تصاعدت حدة الخلاف السعودى الايرانى، على خلفية إعلان المملكة السعودية، بتنفيذها حكم الإعدام في 47 "إرهابيا"، ومن بينهم الشيعي نمر النمر، وتم اعدامهم لإتهامهم بالقيام بسلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة في الفترة من 2003 إلى 2006. واثار هذا الحكم غضب دولة إيران، واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانيةالرياض بدعمها للإرهاب وإعدام المناهضين له، وقام عدد كبير من الإيرانيين الذين ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني و عناصر الباسيج ، بالهجوم على القنصلية السعودية بطهران، وإلقاء الحجارة على مبنى القنصلية، والمحاولة لإنزال العلم السعودي. وأكد الدبلوماسيون في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن اعدام الرياض " لنمر النمر " ستؤدى الى زيادة توتر العلاقات بين البلدين، مطالبين جميع الدول بالتدخل لتخفيف حدة الصراع بينهما حتلى لايتصاعد الموقف ويؤدى الى نتائج غير مرضية لجميع الاطراف. قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن المملكة العربية السعودية لديها الحق فيما تتخذه من اجراءات رادعة لمواجهة التطرف والارهاب، مشيرا الى ان احكام القضاء تمثل سيادة للدولة وليس من حق أى دولة أخرى التدخل فى شئونها . وأوضح أن تنفيذ السعودية لحكم الاعدام ضد نمر النمر رجل الدين الشيعى، سيؤدى الى زيادة توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران ومن المحتمل ايضا ان تؤدى الى حروب اقليمية طائفية اذا تصاعد الامر اكثرمن ذلك . وأشار إلى أنه كلما زادت حدة الاحتقان بين دول المنطقة، كلما أصبح الامن والسلم الاقليمى مهددا بالمنطقة. ودعا مرزوق، الدول الكبرى مثل مصر للتدخل لحل الازمة بين البلدي، والتهدئة بينهم، لتخفيف حدة الصراع حتى لايؤثر هذا الصراع على دول الشرق الاوسط وخاصة سوريا، حيث من الممكن أن يؤدى الى صعوبة الوصول لحل للازمة السورية، خاصة أن هناك بعض الاتفاقيات التى تمت بين الرياض وطهران مؤخرًا. وأشار ألى أن الولاياتالمتحدةالامريكية ستلعب دور المحايد بين الدولتين للحفاظ على مصالحها مع ايران فى الملف النووى وايضا مصالحها مع السعودية فى كافة المجالات . وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على ضرورة الخروج من هذه الازمة والعمل بشكل جاد، ومحاولة التفاهم مع ايران بعدم اتخاذ اى اجراءات من شانها تصعيد الموقف ومحاولة تقوية عنصر الامن القومى حتى لايؤدى الى مزيد من التعقيد بين الدولتين مما يؤثر على دول المنطقة. وقال السفير احمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الاسبق، إن المملكة العربية السعودية شهدت مزيدا من العمليات الارهابية ومن حقها اصدار احكام اعدام ضد مرتكبى تلك العمليات دون تدخل اى دولة فى شئونها الداخلية. وأشار إلى أن العلاقات السعودية الايرانية ستشهد مزيد من التعقيد خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يؤدى إلى قطعها، مستبعدًا اقامة حرب تقليدية بين البلدين، إذا تصاعد الموقف بين البلدين. وطالب القويسني، الدولتين بضرورة الجلوس على دائرة المفاوضات للوصول الى حل يرضى جميع الاطراف، معتبرا ان هناك قضايا مشتركة بين السعودية وايران وعلى راسها قضية سوريا. ورآى ان واشنطن ستسعى الى اشعال الصراع بين البلدين، وذلك تنفيذا لمخططتها لتفتيت جميع الدول وعلى راسها السعودية، مؤكدًا على ضرورة تكاتف الدول العربية لتهدئة الصراع بينهما خوفا من تصعيده . وذكر السفير محمد منسى، مساعد وزير الخارجية الاسبق،" انه لايمكن ان نستبق الاحداث فحتى الان لم تتخذ ايران اى اجراء ضد السعودية فاذا تم ذلك فسوف يكون هناك حلولا اخرى ستحتم على جميع الدول التدخل للوصول الى حل لتلك الازمة والتى من الممكن ان تؤثر على الملف السورى و بل وعلى دول المنطقة. وأكد ان الولاياتالمتحدةالامريكية من مصلحتها اقامة صراع بين السعودية وايران، وستحاول جاهدة اختلاق مزيدا من الفوضى لتفتيت الدول جميعها لتنفيذ مخططاتها بتفتيت السعودية ويصبح مصيرها كسوريا. واعتبر منسي، أن ما قامت به السعودية هو حق لها، حرصا منها على حماية امنها القومى وخاصة انها عانت كثيرا من العمليات الارهابية التى تهدد امنها، مشيرَا إلى أنه في حال تصاعد الازمة بين إيرانوالرياض، لابد من تكاتف كل الدول لتهدئة الصراع بينهم.