تساءلت صحيفة "التليجراف" البريطانية، مستنكرة حول إمكانية سلاح الجو الملكي البريطاني ضرب مناطق لتنظيم "داعش" في سوريا، وعدم إمكانيتها من مساعدة آلاف الناس في المدن التي يحاصرها نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وحزب الله، حيث يشهران سلاح الجوع ضد "مضايا" و"الزبداني". وأوضحت الصحيفة أن هناك سيلا من الصور ومقاطع الفيديو توجد على مواقع التواصل الاجتماعي كأدلة دامغة، تصور مدى معاناة هؤلاء البشر في هذه المدن المنعزلة، مشيرة إلى تداول أخبار حول موافقة، الأسد، على السماح للأمم المتحدة بإيصال المساعدات. وأردفت أنه حتى لو وافق الأسد بالفعل، مازالت تكتيكات الحصار في العصور الوسطى التي يستخدمها الأسد أمرًا أساسيًا من استراتيجيته لسحق أعدائه، مضيفة أن الرئيس السوري حاصر مرارًا وتكرارًا المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وشهر عليها سلاح الجوع ليخضعوا له. وأفادت أنه في حال مرت هذه الأزمة عن المدينتين؛ مضايا والزبداني، من شبه المؤكد أن تتكرر هذه المحنة مرة أخرى في المستقبل، مشيرة إلى أنه عندما يحدث ذلك، سوف يكون الأطفال أولى الضحايا الذين سيواجهون ميتة بطيئة ومؤلمة. وقالت الصحيفة إن كل هذا يثير سؤالًا مهمًا؛ لماذا لا يقدم سلاح الجو الملكي البريطاني مساعدته، ويحاول إسقاط المواد الغذائية على مضايا والزبداني؟، فإذا كانت الطائرات البريطانية يمكنها إسقاط القنابل على سوريا، فلماذا لا تستطيع تقديم المساعدة؟، فعلى كل حال، فقد تمكَّن سلاح الجو الملكي البريطاني من تقديم إمدادات الطوارئ إلى جبل "سنجار" في شمال العراق، عندما كان محاصرًا من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي خلال عام 2014. ونقلت الصحيفة تصريح من مصدر في وزارة الدفاع، حيث فسرَ ل"تليجراف" سبب تقاعس سلاح الجو وقال:" إن جبل سنجار يقع في منطقة، حيث أرادت الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيًا في ذلك البلد، ذهابنا والقيام بشيء ما هناك، ولكن مضايا تختلف إلى حد ما؛ فالبيئة الجوية تختلف تمامًا عن وسط وجنوب سوريا، فضلًا عن وجود صواريخ أرض-جو، تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وبدء إنطلاق طائرات الحلفاء هناك قد يتحول لكارثة". واستنكرت الصحيفة البريطانية هذه التصريحات، واصفة إياها بأنها أعذار واهية من قبل الحكومة للتقاعس عن فعل شيء هناك، وما صرح به المصدر هو أحد الأسباب غير المقنعة على الإطلاق، قائلة لعل مصدر الدفاع البريطاني يجهل أن مضايا على بعد ستة أميال فقط من الحدود السورية الغربية مع لبنان، أي التحليق لمدة 40 ثانية فقط باستخدام طائرات النقل "هرقل"؛ فهل السلاح الجوي الملكي لا يمتلك القدرة على اختراق المجال الجوي المعادي في رحلة لا تتجاوز 80 ثانية؟! وذكرت الصحيفة أن القوة المزعومة للدفاعات الجوية السورية، فهي لا تتعدى إحدى الأساطير الأكثر تكرارًا خلال الأزمة، مشيرة إلى أنه بغض النظر عن حادث إسقاط الطائرة التركية المثير للجدل، لم تسقط أي طائرات في المجال الجوي السوري منذ عام 1973.