكس طموحات وامال الشعب مشددا علي أهمية التواصل مع الشباب واستغلال طاقاتهم لبناء الوطن فهم مفجرو ثورتي يناير ويونيو.