«لم نقصد قتلها، خفنا من الفضيحة، لو أهلى عرفوا كانوا قتلونى» بهذه الكلمات بررت قاتلة حماتها بالاشتراك مع عشيقها جريمتهما، مضيفة، «والدى أجبرنى على الزواج من شخص لا أحبه، رغم علمه بوقوعى فى غرام ابن عمى». لم تتصور الفتاة الصغيرة أن تنتهى حياتها وتتحول إلى كابوس قبل أن تبدأ، وقعت فى حبائل الشيطان مرتين، الأولى بخيانتها لزوجها والثانية بارتكاب جريمة قتل لإخفاء معالم خيانتها. تذكرت «أ. أ»، سنوات قليلة مضت، رسمت فيها حلمها البسيط بالزواج من شخص تحبه، كان ابن عمها هو الحبيب المنشود، كبرا معاً بحكم القرابة، شهدت بلدتها الريفية بالفيوم تفاصيل قصة حبهما، ولكنها قصة ولدت ميتة بسبب رفض أهلها الاعتراف والتسليم به. «ا. ع»، عامل فقير، لا يفضله الآباء زوجا لبناتهم، قرر قبول أول عريس يتقدم رغم صغر سنها فهى لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها، بعد مرور اشهر معدودات، طرق بابهم من يطلبها للزواج، يكبرها ب15 سنة ويقيم فى القاهرة، لم يستغرق الأمر كثيراً مع الأب، طلب إتمام الزواج بأسرع وقت حتى يقضى على فكرة زواجها من حبيبها المرفوض نهائياً، أنهى العريس تجهيز شقته بأسرع وقت وتحدد موعد الزفاف، باتت ليلتها فى حزن شديد على فراق حبيبها، تقابلا معاً لوداع حلمهما فى الزواج والتعهد باستمرار مشاعرهما إلى الأبد. تركت بلدتها الريفية وانتقلت للعيش فى القاهرة مع زوجها وحماتها، مرت الأيام كالدهر، تكتسى لياليه ببرودة العواطف، الحزن ما زال يملأ أوقاتها، والقلب لم يشف بعد من جراح عميقة إصابته، اتصلت به على هاتفه وطلبت اللقاء، لبى النداء سريعاً وحضر إلى القاهرة حيث تقيم، انتظرت حتى خرج زوجها ووالدته إلى عملهما، وصفت له المكان وانتظرت قدومه، دقائق مرت كالدهر عليها، دق جرس الباب، فتحت بلهفة، دلف إلى الداخل، تشابكت ايديهما بعد فراق، واحتضنته بقوة تعويضاً عن الشهور الماضية، تصبب عرقه من الخوف، ماذا نفعل لو حضر زوجك، اخبرته بكل ثقة «اطمئن» لن يحضر قبل ساعات، خلال دقائق زين لهما الشيطان الفاحشة، ودنست فراش الزوجية باسم الحب، تكرر اللقاء بينهما كثيراً. فى أحد الأيام أحست «الحماة» بوعكة صحية قررت بسببها الاستئذان والانصراف مبكراً من عملها، دخلت شقتها حتى تنعم بقسط من الراحة، سمعت ضحكات وأصواتاً غريبة، لم تصدق أذنيها، ظنتها أوهاماً، تتبعت مصدر الصوت، وقادتها قدماها إلى غرفة نوم ابنها، فتحت الباب وكانت المفاجاة، وجدتها عارية بين أحضان العشيق ينهلان من الحب الحرام على فراش الزوجية، صمت رهيب خيم على المكان والذهول كان سيد الموقف، لحظات مرت تجمد فيها الجميع، تمالك نفسه واندفع نحوها لاغلاق فمها قبل أن تستفيق من صدمتها وتصرخ طلبا للنجدة، قاومت ولكن جسدها الضعيف لم يصمد امام ريعان شبابه، استسلمت له، ظل كاتماً أنفاسها حتى فقدت الوعى، أطرقا برأسيهما فى الأرض، ما العمل، كيف نواجه الفضيحة أمام عائلتنا؟ قررا الخلاص منها بأى ثمن حتى تتوارى فضيحتهما، أحضر سكيناً من المطبخ وقام بذبحها، ثم ألقيا جثتها فى المنور، وانصرف مسرعاً، جلست تترقب ما ستسفر عنه الأحداث، ساعات قليلة مرت كالدهر، وفجأة شق سكون الصمت صياح أحد السكان «الحاجة فوزية مقتوله فى المنور»، هرج ومرج انتاب سكان العقار، خرجت مسرعة تتعثر فى خطواتها حتى وقفت على رأس القتيلة، انتابتها حالة هياج وصراخ شديد، أتبعته بلطم على وجهها لإبعاد الشبهة عن نفسها، ولكن القدر كان له رأى آخر، فلابد للمخطئ أن ينال عقابه، ونجح رجال المباحث فى اكتشاف علاقتها بعشيقها وبمواجهتها بما أسفرت عنه التحريات انهارت وأقرت بتفاصيل جريمتها مع العشيق الهارب. تلقى اللواء خالد عبدالعال، مدير أمن القاهرة، إخطارًا من مستشفى السلام ثان، باستقباله «فوزية. ب»، عاملة نظافة بمستشفى السلام مذبوحة، وتم الوصول إلى شاهد رؤية ترزى، ومقيم فى العقار، قرر بأنه شاهد المجنى عليها ملقاة بمنور العقار فقام بنقلها إلى المستشفى إلا أنها توفيت. وأكدت تحريات اللواء عبدالعزيز خضر مدير المباحث الجنائية أن زوجة ابن المجنى عليها وراء ارتكاب الواقعة، وتم ضبطها وبعرضها على العميد أحمد الألفى، رئيس قطاع الشرق، اعترفت بارتكاب الجريمة، بالاشتراك مع ابن عمها وأرشدت عن السلاح الأبيض المستخدم فى الحادث، وتم ضبط العشيق، وبمواجهته بأقوال المتهمة، اعترف بقتل المجنى عليها خشية الفضيحة بدفن جثة الحماة ولكن هل ستدفن اللحظات الأليمة التى يعيشها الزوج حزنا على أمه وشرفه؟!.