قال سياسيون ودبلوماسيون، إن التطورات الخطيرة التى طرأت على العلاقات السعودية الإيرانية سوف تؤثر بشكل كبير على المنطقة العربية وعلى مستقبل المفاوضات الرامية لإنهاء أزمة سورية واليمن. وأكد أن قطع العلاقات السعودية الإيرانية سوف تلحقها قطع لعلاقات بعض دول الخليج، الأمر الذى قد ينذر بعمليات إرهابية وعسكرية على خلفية التصعيد، بعد إعدام الإرهابى الشيعى نمر باقر النمر. وعلى خلفية الأزمة السعودية الإيرانية أعلنت كل من السودان والبحرين عن قطع علاقتهما مع إيران، وطرد سفيريها، رداً على التدخلات الإيرانية، فى شئون المملكة العربية السعودية. وقال الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأزمة الحالية بين المملكة العربية السعودية وبين إيران ستنعكس سلباً على مستقبل الدولة السورية والمفاوضات الجارية لإنهاء الصراع المسلح فى سوريا، ما قد يعمق الجرح السورى بشكل أكبر ويهدد بانفصال سوريا وتقسيمها. وأضاف اللاوندى، أن الاتحاد الأوروبى حذر أمس من التوتر الحالى بين السعودية وإيران وتأثيره على المفاوضات الرامية لإنهاء الازمة السورية بعد التقدم الأخير فى نتائج المباحثات حول سوريا الذى جرى فى العاصمة النمساوية «فيينا» بمشاركة السعودية وإيران. وحثَّ الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية، جميع الأطراف إلى التهدئة وعدم التصعيد حرصاً على مستقبل المنطقة التى عصفت به الصراعات بشكل يهدد الأمن والاستقرار الدولى. وأكد أن واشنطن هى من أشعلت فتيل الأزمة الحالية بين الأطراف فى الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووى الأخير بين الغرب وإيران واستخدامها لمصلطح السنة والشيعة واللعب على المذاهب الاسلامية لبث الفتنة والتفرقة بين الأمة الإسلامية لصالح إسرائيل. وقال السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق، إن قطع العلاقات وسحب البعثات الدبلوماسية بين السعودية وإيران مؤشر خطير على مستقبل الشرق الأوسط لأن الرياضوطهران لهما تأثير فاعل فى مفاوضات السلام الجارية بشأن اليمن وسوريا. وأوضح «خلاف» أنه فى الوقت الذى يسعى فيه العالم إلى رأب الصدع بين الأطراف المتصارعة فى الشرق الأوسط وتقارب وجهات النظر لاحتواء الأزمات وإنهاء الحروب التى خلفت مئات الألوف من القتل وشردت الملايين، نشاهد اشتعال حدة الصراع بين الأطراف التى من واجبها احتواء الأزمات للعبور بالمنطقة إلى الأمان. وأضاف مساعد وزير الخارجية السابق، أن السعودية وإيران أحرجتا مصر لأنه هى من تترأس المؤتمر الإسلامى حالياً، مطالباً الحكماء بالتدخل لتقليل حدة الصراع، لافتاً إلى أن قطع العلاقات الدبلوماسية خطأ كبير ويصعِّد من خطورة الأزمة. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت تدعو إلى تسويات خاصة فى سوريا واليمن، والآن بعد قطع علاقتها مع طهران قد تواجه تصعيداً عسكرياً وعمليات إرهابية ضد قواتها المشاركة فى حرب اليمن. وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، عضو مجلس النواب، إن التوتر فى العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، يؤكد خطورة الوضع الذى أصبح معقداً للغاية فى المنطقة. وحذر وزير الخارجية الأسبق، من أن يأخذ التصعيد الحالى بين البلدين منحنيات أخرى قد تتعرض فيها المنطقة لكوارث، خاصة فى ظل الصراعات الموجودة حالياً فى الشرق الأوسط وعلى رأسها أزمة سوريا واليمن، متوقعاً وجود دول من مصلحتها تعقيد الأمور فى الخليج. وأوضح محمد العرابي، أن إيران ستسعى للتصعيد بعدما هاجمت إعدام المملكة للقيادى الشيعى نمر باقر النمر، متوقعاً أن تتخذ دول التعاون الخليجى مواقف معادية لإيران، وتتضامن مع الرياض ضد طهران، فى الوقت الذى ستسعى فيه الثانية للتصعيد. وأكد الدكتور محمد سعيد إدريس، الخبير بالشئون الإيرانية، أن إيران ستسعى للرد على قرار قطع السعودية العلاقات معها بتظاهرات وتصعيد فى سوريا واليمن، كما ستسعى لإعاقة مؤتمر «فيينا» الهادف لحل الأزمة السورية، إلى جانب عرقلة إجراءات الانتخابات الرئاسية فى لبنان، وتصعيد الدعم للحوثيين فى اليمن. وأوضح رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية، أن هذا التصعيد بين البلدين لن يستمر كثيراً، متوقعاً أن تشارك دول كوسطاء لحل الأزمة بين البلدين، محذراً من أن يتم تصعيد معركة بين العرب السنة والشيعة فى المنطقة. وأضاف، الخبير بالشئون الإيرانية، أن إيران هى من تجاوزت وقادت التصعيد ضد المملكة العربية السعودية، حيث إنه ليس من حقها التدخل فى شئون المملكة وإدانة تنفيذ حكم على مواطن سعودى، وتعطى لنفسها حق الولاية على مواطنين سعوديين. وأضاف أدريس، أن تصرفات إيران طائفية لأن موقفها حسب ادعاءاتها أنه فى إطار حماية حقوق الإنسان غير حقيقى لكونه لم يشمل جميع المعدومين وموقفها كان بشأن القيادى الشيعى نمر النمر وهذا يعتبر تدخلاً سافراً فى الشأن السعودى من دولة خارجية.